التحالف الكردستاني يرفض حكومة الأغلبية السياسية استكمالا لمخطط الانفصال

أياد السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التحالف الكردستاني يرفض حكومة الأغلبية السياسية استكمالا لمخطط الانفصال
قبل يوم واحد من دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي , تشكيل حكومة الأغلبية السياسية , كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( لا خير بانتخابات لا تأتي بحكومة أغلبية سياسية ) , وهذا المقال منشور في الحوار المتمدن وبعض المواقع العراقية في يوم 1/4/2014 , قلت فيه ( ونحن على اعتاب انتخابات جديدة لا بدّ من توجيه الناس باتجاه انتخاب حكومة أغلبية سياسية , فانبثاق مثل هذه الحكومة سيكون الخطوة الأولى باتجاه محاربة الفساد ويفتح آفاقا جديدة من التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية , هذا التعاون الذي فقد تماما في هذه الدورة الانتخابية , وقلت أيضا من المهم نزع شعارات الشراكة والوحدة الوطنية الكاذبة والتي لا تمّثل إلا الوجه القبيح للمحاصصات الطائفية والقومية اللعينة ) , وما أن أطلق رئيس الوزراء نوري المالكي دعوته لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية باعتبارها أمرا كفيلا بانتشال البلد من تعدد الأزمات التي تسببها التقاطعات الحاصلة بين القوى والأحزاب السياسية , حتى جاء الرد سريعا من قبل المتحدث باسم التحالف الكردستاني مؤيد الطيب , الذي رفض دعوة رئيس الوزراء بتشكيل حكومة أغلبية سياسية للمرحلة القادمة , معتبرا أنّ الوضع السياسي في البلاد يتطلب تشكيل حكومة شراكة وطنية للمرحلة القادمة .
وكوننا من الداعين و المدافعين عن مبدأ حكومة الأغلبية السياسية والذي دعونا إليه قبل الانتخابات السابقة وقبل تشكيل الحكومة الحالية , كونه يمّثل مخرجا ديمقراطيا ودستوريا من مأزق حكومات المحاصصة الطائفية والقومية , فلا بدّ لنا أن نوّضح الأسباب الحقيقة وراء رفض التحالف الكردستاني لحكومة الأغلبية السياسية اتي دعا إليها رئيس الوزراء , وتمسكه بحكومة الشراكة الوطنية , وتسليط الضور على شكل وملامح هذه الحكومة , فالتحالف الكردستاني الذي يقوده مسعود البارزاني يريد لهذه الشراكة أن تكون :
أولا / شراكة تضمن ثلث المناصب السيادية وغير السيادية في الحكومة الاتحادية .
ثانيا / شراكة تضمن استمرار بقاء حصة كردستان 17% من الموازنة العامة للبلد وعدم تخفيض هذه النسبة بما يتناسب مع النسبة الحقيقية لسكان إقليم كردستان .
ثالثا / شراكة تضمن انتاج وتصدير نفط كردستان بعيدا عن إشراف الحكومة الاتحادية .
رابعا / شراكة لا تطالب بأثمان نفط كردستان المنتج ووضعه في حساب الحكومة الاتحادية .
خامسا / شراكة تدفع رواتب قوات البشمركة ونفقات تسليحها .
سادسا / شراكة لا تطالب بأي إيراد للمنافذ الحدودية .
سابعا / شراكة لا تعترض على سياسات حكومة الإقليم وتقبل أن يكون للإقليم سياساته الخاصة به بعيدا عن السياسات العامة للحكومة الاتحادية .
ثامنا / شراكة تقبل بحق الإقليم بالانفصال عن الدولة العراقية متى ما يرغب ومتى ما يشاء .
هذه هي بعض ملامح هذه الشراكة الوطنية التي يريدها ويطالب بها التحالف الكردستاني , ولهذا فمن المؤكد أنّ أي حكومة للأغلبية السياسية سترفض كل هذه الابتزازات , وتطالب الإقليم أن يكون جزء من الدولة الاتحادية وليس كيانا منفصلا ودولة داخل الدولة , ومن المؤكد أيضا أنّ انبثاق مثل هذه الحكومة سيضمن تعاونا وتنسيقا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية , وهنا تكمن خطورة هذه الحكومة على توجهات القيادة الكردية الحالية الساعية نحو الانفصال , فقيام حكومة الأغلبية السياسية سيقضي على حلم مسعود في إقامة دولة كردستان , وإلا فأي شراكة هذه والحكومة الاتحادية لا تملك سلطة اعتقال مجرم داخل حدود الإقليم , هذه هي شراكة مسعود التي يطالب بها , ولماذا لا يطالب بمثل هكذا شراكة إذا كان البلد فيها مثل عمار الحكيم ومقتدى الصدر وأحمد الجلبي ؟ , مرة أخرى أقول لا خير بكم أيها العراقيون إن لم تقفوا مع شعار حكومة الأغلبية السياسية .
أياد السماوي / الدنمارك

#أياد_السماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل