محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 00:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يريدون تبرئة النصّ القرآني من وحشيّةٍ كامنةٍ فيه
ويقولون لك إنّ القطع غير البتر ونقول نعم هوكذلك إقرأوا الآية وسنفسّر للمدافعين عن النص القرآني أين يكمن دجلهم المعرفي
جاء في سورة المائدة آية 38: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم)
بتر (لسان العرب)
البَتْرُ اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً غيره البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً قطعته قبل الإِتمام والانْبتارُ الانْقِطاعُ
بَتَرَهُ (المعجم الوسيط)
ـُ بَتْراً: قطعه مستأصِلاً. و ـ العملَ ونحوَه: قطعه قبل أن يُتِمَّه
يقول الله تعالى " إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 33] "
الأمر هنا للوجوب وليس للجواز :
بدأ الله تعالى الآية بقوله " والسارق والسارقة فاقطعوا " فقدم المعمول " السارق والسارق " على العامل وهو " فاقطعوا " وتقديم المعمول على العامل يفيد الحصر , فإذا قلنا بالجواز كان لا فائدة من التقديم !
ربط الله العامل ب الفاء في قوله " فاقطعوا " أي أن السرقة الناتج الطبيعة للسرقة , فإذا لم يكن الأمر يفيد الوجوب فلا فائدة ! ثم إن الأصل في الأمر للوجوب فما الصارف هنا عن الوجوب .
السارق والسارقة : اسم جنس عام يشمل جميع أفراد جنسه فكيف نخرج بعض أفراده منه !
الله تعالى وضح أن القطع هو " جزاء بما كسبا " فإذا نحن لم نقطع أيديهما فنحن لم نعطهما جزاءهما كما أمر الله تعالى , ثم إن الله تعالى يوضح لنا الحكمة من القطع فيقول " نكالا من الله " أي أن المراد من القطع هو التنكيل بمن يأت بمثل هذا الأمر فيكون عبرة لمن يعتبر فلا يقدم غيره على الإتيان بهذا الفعل . ثم إن الله تعالى يختم الآية بقوله " والله عزيز حكيم " فيا أيها القائل بعدم ضرورة القطع أو وجوبه أأنت الأحكم أم الله ؟!
أبعد هذا تقولون أن القطع غير البتر وتدّعون أنّكم تفهمون القرآن أكثر مما يفهمه بقيّة البشر ؟
كم جميلٌ أن تكفّوا عن الإدّعاء
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟