أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الاغراق الايديولوجى مقتل للحركه الوطنيه الفلسطينيه !














المزيد.....

الاغراق الايديولوجى مقتل للحركه الوطنيه الفلسطينيه !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما يكون الاغراق الايديولوجى هو احد اكبر الاخطاء القاتله التى ابتلى بها الفلسطينيون .و هذا الاغراق الايديولوجى كان فى الكثير من الاحيان على الوطن و الوطنيه . لقد كانت احدى نتائج الاغراق الايديولوجى هو ما اسميته مره( باستقاله العقل الوطنى ).و ملء الفراغ بعقليه السفسطائيه الايديولوجيه التى اضرت كثيرا العمل الوطنى الفلسطينى. لذا من الضرورى ان نفهم اولا كيفية تشكل هذه الظاهره التى اغرقت الفكر السياسى الفلسطينى بالوهم الايديولوجى.

اظن ان تشكل هذه الظاهره لها علاقه بتاريخ فلسطين خاصه فى مرحلة ما عرف بالحملات الصليبيه فى القرون الوسطى. فقد كانت هذه الحرب المتقطعه التى استمرت حوالى مائتى عاما صراعا ايديولوجيا حادا بين الشرق الاسلامى و اوروبا المسيحيه . و كان الصراع بمقاييس العصور الوسطى نوع من حرب عالميه بين العالمين , مع كل ما تم البناء عليه من روايات و اساطير غذت خيال العالم الاسلامى و اوروبا لفتره طويله.

و على الرغم ان الصليبيين استوطنوا معظم بلاد الشام, لكن الاراضى المقدسه فلسطين كانت بسبب خصوصيتها, تغذى لدى الطرفين المتصارعين الحميه و الحماس الدينيين ,مع كل ما يتبع ذلك من تعبئه ايديولوجيه .و لما كان الخيال الشعبى فى فلسطين و المنطقه لم يزل يختزن فى الذاكره الجمعيه الحملات الصليبيه , لم يكن من المستغرب انه منذ ان بدا الصراع فى بدايات القرن الماضى, راى العرب فى المشروع الاستيطانى الهصيونى نوع من استمرار او تكرار للحروب الصليبيه, خاصه ان هذا المشروع كان يلقى دعما استثنائيا من الغرب كله بلا استثناء.

و الدليل على ذلك ان فكره ربط الاحتلالات الاجنبيه من انكليزيه و فرنسيه فى بلاد الشام, لم تربط بالحروب الصليبيه لانها كانت احتلالات عسكريه بحته, و ليست استيطانيه كما فى فلسطين.
كما لا يمكن فصل ذلك ايضا بتاريخ المنطقه التى تعرضت للتقسيم الى كيانات عدة, و اثر هذا على الخيال الشعبى الذى ظل يرفض التقسيم .لكن الخيال الشعبى شىء وواقع السياسه شىء اخر, فالثقافه الشعبيه كانت و لم تزل الى حد كبير تنظر للجميع على انهم عربا, و هذا امر صحيح ,لكن فى واقع السياسه(الريال بوليتيك) بدات تتكون اقطار متعدده و حدود ووطنيات مرتبطه بكل كيان.

و حتى اوائل الكتاب الفلسطينيون ممن حذروا من الصهيونيه فى ذلك الوقت مثل خليل عازورى و سواه, راوا الامر على انه تهديد لللامه العربيه كلها , و هذا امر صحيح من الناحية الاستراتيجيه , لكنه على ارض الواقع لعب دورا تهميش دور القيادات الفلسطينيه, لانه ساهم فى تصوير الخطر و كانه على الجميع و ليس على مجموعه واحده. الامر الذى منع حسب راى من بروز نوع من (حزب وفد ) فلسطينى يتحمل المسوؤليه فى ظل هذا الوضع المعقد .

.و هذا التاريخ الذى اسعى لاختصاره على قدر المقال , يفسر حسب راى , هذا التضخم الهائل فى الشعارات و السيوله الايديولوجيه , الذى حصل على حساب الوطنيه الفلسطينيه .ففى الوقت الذى كان فيه العراقيون و السوريون و للبنانيون قد اعترفوا بواقع تقسيم المنطقه, رغم استمرار الشعارات القوميه ,و باتوا يعملون على بناء كياناتهم الوطنيه , ظل العقل السياسى الفلسطينى ينظر الى الصراع مستندا الى الكم الهائل من الشعارات المستقاه من تاريخ الصراعات القديم .

و بعباره اخرى لم يتمكن العقل السياسى الفلسطينى من ادراك طبيعه و حجم التحولات التى كانت قد جرت, و التى لعبت دورا فى تقديرى فى ضمور الهويه الوطنيه الفلسطينيه فى تلك المرحلة

.و الدليل على ذلك ان بيانات الثوره الفلسطينيه التى كانت تصدر فى فلسطين فى ثوره 1936, كانت تختم بياناتها باسم ( سوريا الجنوبيه) و ليس فلسطين .الامر الذى ساهم باضعاف الوعى الوطنى و احلال الوهم الايديولوجى مكانه .بينما فى المقابل, كان المشروع الصهيونى واضحا لناحية التعريف باهدافه , و نجح فى تعبئه اليهود المهاجرين حول هويه وطنيه مزيفه , تتضمن جغرافية فلسطين .و حتى بعد كارثه االعام 48 و على الرغم من وعى بعض الفلسطينين باهميه دورهم كما حصل عندما تم تشكيل حكومه عموم فلسطين .لكن ذلك كان متاخرا الى حد كبير, لان القيادات العربيه صارت معتاده على التصرف بموضوع فلسطين بدون العوده الى قيادات الشعب الفلسطينى .و هو ما حصل عندما ضم الملك عبدالله الضفه الغربيه العام 1951 مجهضا بذلك امكانيه قيام دوله فلسطينيه .

من الممكن فهم ان للادلجه مبرراتها التاريخيه و السياسيه , و اهمها الاحساس الفلسطينى بالضعف مقابل الصهاينه المدعومين من الغرب. الامر الذى عزز من (السلاح الايديولوجى ) الذى تنقل تاره باتجاه القوميه بالوانها, و تارة باسم الاسلام, ليصبح البديل المعنوى و المادى لدى الفلسطينيين لمواجهة قوه المحتل المدعوم من القوى الكبرى. صحيح ان الشعب الفلسطينى جزء من المكون العربى الاوسع, و من الطبيعى ان يتوقع من الاشقاء العرب الدعم و المساندة. لكن ضرر هذه الادلجه, انها كانت تصل و لم تزل الى حد ما , الى درجه المبالغة الغير ضروريه, بل و المضره فى اغلب الاحيان.فعدا ان جزءا هاما من الادلجه كان بيتا من رمل كما اثبتت الوقائع ,افقدت الادلجه المبالغ بها قدرة الفلسطينيين على تقدير امكانياتهم, و جمدت بعضا من طاقاتهم فى مواجهة الاحتلال.

باحث فلسطينى فى التاريخ و الثقافه
كتاباته مترجمه الى اكثر من عشرين لغة



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات قبل انهيار يوغوسلافيا! و الاسئله الصعبه فيما يتعلق با ...
- دور اللاجئون فى تنمية و تطوير المجتمعات !
- وباء العنف و خطر انتشار نموذج الثوره الفرنسيه!
- عالم تائه !
- المعادلة الغربيه العجيبه !
- تمور من اريحا !
- لا بد من مقاربة جديده لمشاكلنا ! من خلال رفع شعار مواجهة الن ...
- الاشكاليه المقلقه بين الرواية الدينيه و الروايه التاريخيه يو ...
- كوشوات سينغ مؤلف كتاب (القطار الى باكستان ) يرحل !
- لن تنعم بلادنا بالاستقرار قبل بناء ثقافه وطنيه و انسانيه ادا ...
- لا بد من زحزحه التاريخ لكى لا يظل قاتلنا الاكبر !
- بعد خراب البصره !
- بلادنا مقبله لا محالة نحو الهاويه !
- حول شروط الانتصار فى الصراع مع نظام الابارتايد الصهيونى !
- فى نقد التاريخ الفسطينى الحديث :حملة نابليون بونابرت مثالا !
- فى نقد ثقافه اين انت يا صلاح الدين !
- ملاحظات سريعه حول المؤامره: لكى ننتهى من الخطاب العديم الفائ ...
- نحو بناء استراتيجيه الامل !
- و نحن بانتظار الامل!
- فى نقد ( اسطوره) اصول العائلات الفلسطينيه !


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الاغراق الايديولوجى مقتل للحركه الوطنيه الفلسطينيه !