أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - وهم الديمقراطيُة ونفاق السياسيين















المزيد.....

وهم الديمقراطيُة ونفاق السياسيين


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو الحال بين أي مفهومين أكانا سياسين أم فلسفيين أم عقائديين أم .....يوجدفرق دقيق بينهما يؤدي بمن لايراه إلى الخلط بينهما كذلك هو الحال بين مفهومي الحرية والديمقراطية
إن الديمقراطية الحقّة هي تلك التي تُؤسَس على قدرة الإختيار الحرّ لهذا الإنسان أو ذاك أي أن الشرط اللازم والكافي لتكون الديمقراطية معبّرة تعبيراً حقيقياً عن توجهات الرأي العام هو توفّر حريّة الإختيار فهل الأمر هو كذلك فعلاً أم أنّه على غير ذلك ؟
تسارعت حركة التّطور في الغرب بعد قيام الثّورة الفرنسيّة والّتي كان أساسها الثّورة على الطّغيان فطرحت الكثير من المفاهيم التي تحمل قيماً إنسانيّة ذات طابع سياسي وذات طابع إشكالي معرفي وكان خير ممثل لما طرحته الثّورة هو شعار : ذره يمر ذره يعمل والذي ترجمته الفعليّة على أرض الواقع هو حرية الحركة وحرية العمل وهنا نجد أن مفهوم الحركة هو مفهومٌ واسعٌ جداً فكل أنواع الحركة مسموحٌ بها وفقاً الشعار وذلك في كلّ مايخص السلوك الإنسان ونشاطه على كل الصعد ومن ثم إتاحة الفرصة له للعمل كما يرغب مما يعين أنّ هذا الشعار كان مفهوماً ليبرالياً بشكلٍ لايقبل الجدل ومن أنواع الحركة والعمل حركة العقل وعمله هذه الحركة وحريٌتها أطلقت العنان لقوى الإنسان العقليّة الدفينة بالإنطلاق والعمل نحو بناء حضارةٍ مختلفةٍ عما سبقها من حضارتٍ سادت ثمّ بادت
مع تطور الإنتاج الصناعي والزراعي وتوفر فائض قيمة مرتفع وتمركزها في أيدي قلّة من الناس بدأت بذلك مرحلة الرأسماليّة التي كانت كمفهوم وحالة إقتصاديّة جديدتان كليّا على المجتمعات البشريّة وخرجت إلى الوجود نظريّتان واحدة تدعو إلى تحقيق مجتمع العدالة بمعناها الشامل أي الشيّوعيّة والأخرى ظلّت أمينةً لشعار ذره يمر ذره يعمل وهي الرأسمايّة
ومع ظهور هاتين النظريّتين إلى الوجود مع ظهور الإنتاج الصناعي لأول مرّة في التاريخ على هذا الشكل الواسع والعميق والراقي في الإبداع و الإنتاج طرحت مسألة غاية في الخطورة هي مسألة شكل النظام السياسي الذي عليه أن يحكم في المجتمعات ففي حين طرحت الشيوعيّة مفهوم ديكاتوريّة البروليتاريا طرحت الرأسماليّة مفهوم الديمقراطيّة الذي أساسه الحريّة الشخصيّة في التفكير والعمل ومازال الصراع على المستوى النظري أقلّه حاداً بين أتباع كلٍّ من النظريّتين
تحدثت في في مرّاتٍ سابقة عن مفهوم الحريّة من وجهة نظر علميّة بحتة مثبتاً فيها كلّها أنّ الإنسان سيظلّ حالماً بالحريّة بمعناها الواسع فلسفياً وهذا الحلم هو الوهم المطلق مالم يتمكن هذا الإنسان ومن خلال سيرورة تطوره بيولوجياً أن يرتقي إلى إلهٍ كلّي القدرة
ولكن من المهمّ هنا الإعتراف أنّ مساحة الحريّة التي يظن الإنسان أنّه حاصلٌ عليها ومتمتعٌ بها بسبب إمتلاكه الوعي لاتعدو كونها نوعاً من إحساسٍ كاذبٍ كالذي تحسّه الأسماك وهي تسبح في محيطات العالم .إن الحديث عن الحريّة هو أأشبه بالحديث عن وهمٍ لذيذٍ لكن علينا الإعتراف أن أسمى حريّة يمكن للإنسان أن يُطال بها هي حريّة في التفكير والقول والعمل في ظل غياب الحريّة بمعناها المطلق لعلّه في المستقبل إن سُمح له بإطلاق طاقاته العقلية على أوسع مدى ودون قيودٍ بشكلٍ تامٍّ سوف يمكنه التطور العلمي المأمول من أن يحصل على حريّته المتناهية إلى الحريّة الحقيقة بأن يتمكن من التحكم بمسار حياته وبيئته والطبيعة من حوله إلى الحد الذي يُشعره بأنّهقد إقترب كثيراً من اللحظة التي يُوج فيها نفسه إلهاً كلّي المعرفة والقدرة وبذلك يكون قد حقق حلمه بأن يكون حرّاً كما يشتهي ويرغب
لكن المُلاحظ أن كل دعاوى الحريّة في مجتمعاتنا الشرقيّة عامّةً والمسلمة خاصّةً لاتختلف إلا من حيث عن الدعوة إلى الديقراطيّة ولكن بين الأمرين شتّان . فالحريّة الظاهريّة كما أحبّ أن أُسمّيها ليست إلا نوعاً من الدعابة الفكريّة أعتقد أنّ السياسيين بدعوتهم إلى تحقيقهاإنا يمارسون هذه الدعابة عن قصدٍ وفي الغالب عن عير قصدٍ
إنّ الديمقراطيّة والتي تمارسها كلّ شعوب العالم كلّ على طريقته لاتتعدى سقف صندوق الإقتراع والذي بدوره ينخفض كثيراً عن سقف الحريّة وأعني هنا حريّة الإختيار بشكلٍ تامّ الإستقلال عن أيّة ضغوطات أيّا كانت هذه الضغوطات .فلا غرابة أن من يتشدّق بالقول أنا حرٌ في أن أدلي بصوتي لهذا السياسي أو ذاك وما هذا الإدعاء إلا من صُلب الصراع على تولي مقاليد السلطة بين هذه المجموعة الإقتصاديّة أو تلك والتي تشعر كلاً من محازيبهما يشعر بحريّة الإختيار الزائفة تلك
إن ديقراطيّة صناديق الإقتراع لاتتعدى كونها ديمقراطيّة تُنمح للسجين لكي يختار بين نوعين من الطعام يومياً لايقدم له غيرهما طيلة الأسبوع والشهر والسنة
تحدثنا سابقاً أنّ الإنسان هو كائنٌ مشروط ٌ على الأقلّ بشروط متطلباته في الحياة من طعامٍ ومسكن وهذه بدورها مشروطةٌ بفرصة العمل يحظى بها
كان لعلم النفس الفضل الأكبر في تسليط الضوء على إشتراطات كلّ حياةٍ من حياة الأفراد في أيّ مجتمعٍ من المجتمعات قديمةً كانت أم حديثةً. متخلفةً أم متطورةً وهذه الإشتراطات ثلاثة كما أوضح علم النفس وقد صنّفها الدكتور العظيم علي الوردي في كتابه الرائع خوارق اللاشعور
1-الشّرط الإقتصادي
2- الشّرط الجنسي
3- الشّرط الإعتباري
وهنا لابد من شرط آخر مهمٌ في نظرنا هو ذاك الذي طرحه كارل غوستاف يونغ وأعني به الشّرط الأسطوري ( المعرفة الأسطوريّة )ولربما كان هذا الشرط في البلدان التي تعتنق الدين الإسلامي هو أهم هذه الشروط ...ياللغرابة إذ الآخرة السماويّةهي الأهم والأبقى هي المُنية والمراد ..هذه الشّروط الأربعة التي لن يستطيع الإنسان على المنظور أقلّه أن يتحرّر من سطوتها وهيمنتها على كلّ تفاصيل حياته إلاّ عندما يصبح الإنسان الإله
كلّنا يعلم وبكل وضوحٍ وبساطةٍ أنّ الإنسان هو وقبل كلّ شيءٍ خاضعٌ شاء أم أبى لهيمنةٍ مطلقة ٍ للشّرط الإقتصادي إذ لابد له لكي يستمر في الحياة أولاً من حدٍّ أدنى من الطعام والشراب والمسكن وهذا الشرط هو على الأغلب مازال مهيمناً على أساسيات أيّ تحوّلٍ سياسيٍ كبيرٍ في مجتمعٍ من المجتمعات وهذا يتوافق مع الفكر الماركسي في رؤيته لسيرورة التاريخ وقوته المحركة له ولكي ندرك بشكلٍ عميقٍ أهميّة هذا الشّرط علينا أن نعي بشكلٍ عميقٍ أيضاً الأسس التي بُنيت عليها الديمقراطيّة الغربية معتمدةً على صندوق الإقتراع والتي تمّ طلاؤها بشيءٍ من التنازل عن بعض مرابح الرأسماليين لصالح أبناء المجتمع كافةً بحيث أسهم هذا التنازل في سويّة الحياة لدى المواطن في هذه الدول ولكنّ لم يمنع من إتساع رقعة الفارق بين دخول الرأسماليين وأبناء الشعب كافةً وبشكلٍ جنونيٍّ بعد قيام الشركات العابرة للقارّت مما يبقي فتيل الصراع الطبقي قابلاً للإشتعال في أيّة لحظةٍ في هذه المجتمعاتمن دوريّات أزمة الرأسماليّةوذلك على الرغم من تحقيق مطالب الأفراد في الجنس والإعتبار وحريّة المعتقد وكل ذلك على أساس المواطنة المتكافئة فقط في هذه الشروط
أما الحريّة الأهم التي وفرّها الديمقراطيّة الغربيّة فهي حريّة العقل في التفكير وحريّة الفرد في القول والعمل تحقيقاً لشعار الثورة الفرنسيّة الخالد ذره يمرّ ره يعمل... ولكن هل كان هذا الإنسان في الغرب حرّاًٍ في خياراته؟
إنّ من يُدقق في سير العمليّة السياسيّة في الغرب يجد أنّ كلّ السّياسيين هم رهائن بيد أصحاب النّفوذ المالي الكبير في دولهم إذ لايمكن لأيّ إنسان مهما كان قادراًسياسيّاً على أن يتبوأ أيّ منصبٍ في الدولة أو في داوئر القرار السياسي مالم يكن رهينة ًبيد أصحاب النفوذ الماليّ الكبير والدليل تلك الأموال الطائلة التي تُفع لتصرف من أجل إنجاح هذا المُرشح السياسيّ أو ذاك وهذه العملية أعتقد لم تعد تخفى على أحدٍ
يقودنا ذلك كلُّه إلى الإستنتاج البسيط أنّ كل المجتمعات المتطورة نعم حقّقت كظاهرة عملِ سياسيٍّ ولكنها لم تستطع أن تُحرر الإنسان لأن يكون لاعباً سياسيّاً أساسيّاً وحرّا في خياراته في سير هذه العمليّة السياسيّة برمّتها إذ أبقته تحت هيمنة الشرط الإقتصاديّ على الرغم من أنّها رفعت عنه كلّ الشروط الأخرى
إن ما دفعني إلى كتابة هذا هو السؤال التالي :
هل نستطيع نحن في هذا الشرق أن نكون على الأقلّ ديمقراطيين على الطريقة الغربيّة مع ماوفرته لأبنائها في الغرب؟ أم ستكون لنا ديمقراطيتنا على الطريقة اللبنانيّة والعراقيّة والتي أعتقد جازماً أنّ أيّ نظامٍ ديكتاتوريٍّ يحقق شيئاً من العدالة الإجتماعيّة وويعمل على تحرير أبناء وطنه من هيمنة الشّرطين الجنسي ولإعتباري والأهم العقائدي لهو أفضل مرّة من من هكذا نظامٍ ديمقراطيّ حتى لو حكم هذا الديكتاتور هو وأبناؤه من بعده
هل ندرك ماعلينا فعله قبل فوات الأوان ؟ أم نستمر بالنفاق السياسي كما تفعل المعرضة السوريّة حتى الآن
هذا هو السؤال الذي علينا جميعاً الإجابة عنه



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الحتميّة أم سقوط الوعي الكليّ ؟
- مبدأ القياس كمبدأ مضلّل في الفكرالبشري
- المبادىء الجليّة حقائقٌ أم أوهام ؟
- نظريّة الإنفجار الكبير هل هي سمٌّ يدسه الدين في عسل العلم ؟
- المهّم......
- أوباما في الفخ السوري
- تفاوض أم حوار
- لماذا سورية ؟
- المسألة السورية
- عبثية السؤال والفرض الخاطىء
- المسلمون والمعرفة العلمية
- كلاب بافلوف
- العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
- أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
- بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
- لغة الرياضيات ولغة السياسة
- أمام الله وجهاً لوجه
- هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
- همسة لأجل المرأة في عيد الأم
- الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات ...


المزيد.....




- أمريكا تعلق على موقفها من تصنيف هيئة تحرير الشام كـ-منظمة إر ...
- بلينكن: حريصون على تجنب تقسيم سوريا والنزوح الجماعي منها
- الخارجية السعودية تصدر بيانا بشأن استيلاء إسرائيل على المنطق ...
- إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة تعلن افتتاح ...
- صحافي إيرلندي: أوكرانيا تشكل أكبر تهديد لأوروبا
- الأردن يرسل معدات عسكرية إلى لبنان
- أردوغان يوجّه رسالة بالعربية للسوريين
- واشنطن: لم نتوقع سقوط حكومة بشار الأسد
- إيران تدعو مجلس الأمن الدولي إلى -منع إسرائيل من احتلال الأر ...
- مشاهد لآثار الاستهداف الإسرائيلي الواسع لسوريا (فيديوهات)


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - وهم الديمقراطيُة ونفاق السياسيين