أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - هل الخلل في النظرية ام في التطبيق















المزيد.....

هل الخلل في النظرية ام في التطبيق


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 09:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:..........

قال الاسلاميون: الخلل في التطبيق, اي ان الاسلام دين الله للناس(ان الدين عند الله الاسلام) وهو حق وصحيح في جميع تعاليمه واحكامه, ولكن المسلمين لم يطبقوا الاسلام بصورة صحيحة, فنتج عن ذلك حكومات مستبدة وظلم وجور واخرها مانراه من ارهاب وقتل باسم الاسلام ولكنه لا يمثل الاسلام الصحيح,ولا ننسى تدخل الاستعمار واعداء الاسلام في تشويه سمعة الاسلام والمسلمين واثارة الحروب والنعرات الطائفية بينهم.

وقال العلمانيون: بل الخلل في النظرية,لانه لا يعقل ان تكون النظرية صحيحة وصالحة ومع ذلك تكون فاشلة على مستوى التطبيق وتحقيق العدالة وبناء المجتمع الصالح طيلة 1400سنة, فحتى دولة النبي لم تخل من ظلم وقتل الابرياء باسم الغزو والجهاد,فكيف الحال بسائر الحكومات الاسلامية الاخرى,والتاريخ خير شاهد على مانقول.

اقول: من اجل رعاية الانصاف والموضوعية في البحث نسجل بعض النقاط:
1-عندما نريد الحكم على اية نظرية او دين ومذهب فهناك ثلاث طرق او مناهج:1) المنهج العقلي بأن نحتكم الى العقل ومن خلال البرهان لاثبات صحة او سقم هذه النظرية او تعاليم الدين,2)المنهج العملي(البراجماتي) بأن ندرس التأثيرات الايجابية والسلبية لهذه النظرية او الدين على مستوى العمل والتطبيق ونرى مثلا ان هذا الدين هل نجح في تربية الانسان الصالح ام لا؟ 3)المنهج التاريخي,بأن نقرأ السيرورة التاريخية لهذا الدين ونحكم عليه من خلال ذلك,وهنا لا يمكن القول بان هذا التاريخ لا يمثل الاسلام كما يفترض الشيعة ان المسلمين انحرفوا بعد وفاة النبي وتاريخهم لا يمثل تاريخ الاسلام الصحيح,لانه في هذه الصورة يتم الخلط بين المنهج الاول والاخير,وهو خلاف المنهج الظاهراتي في دراسة الحوادث وفق ماظهرت لنا على امتداد تاريخها.
اما الاول,وهو المنهج العقلي فنرى ان بعض تعاليم الاسلام واحكامه قد تكون مقبولة عقلا مثل الدعوة للتوحيد ونبذ الشرك والتأكيد على ازالة الطبقية والعرقية وان المسلمين سواسية امام القانون وان اكرمكم عند الله اتقاكم ولزوم اقامة العدل ورفض الظلم والتأكيد على العمل الصالح والتعاون على البر والتقوى وماالى ذلك,ولكن نفس هذه الامور المقبولة عقلا اقترنت بالاباطيل, فالتوحيد اقترن مع التجسيد وان الله في السماء وجالس على العرش وله اعوان من الملائكة وله صفات لا تليق به كالمتكبر والماكر والمضل والمستهزئ وغيرها,وازالة الطبقية اقترن بظهور طبقية جديدة من مسلم وغير مسلم,وسيد وعبد,وهاشمي وعامي فالخمس يعطى للهاشمي فقط والزكاة للعامي وهكذا,هذا بالنسبة للامور المقبولة عقلا في الاسلام,اما الامور الخرافية وغير المقبولة عقلا والمخالفة للعلم والاحكام المخالفة للاخلاق وحقوق الانسان فكثيرة جدا لا يسع المقام لذكرها,فهذه النقطة تثبت وجود خلل في اصل النظرية.
اما الثاني,وهو المنهج البراجماتي,فنسأل:هل ان الاسلام نجح في تربية الانسان الصالح ام لا؟ الحقيقة ان الاسلام نجح في ذلك على مستوى الموجبة الجزئية,اي ان بعض المسلمين وبخاصة العرفاء والمصلحين والاخياروصلوا الى مقامات عالية من المعرفة والصلاح والالتزام بالقيم الاخلاقية من خلال تعاليم هذا الدين,منذ الصدر الاول للاسلام كابي ذر والامام علي والحسين وامثالهم من الذين تصدوا للظلم ودافعوا عن المظلومين والى هذا الزمان كالاشخاص الذين تصدوا لنظام الطاغية صدام واعتقلوا وعذبوا في السجون واعدموا لانهم رفضوا الظلم وتحملوا التعذيب والاعدام بدوافع دينية,او الثورة في ايران على الاستبداد كانت بدوافع دينية ,ولكن في ذات الوقت لا يمكننا ان ننكر ان كثير من المتدينين وبدوافع دينية ايضا صاروا ارهابيين وقتلة بفتاوى دينية,لا يقال ان هؤلاء لا يمثلون الدين,فمثل هذا الكلام يجانب الانصاف,لان الكثير من النصوص الدينية وفتاوى رجال الدين تؤيد وتدعم هؤلاء الارهابيين, ولا يصح في البحث الموضوعي وضع الحسنات فقط لصالح الدين ورفض هذه المساوئ بحجة انها ليست من الدين.
اما الثالث,وهو المنهج الظاهراتي التاريخي,فايضا توجد صفحات مشرقة في تاريخ الاسلام وان كانت قليلة,كالحضارة الاسلامية في زمن العباسيين وكثرة العلماء والفلاسفة في تاريخ الاسلام,والى جانب ذلك توجد الكثير من الصفحات السود في هذا التاريخ,والسبب في قلة الصفحات المشرقة يعود بالدرجة الاولى الى عصر الحداثة وانقلاب المفاهيم وتفتح العقول ونضج الانسانية وحقوق الانسان كما ان الشخص عندما يكبر ويعقل يرى ان اكثر تصرفاته في زمن الطفولة حمقاء وسفيهة,ولذلك نرى ان هذه الحالة لا تقتصر على الاسلام ,فجميع الامم والاقوام البشرية ذات تاريخ اسود من الظلم والاستبداد والاستهانة بالانسان وحقوقه وكرامته. ومن هذه الجهة لا ينبغي للعلمانيين ان يعيبوا على الاسلام تاريخه الاسود لانه لم يكن اسودا في ثقافة ذلك العصر بل يمكن القول انه افضل من تاريخ الشعوب والمجتمعات الاخرى.ولكن يحق لهم الاعتراض على المشايخ لتمسكهم بالفكر الديني القديم ومحاولة فرضه على الناس في هذا العصربشتى الوسائل.
ويبقى على عاتق المصلحين والمخلصين من علماء الاسلام مسؤولية تهذيب هذا الدين واصلاح الكثير من احكامه وتعاليمه بما يتفق مع العقل والوجدان وحقوق الانسان لضمان بقاء هذا الدين واستمرار عطائه الاخلاقي والمعنوي للمسلمين,والا فان المسلمين على مفترق طريقين وامامهم خياران لا اكثر وكلاهما مر:ان يتركوا هذا الدين ويتجهوا صوب الالحاد واللاأدرية, والالحاد بدوره لا يعد حلا للمشكلة لدى الغالبية من الناس حيث يبقى الانسان في دوامة الحيرة والعبثية في الحياة ,او يتمسكوا بهذا الدين على علاته وتكون النتيجة تكريس التخلف والطائفية والارهاب والتبعية للاجنبي.
قد تقول: ان اصلاح الاسلام يعني هدمه لان الخراب فيه واصل الى الجذور,اي القران والسنة,فاي عملية اصلاح لهذا الدين تعني ادخال العقلانية الى هذا الدين,واذا دخلت العقلانية فسوف ينكشف خواء اسس هذا الدين من قبيل ان القران كلام الله ووجود جنة وحورعين ونار وسعير ,ولهذا نرى ان المشايخ يعارضون اي نقد يوجه لاصل الدين لانهم يعلمون ان هذا النقد اذا بدأ فانه لا يتوقف حتى يقضي على هذا الدين.
أقول: مع ذلك يبقى غالبية الناس متمسكين بهذا الدين ولا يستطيعون التخلي عنه لا عنادا او حبا في الباطل بل لان عقولهم لا تستوعب النقد الموجه للدين ورموزه المقدسة,وعلينا الاهتمام بهؤلاء وعدم تركهم للذئاب, فالاصلاح يفيد هؤلاء بأن يبعدهم عن التطرف والتكفير والطائفية والخرافات المضرة بالانسان والمجتمع,اما من وصل الى مرتبة جيدة من النضج العقلي والوجداني بحيث وجد ان هذا الدين لا يتفق مع عقله ووجدانه وقرر تركه واستغنى عنه بتعاليم وجدانه فاقول له:هنيئا لك الحياة الجديدة............ وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله يريد لنا حكومة دينية ام مدنية؟
- عندما يتحول الدين الى ايديولوجيا
- روعة الاقتصاد الاسلامي
- وهم الحق
- الاخلاق في السياسة
- القانون الجعفري وحقوق الانسان
- كيف نفهم الدين؟
- الولادة الثانية
- بين الفتح الاسلامي ومشروعية التدخل العسكري
- المباني الفكرية للارهاب
- كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - هل الخلل في النظرية ام في التطبيق