أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - على المشرق العربى ان يتعلم من الدرس الرواندى!














المزيد.....

على المشرق العربى ان يتعلم من الدرس الرواندى!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على المشرق العربى ان يتعلم من الدرس الرواندى!

سليم نزال

امس فى 7 نيسان توجه الروانديون لايقاد الشعلة من اجل احياء ذكرى اقصر حرب اباده فى التاريخ المعاصر.مليون قتيل قتلوا بالسكاكين الحاده و السواطير و الاسلحه الناريه جلهم من قبيلة التوتسى, و ربع مليون حالة اغتصاب فى مائه يوم فقط .ماذا فعلت الدول الكبرى ؟ اجلت مواطنوها من رواندا (و هو الامر الاهم عندهم! ) و صدرت بيانات عامة لم تنقذ حياة انسان رواندي واحد.لم ينتظر الروانديون المجتمع الدولى و لا الدول الكبرى . ادركوا ان الدم يجر الدم, و قرروا رغم بحار الدماء و دعوات الانتقام ان يفعلوا شيئا لوقفها, و الا ضاعت البلاد تماما. و انطلاقا من هذه الرؤية بدا الروانديون يخوضون واحدة من اصعب عمليات المصالحة ربما فى التاريخ الانسانى كله .و قد شاهدت بعضها على التلفزيزن بثت فى برامج وثائقيه .

لم تكن العمليه سهله على الاطلاق .كنا نرى لقاءات بين قاتل من قبيله الهوتو قتل والد فتاة يلتقى بها و يتحدث عن تجربته اثناء المجازر, و هى تسمع منه كيف قتل والدها .شاهدنا مناظر و حوارات عاطفيه مؤلمه جدا كانت قاسية جدا على الاشخاص الذين فقدوا عائلاتهم, و هم يواجهون القتله فى حوارات صعبه للغايه من السهل معرفة صعوبتها ان وضع المرء نفسه مكان الضحايا .لكن رغم كل الالام القاسيه كان على شعب رواندا ان يقرر, اما ان يبقى او ان تنتهى البلاد. اما ان يخوض تجربة المصالحه او ان يظل غارق فى الدماء و ينتهى المستقبل للجميع .

و انا اعتقد ان المشرق العربى (العراق و سوريا ) هو الان فى ذات الوضع.حرب قتل و انتقام واجواء كراهيه و تحريض بلا افاق , و باقى بلاد المشرق ليس افضل حالا لناحيه الانقسامات (فلسطين و لبنان).و ان استمر هذا الوضع فبلادنا كلها مقبلة على خراب مؤكد, و كل هذا ربح صافى للصهاينة الذين لم يكونا يحلموا بوضع افضل من هذا الوضع .
.ما اراه الان بصوره جليه ان استمرار الحرب الاهليه ستنهى البلدين معا .لن يبقى عراق, و لن تبقى سوريا .معنى ذلك نهايه المشرق العربى, و كل السيناريوهات المظلمه مفتوحه على المشرق باسره
.
المطلوب الان تفكير جديد يتجاوز الافكار القديمه من اجل التفكير جديا بمصير البلاد قبل الوصل الى نقطه اللا عوده التى بتنا قريبين جدا منها خاصة فى العراق هذا ان لم نصل اليها . و لذا فانا انا اشك ان هناك امكانية لانقاذ العراق الذى بات رجل المنطقه المريض.دولة شكليه مفككه من كافة النواحى, و من الصعب رؤيه امكانيه استعادتها الا بمعجزه فعلا و هذه مسوؤليه الوطنيين العراقيين بالدرجة الاولى ان يحققوا هذه المعجزه و الا ضاعت بلادهم .

و الوضع فى سوريا يسير فى ذات المسار العراقى, و من واجب النخب الوطنية السوريه ان تقف بكل مسوؤليه و بشجاعة, امام هذا الوضع ولا ينتظروا احدا, و الا واجهت سوريا مصير العراق ان استمر الصراع فى غضون عامين . ان الحقيقه التى يجب ان تقال بصوت عال, ان المشرق الان فى وضع يوغوسلافيا ابان التفكيك.لم يعد هناك خيار اخر, اما تجاوز الجراح ايا كانت قسوتها و الامها ,و الشروع فى فى مصالحة وطنيه تضع سلامة الوطن اولا ,او التفكيك .لا خيار اخر ! هذ هو درس ماساة الاباده فى رواندا !

باحث فى التاريخ و الثقافه .كتاباته مترجمه الى اكثر من عشرين لغه



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغراق الايديولوجى مقتل للحركه الوطنيه الفلسطينيه !
- حوارات قبل انهيار يوغوسلافيا! و الاسئله الصعبه فيما يتعلق با ...
- دور اللاجئون فى تنمية و تطوير المجتمعات !
- وباء العنف و خطر انتشار نموذج الثوره الفرنسيه!
- عالم تائه !
- المعادلة الغربيه العجيبه !
- تمور من اريحا !
- لا بد من مقاربة جديده لمشاكلنا ! من خلال رفع شعار مواجهة الن ...
- الاشكاليه المقلقه بين الرواية الدينيه و الروايه التاريخيه يو ...
- كوشوات سينغ مؤلف كتاب (القطار الى باكستان ) يرحل !
- لن تنعم بلادنا بالاستقرار قبل بناء ثقافه وطنيه و انسانيه ادا ...
- لا بد من زحزحه التاريخ لكى لا يظل قاتلنا الاكبر !
- بعد خراب البصره !
- بلادنا مقبله لا محالة نحو الهاويه !
- حول شروط الانتصار فى الصراع مع نظام الابارتايد الصهيونى !
- فى نقد التاريخ الفسطينى الحديث :حملة نابليون بونابرت مثالا !
- فى نقد ثقافه اين انت يا صلاح الدين !
- ملاحظات سريعه حول المؤامره: لكى ننتهى من الخطاب العديم الفائ ...
- نحو بناء استراتيجيه الامل !
- و نحن بانتظار الامل!


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - على المشرق العربى ان يتعلم من الدرس الرواندى!