أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - الولادة الثانية














المزيد.....

الولادة الثانية


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.............

قال السيد المسيح: لن يلج احد ملكوت السماء(او ملكوت الله)من لم يولد مرتين.

أقول: هذه الحقيقة العرفانية العميقة والمهمة في حياة الانسان بحاجة الى بعض التوضيح, فالمسيحيون يقولون بان الانسان يموت بالخطيئة الاولى وهي خطيئة ادم وقد هبط الى هذه الدنيا وانفصل عن ملكوت الله ولا يستطيع العودة اليه الا بواسطة الايمان بالمسيح وقد ارسل الله ابنه الوحيد ليصلب ويكون هذا الصلب كفارة لتلك المعصية المركوزة في النفس البشرية ولا خلاص للانسان منها الا بالايمان بالمسيح لينال الحياة الجديدة, وفي الاسلام رغم وجود قصة ادم ومعصيته وهبوطه الى الارض في القران الا اننا لا نجد كلاما صريحا عن الولادة الثانية سوى ماورد في الاية(او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس..الانعام 122),ولكن لا يوجد كلام في كتب علماء الاسلام عن الحياة الثانية غير الحياة بعد الموت ويؤكدون على مفهوم الهداية بدل الحياة بان يؤمن الانسان بالله ورسوله ويعمل صالحا لتكتب له النجاة والحياة الابدية بعد الموت.

اما في مدرسة العرفان فنجد ان هذه الحقيقة قد رسمت بكل وضوح,فليس المقصود من ادم هو الانسان الاول الذي خلق الله واب البشرية بل هو كل انسان على الارض يملك الروح الادمية,والخطاب في هذه القصة موجه الى جميع البشر ولكن على صورة قصة اسطورية وتمثيلية يفهمها عامة الناس.
وليس المقصود من النهي عن الشجرة هي شجرة معينة في الجنة بل شجرة الاهواء والشهوات في الانسان.
وليس المقصود من الهبوط الى الارض هو السقوط الفيزيقي البدني من الجنة بل سقوط الانسان في وحل الانا وانفصاله واغترابه عن ذاته الحقيقية اي وجدانه الانساني.
وليس المقصود من الشيطان هو ذلك الكائن المنفصل عن الانسان والذي خلقه الله قبل الاف السنين قبل ادم وكان يعبد الله الى ان عصى امر الله بالسجود لادم بل هو الانا في الانسان التي كانت مطيعة لله في مرحلة الطفولة وتهدف الى جلب الخير للطفل ودفع الشر عنه ومنحه استقلالية وكيان منفصل عن الاخرين,ولكن عند ظهور الوجدان او الضمير الانساني في مرحلة البلوغ العقلي والعاطفي للانسان تحدث العداوة والصراع بين الانا وهذا الكائن الجديد في ذات الانسان لانها ترى فيه خطرا على وجودها ومصالحها الشخصية والانانية فتتحول حينذاك الى شيطان يريد للانسان الشربعد ان كانت ملكا من الملائكة.
وليس المقصود من العداوة في الاية(اهبطوا بعضكم لبعض عدو)العداوة بين ادم والشيطان بل العداوة بين الانا المجازية في الانسان ووجدانه وذاته الحقيقية.
واخيرا ليس المقصود من الموت هو الخطيئة ولا الحياة هي الايمان بالمسيح او بالله ورسوله بل الموت هو موت الوجدان وقطب الخير في الانسان وان يعيش الانسان فقط بالانا المجازية,والحياة او الولادة الثانية هي ان يعيش الانسان بوجدانه ويستمع لصوت الله في قلبه.
ولكي يتولد الانسان مرة ثانية في هذه الحياة ويعيش حياة جديدة لابد ان يمر بمراحل ثلاث: اليرقة, والشرنقة, والحقيقة. فكل انسان يعيش في بداية حياته وفي مرحلة الطفولة حياة اليرقة(الدودة)ويتناول كل شئ يجده في الخارج من غذاء مادي وفكري وعقائدي كما في دودة القز التي تأكل بنهم ماتجده حولها من ورق التوت ,حتى ينمو ويكبر ليصل الى مرحلة الشرنقة وفيها يستقل عن المحيط الاجتماعي وتكون له شخصية مستقلة ويجب ان يأخذ احكامه وتعاليمه من داخله ويرفض الغذاء من خارجه كما في الشرنقة التي تلف نفسها بخيوط الحرير وتبقى مدة منعزلة عن المحيط الخارجي وتتغذى من داخلها,ثم تتكامل وتصير حشرة كاملة وتشق الشرنقة وتطير وهذه هي مرحلة الحقيقة في الانسان والحياة الجديدة والولادة الثانية, وهذا يعني ان كل دين يؤمن به الانسان في المرحلة الاولى والذي اكتسبه من محيطه واسرته هو دين اليرقة سواء كان اسلام او مسيحية او بوذية’شيعة وسنة وحتى شيوعية ولادينية ,اي دين المرحلة الاولى ويجب ان يتخلص منه فيما بعد ليصل الى الحقيقة اي دين الوجدانية وهو دين المرحلة الاخيرة .
وهذا يعني ان الله الذي كان في المرحلة الاولى مفارقا للانسان وجالس على عرشه في السماء يدخل في هذه المرحلة الى داخل الانسان وقلبه ,والشريعة التي كان الانسان يستقيها من خارجه اي من نصوص القران والسنة ومن كلمات رجال الدين من مسلمين ومسيحيين يستقيها بعد الان من قلبه ووجدانه حيث يعيش الانسان بوجدان قوي ويتحرك في حياته تبعا لوجدانه ولا يصغي الى اصوات الناس من حوله اذا اعترضوا عليه ولا يعاديهم ويتشاجر معهم لانهم مازالوا يعيشون المرحلة الاولى(اليرقة)ويعطيهم الحق في اعتراضهم عليه لانهم لا يدركون مايقول ولا يفهمون الحياة الثانية.وهذا لا يعني ان يتكبر عليهم او ينظر اليهم بازدراء كما يفعل بعض المثقفين ازاء عامة الناس لان الانا كماتدفع الانسان المتدين للتمسك بعقيدته ودينه قد تأمره ايضا بترك عقيدته ودينه ,بل يشكر الله على هذه الحياة الجديدة ويسعى لمساعدة الاخرين والاخذ بايديهم للوصول الى الكمال الاخلاقي والمعنوي...........وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الفتح الاسلامي ومشروعية التدخل العسكري
- المباني الفكرية للارهاب
- كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة
- الفرقة الناجية
- بين الشريعة والقانون
- اجماع الامة


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - الولادة الثانية