أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟














المزيد.....

كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.......

يقول القران:ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات....(الاسراء 70)
ويقول الاعلان العالمي لحقوق الانسان: لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.......المادة 1:يولد الناس احرارا متساوين في الكرامة والحقوق.

اقول:يستدل علماء الاسلام بهذه الاية القرانية على ان الله هو الذي منح الكرامة للانسان كما انه تعالى حمله في البر والبحر ورزقه من الطيبات,فهذه الامور ليست ذاتية للانسان بل لان الله وهبه اياها ولو شاء لسلبه منها,أي ان هذه الكرامة وبشهادة سياق الاية,عرضية لا ذاتية للانسان لان الذاتي لا يمكن منحه او سلبه من الشئ كما هو الثابت في الفلسفة,فلا يعقل ان يخلق الله المرأة ولا يجعلها انثى او يخلق رقم 4 ولا يجعله زوجا لان الانثوية من ذاتيات المرأة والزوجية من ذاتيات الاربعة,وهكذا الحال لو قلنا بان الكرامة ذاتية للانسان او الحرية هي ذاتية للانسان, فلا معنى لان يعطيه الله الكرامة او الحرية او يسلبهما منه,نعم يستطيع ان لا يخلق الانسان ولكن بمجرد ان يخلق الانسان فانه يكون حرا وذا كرامة لانهما من ذاتيات الانسان,وهنا ندرك المعنى الدقيق للكرامة الذي ورد في لائحة حقوق الانسان(الكرامة المتأصلة في جميع افراد البشر).

وهذه المسألة يترتب عليها امور مهمة في تقييم الانسان وكيفية التعامل معه,وقلما نجد الحديث عنها بالقياس الى الحرية وحقوق الانسان في حين انها لا تقل اهمية عنهما,ولكن قبل ذلك لابد من توضيح المقصود من الكرامة للانسان,فهي حالة يشعر بها كل فرد بانه يجب ان يحترم ولا يهان مثلا اذا شتمه شخص وقال له:انت حمار او حيوان.فانه يشعر بالاستياء والاهانة او عندما يكذب فانه يشعر في داخله بالامتعاض لان الكذب يتنافى مع كرامته او عندما يطلب حاجة او مالا من اخر يشعر بالذلة والمهانة لان التسول يتنافى مع كرامته,وهناك كرامة وشرف وعزة موهومة هي وليدة الانا القشرية فلا ينبغي الخلط بينهما كما هو الحال عند المتكبرين والانانيين بحيث يرون انفسهم اعلى واكرم واعز من الاخرين,وعلامتها انها تكون دائما بالقياس الى الناس اما الكرامة الاصيلة فليست ناظرة الى وجود الناس وعدم وجودهم او حب التفوق عليهم.

الاسلام وفي الكثير من احكامه لا يرى للانسان كرامة ذاتية ويخصصها بالمؤمنين(ولله العزة ولرسوله والمؤمنين) ومن ذلك فرض الجزية على اهل الكتاب مع اذلالهم(حتى يعطوا الجزية عن يد وهو صاغرون)حيث يقول الفقهاء ان الذمي عندما يأتي بالجزية ليدفعها للحاكم يجب ان يكون مطأطئ الرأس ويفتح يده التي فيها المال فياخذها الحاكم منه فتكون يده هي العليا لا ان يضعها في يد الحاكم فتكون يد المسلم اسفل من يده كل ذلك امعانا في اذلاله ,وهكذا الفتوى بنجاستهم ونجاسة الكافر وضرب الزوجة واسترقاق الاسرى والسبايا وبيعهم كالنعاج في سوق النخاسة ,فاي كرامة ستبقى لهم بعد هذا؟وحتى المسلم اذا زنا مثلا يجلد امام الملأ دون مراعاة لكرامته في حين ان العقوبات الحديثة تنهى عن كل مايسئ الى كرامة المتهم حتى لو كان قاتلا..بل ان الفقهاء من الفريقين لا يرون كرامة للمخالف في المذهب فيفتون بجواز غيبة وسب المخالف لانه لا حرمة له ولا كرامة...الى غير ذلك.

ونحن في المدرسة الوجدانية (تبعا لمدرسة العرفان) نرى ان الكرامة ذاتية للانسان كما في الحرية له لان الانسان يحمل في ذاته الروح الالهية سواء بالفعل كالمؤمن او بالقوة كالاطفال,وحتى المنكر لله فانه يحمل الروح الانسانية التي نعتقد انها هي الروح الالهية, بل ان العرفاء من المسلمين يستدلون على الكرامة الذاتية للانسان لا بالاية المذكورة اعلاه (ولقد كرمنا بني ادم) بل بالاية (فاذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) أي ان سجود الملائكة لادم الجنس أي لكل انسان انما هو لوجود هذه الروح الالهية والانسانية فيه سواء بالفعل ام بالقوة,فكل انسان يستحق التكريم والاحترام كما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ماعدا الشخص الذي قتل الروح الانسانية في اناس اخرين كالارهابين والمجرمين القتلة فلا كرامة لهم لانهم قتلوا هذه الروح الانسانية او الالهية في انفسهم اولا"ولم يبق فيهم مايستحق الاحترام والتكريم أي انهم انسلخوا بهذا الفعل من انسانيتهم فليس هم انسان بلا كرامة لاننا قلنا بان الكرامة ذاتية للانسان لا يمكن تجريدها منه بل هم لا انسان...وكالعادة لا ادخل الى التفاصيل واكتفي بهذا القدر حذرا من الاطالة وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة
- الفرقة الناجية
- بين الشريعة والقانون
- اجماع الامة
- هل اليقين فضيلة؟
- مصداقية القران
- المتعة,,حلال ام حرام؟


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟