أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - لماذا سورية ؟















المزيد.....

لماذا سورية ؟


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 01:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا سوريا ؟
سوألُُ قد يبدو غبياً في زمن يعتقد فيه الكثيرون أننا نعيش في زمن الربع العربي الذي يمنٌون النفس فيه بانهم سيحصلون على غايتهم وما ينشدونه من قيامة الشعوب العربية والإنطلاق بها نحو الحرية والخلاص مما يسمى الديكتاتوريات المزمنة التي حكمت عقوداً من الزمن في هذه المنطقة من العالم حتى بدت وكأنها منطقة تعيش خارج سياق العصر
لنعد قليلاً إلى التارخ ربما نجد فيه بعضاً من ضالتنا التي تهنا عنها كثيراً ولم نكتشفها ربما بسبب قصور في القراءة أو ربما بسبب قصور في المعرفة أو ربما بسبب أننا نفخر بالتارخ الذي يظهرنا أمةً هي خير أمةٍ أخرجت للناس وربما لسببٍ أو لأسبابٍ مازلنا نجهلها
مع وصول محمد علي باشاالألباني الأصل ةالذي يدعي أنه ينتمي للأسرة العلوية التي ينتمي إليها اليوم كل من حكام الأردن والمغرب إلى سدة الحكم في مصر وإطلاقه مشروعه النهضوي وبعد أن إمتلك أسباب القوة التي تجعله يعلن مصر منطقةً خارج السيطرة العثمانية وبعد أن ساهم جيشه يقيادة إبنه إبراهيم باشا في الدخول إلى الدرعية في شبه جزيرة العرب وإسقاطه نظام الدولة السعودية الثانية وجد أنه لابد من إكمال مسيرته في إسقاط الخلافة العثمانية نفسها فجهز جيشاً كبيراً بقيادة إبنه نفسه إبراهيم باشا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ةتوجه نحو الآستانة بعد أن هاجم عكا وإحتلها وأخرجها من تحت السيطرة العثمانية وتابع مسيرته نحو لبنان والساحل السوري الحالي وإلتحق الكثيرون من أبناء هذه المناطق كمحاربين بجيشه للخلاص من العثمانيين وجورهم وكاد أن يصل إلى الآستانة وحصارها وبالتالي إسقاطها عندما إستندت العثمانيون بأوروبا لوقف زحف الجيس المصري بإتجاهها فقامت إنكلترا مسرعةً بتلبة الطلب العثماني ووجهت إنذارها الشهير لمحمد علي باشا نفسه أن إسقاط الآستانة يعني إنهاء حكمه في مصر بحيث لن يكون لولده إبراهيم باشا من بعده ودعمت تحذيرها بإرسال سفنها الحربية إلى شرق المتوسط
عندها ظهر في الغرب ماسمي المسألة الشرقية حيث تنبهت أوروربا وعلى رأسها إنكلترا إلى أهمية المنطقة الإستراتيجية كممر ٍ عالمي نحو آسيا وكمحطة لابد منها للدخول إلى العمق الإفريقي والأهم هو تنبهها إلى خطورة قيام كيان موحد ثانيةً في المنطقة على غرار الشكل الذي كان في زمن الدولتين الأموية والعباسية
فبدأت العمل على بلورة نظرة إستراتيجية للمنطقة قوامها العمل غلى منع قيام مثل هكذا كيان ووضعت الخطط اللازمة لإبقاء المنطقة المنطقة مجزأةً إلى مالا نهاية فرأت أنه لابد من :
تجزئة المنطقة بعد تخليصها من كابوس الإحتلال العثماني إلى دويلات وممالك ومشيخات
إيجاد منظومة تحكم الأقاليم المتناثر الآنفة الذكر قوامها عائلات ترتهن في مستقبلها للغرب
إنشاء تنظيمات دينية متطرفة تعمل على إبقاء المنطقة في حالة تخلف _ وهنا نرى أن إنكلترا هي من ساهمت في تنظيم الإخوان المسلمين على يد حسن البنا بمباركةٍ أمريكية ٍحيث كان يدرس
ولاحقاً أمريكا في إنشاء تنظيم القاعدة وإسرائيل في إنشائها منظمة حماس
العمل على منع أي تقارب بين بغداد ودمشق ولو كان دون ذلك حربُُ كونية
العمل على زرع جسم غريب يفصل بين جناحي المنطقة الآسيوي والإفريقي فكان لابد من إقناع اليهود لاحقاً ولو بالقوة على القبول بفلسطين وطناً بديلاً لأوغندا أو الأرجنتين كما كانوا يرغبون وتحت شعار ديني تاريخي له مفعول السحر عند اليهود هو شعار أرض الميعاد وتقديم من ثم كل أنواع الدعم لتستمر في الحياة وسط محيط من العداء إن الملاحظة البسيطة لكل ما جرى بعد الحرب العالمية الأولى وتقاسم تركة الرجل المريض( الدولة العثمانية ) يظهر أن الغرب الأوروربي نجح في فيما أراد للمنطقة
مع ظهور النفط وكتلة حلف وارسو بقوة بعد الحرب العالمية الثانية وبدء ماسمي مرحلة إنحسار الإستعمار الكولونيالي عن المنطقة وبعد الضربة التي أقصت فرنسا وإنكلترا عن المنطقة في حرب السويس ظهر أن أمريكا تولت شان المنطقة إستراتيجياً وتكتيكياً فقامت يعقد صفقة مع عبد العزيز تنص : النفط لنا والحكم لكم مع المساعدة في ترسيخ وجود الدولة العبرية والتعاون سراً معها في التحكم بكل مجريات الأمور في المنطقة
مايهم في هذا المقام بعد هذا العرض الموجز لتاريخ المنطقة والتحولات فيها يأتي السؤال لماذا سوريا الآن ؟
كما نعلم وقد ذكرت ذلك سابقاً إن لسوريا موقعاً جيوإستراتيجي بالغ الأهمية وقد عبر عنه أكثر من مسؤول أمريكي بالقول أن سورية هي أفضل حاملة طائرات ثابتة في العالم وقد إزدادت أهميتها بعد الإكتشافات والغازية النفطية المذهلة فيها وهنا لم أجد من الغرابة أن تعول فرنسا على شخصيتين وتبرزهما إلى الواجهة هما معاذ الخطيب ومنذر ماخوس وكلاهما يعملان في شركتي نفط فرنسيتين
مع حرق البوعزيزي نفسه وقيام الشارع التونسي بالتحرك والذي أعتقده (حرق بوالعزيزي نفسه)كان مدبراً بطريقة خبيثة أعلنت أمريكا أنه الربيع العربي وهذه هي فرصتها التاريخية لإيصال عملاء الغرب التاريخيين إلى السلطة أعني الإخوان المسلمين من خلال ما أصرت على تسميته سابقاً الفوضى الخلاقة ولاحقاً الربيع العربي
وكان الهدف النهائي سوريا كما أرى إذ أنها الهدف الذي لم يتمكن جورج دبليو بوش من تحقيقه أي الدخول إليها والسيطرة عليها إذ أنه تعثر في العراق بسبب الماقومة العراقية للوجود الأمريكي وإستفادة إيران من هذا التعثر في تقوية تحالها مع سوريا وإمداد حزب الله اللبناني بكل أدوات القوة ليثبت في أية مواجهة مع الإسرائيليين فكان هذا المحور الممتد من طهران إلى بيروت مروراً في دمشق والذي عموده الفقري سوريا وجسره المتين
بعد وصول بوتين إلى حكم روسيا عبر ثنائيته المعروفة مع ميدفيدف وعمله المكثف والمتسارع ليعيد لروسيا مكانتها على الصعيد الدولي كان لابد من كسر الجسر السوري مع ملاحظة التطور الصيني الإقتصادي والعسكري الذي يرعب أمريكا
ماذا تستفيد أمريكا من كسر هذا الجسر والسيطرة على مكوناته المبعثرة الناتجة ؟
من ناففل القول أن سوريا هي دولة مهمة إسترتيجيا لكلا الدولتين روسيا فهي حائط الصد الأخير عن موسكو في وجه الدرع الصاروخي الأمريكي وآخر منفذ لها إلى المياه الدافئة وكذلك هي الحاجز الذي منه لوقف التمدد الإسلاموي صوب آسيا الوسطى وكلنا نعلم مدى خطورة هذا التمدد على كيان الإتحاد الروسي نفسه
لأما بالنسبة للصين فسوريا هي الممر الذي لابد منه لإفريقيا التي ترى فيها مستقبلها الغذائي ومن المواد الخام فسوريا هي المحطة السوبر إستراتيجياً لتكون قاعدة تصنيعٍ صينيٍ وقاعدة توزيع للمنتوجات الصينية إلى دول العالم القديم وحصوصاً إلى المنطقة الممتدة من أواسط آسيا إلى البحر المتوسط والتي تحتوي نفط وغاز العالم لألف سنة قادمة وعدد سكانها يتجاوز المئتين وخمسين مليوناً من البشر يقبعون على ثروة من الغاز والنفط هائلتين فلو تم إستثمار هاتين المادتين وذهب ريعهما بمعظمه إلى شعوب هذه المنطقة لكانت سوقاً بديلاً عن السوق الأمريكية الحالية من لم أستغرب أن المندوب الصيني رفع يده أولاً في الفيتو الأول ضد التدخل العسكري في سوريا
إن سوريا في قلب ذلك كله ومن يربح معركة سوريا سوف تكون له السيطرة على مقدرات العالم لقرنٍ قادمٍ على الأقل
لكن لابد من القول أنه إذا إنتصر المحور الروسي الصيني الإيراني فإن تركيا والسعودية سيتغير شكلاهما الجغرافي بكل تأكيد فلا يناسب لاروسيا ولا الصين يقاء هاتين الدولتين على وضعهما الجغرافي الحالي وخصوصاً أنهما تدعمان دينياً وعرقياً أقليات في روسيا والصين
نتائج ذلك كله مازال مرهومناً يقدرة النظام السوري على الصمود وفي حال أحس هذا المحور أن النظام يمكن أن يهتز فأعتقد جازماً أن القيامة ستكون في الشرق الأوسط وهذا مايرعب الجميع لذلك نرى الحديث في السياسة يكثر بحثاً عن حل سياسي ولكن الأفعال القتالية هي من يتكلم وبقوة على الأرض في الداخل السوري وتحدد إتجاه الريح في العالم كله
أعود وأقول كما قلت ذات مرة : عفواً توماس فريدمان السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد والعشرين





#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة السورية
- عبثية السؤال والفرض الخاطىء
- المسلمون والمعرفة العلمية
- كلاب بافلوف
- العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
- أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
- بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
- لغة الرياضيات ولغة السياسة
- أمام الله وجهاً لوجه
- هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
- همسة لأجل المرأة في عيد الأم
- الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات ...
- المعرفة واليأس
- هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
- الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
- شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
- لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
- إنه عالم اللذة المتجددة
- هل هو عالم اللذة المتجددة؟
- إله الرعاة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - لماذا سورية ؟