أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - الانتماء للجماعة














المزيد.....

الانتماء للجماعة


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 12:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.........

قالوا: ان من امتيازات الاسلام على غيره من الاديان انه دين اجتماعي ويحث المسلم على الانخراط في علاقات اجتماعية قوية ويرفض التفرد والعزلة ومن ذلك ورد التأكيد على صلاة الجمعة والجماعة والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وامثال ذلك.

أقول: ربما كانت الدعوة للانتماء الى جماعة المؤمنين في بداية الدعوة الاسلامية ذات طابع ايجابي والغرض منها كسر طوق الانتماء للقبيلة الضيق والذي كان سائدا في ذلك الوقت وانخراط المسلمين في اطار اوسع بكثير وهو اطار الامة الاسلامية وزوال الفروق الطبقية والقبلية والعرقية بين المسلمين في ذلك العصر,ولا يخفى مافي هذه الدعوة من ايجابيات على صعيد تشكيل الدولة والمجتمع الاسلامي وتوثيق الروابط الاجتماعية بين افراده,ولكن ذلك لا يعني غض الطرف عن سلبياتها الكثيرة وبخاصة في هذا العصر ومن ذلك:
1-ان الاسلام بهذه الدعوة قد خلص العرب والمسلمين من الانتماءات الضيقة والمحدودة وابدلهم بانتماء اوسع,اي منحهم هوية ذات اطار واسع بدل اطار القبيلة ولكنه لم يمنح الانسان هويته الانسانية,اي انه نقله من سجن ضيق الى سجن اخر اوسع منه,وبقي المسلم خاضعا لهذا الاطار وهو الامة الاسلامية وهذا يعني بقاء الحواجز بينه وبين المجتمعات البشرية الاخرى من غير المسلمين وخاصة بعد ان اطلق عليهم صفة الكفار واهل الكتاب ودار الحرب ودار الاسلام وغير ذلك مما منع المسلم من الانفتاح على هويته الانسانية واقامة علاقات سليمة مع سائر المجتمعات البشرية.

2- ويترتب على ذلك بقاء حالة العصبية القبلية ولكن بوجه اخر,اي ان العلاقات والروابط الاجتماعية مبنية على الانتماء لجماعة معينين لا على الحق والعدالة والانصاف فالمسلم افضل من الكافر حتى لو كان الاول فاسقا فاجرا وكان الثاني صالحا وعادلا,ومن هنا نرى المسلمين يقبلون بحاكم مجرم مثل هولاكو وصدام وسائر سلاطين الظلم والجور في التاريخ الاسلامي ويوجبون اطاعته ولا يقبلون بحاكم مسيحي او غير مسلم يحكمهم ولو كان عادلا وامينا.ومن ذلك انهم ثاروا على البريطانيين والفرنسيين ولم يثوروا على العثمانيين لعدة قرون رغم ظلمهم وتخلفهم .

3-ان كل ماذكر اعلاه من ايجابيات الانتماء للجماعة من صلاة الجمعة والجماعة والحج صار وبالا على المسلمين في العصر الراهن,فالمساجد صارت اماكن لزرع الفتنة والارهاب والخرافة والفرقة بين المذاهب الاسلامية فلكل مذهب مساجده بل حتى اتباع المذهب الواحد نرى ان لا يصلون خلف فلان شيخ او فلان مسجد لانه من جماعة او تيار اخر,والحج بدوره لم يستطع اذابة الفرقة والعداوة بين السنة والشيعة ولم ينفع المسلمين سوى في انفاق الملايين من الاموال وهدر الطاقات والعمر دون اي فائدة,والامر بالمعروف والنهي عن المنكر اقتصر على التدخل في امور الناس الشخصية كلبس الحجاب وشرب الخمروتركوا الاهم وهو الامر بالعدل والنهي عن الاستبداد والظلم ومصادرة الحريات وغير ذلك.

4-الخطر الاعظم في هذه الدعوة هو تكريس اغتراب الانسان عن ذاته الحقيقية من خلال الانخراط في الجماعة,اي ان الانسان قد يجد الامن والامان والمنافع الاخرى من خلال تقوية علاقاته مع الاخرين الا انه في ذات الوقت يبتعد عن ذاته الحقيقية ويعيش الغربة عنها وقد قال المسيح:ماذا ينفعك ان ربحت العالم وخسرت نفسك؟وهذا يعني ان تقوية العلاقات مع الاخرين سيكون على حساب الذات الحقيقية المتفردة في الانسان لان شخصيته ستكون ذائبة في شخصيات الاخرين ولا يستطيع ان يحقق لنفسه الاستقلال النفسي عنهم,وبالتالي يكون خاضعا في تقييمه وسلوكياته بل وعقائده للاخرين وما يرونه من معايير وافكار واخلاق,وعدم الاستقلال النفسي يؤدي الى عدم الاستقلال الفكري ويفقد الفرد بذلك حريته لان الانا فيه متماهية ومنسجمة مع الجماعة,فيعرف ذاته من خلال حكم الاخرين عليه ويرى نفسه بعيون الغيرفلا يعرف ذاته بشكل صحيح وقد ورد في المأثور انه من عرف نفسه فقد عرف ربه,ومثل هذا الشخص كيف يعرف نفسه قبل ان يحقق لها الاستقلال عن الجماعة,وكيف يتسنى له تشخيص الحق من الباطل في افكاره وسلوكياته وهو غير حر في التفكير والسلوك؟ ولهذا يؤكد العرفاء على ضرورة الانفصال من الجماعة والتمرد على المجتمع كطريق وحيد للعودة الى الذات وسماع صوت الوجدان,فالعارف والوجداني لا يبحث عن الله في السماوات بل في اعماق ذاته,وكيف يتسنى له العثور على ذاته وقد ذابت في الجماعة؟لان وجوده مع الجماعة في علاقات قوية من شأنه ان يزيف الذات ويخلطها مع ذوات الاخرين فينشغل عن ذاته الحقيقية بذات من صنع الجماعة ووفق مقاييسهم,ومن هنا كان الانشداد القوي للجماعة وسيلة للهروب من الذات ومن الله ومن الوجدان ومن مواجهة الحقيقة.فيكون الاخرون جزءا من كيانه ووجوده يرتاح لهم ويأنس بهم بدلا من ذاته الواقعية,ولكي يعود الى ذاته لابد له من تحقيق الاستقلال النفسي اولا عن الاخرين,وهذا يقوده الى الحرية والخلاص من قيود المجتمع وتقاليده وعقائده,ثم يلتفت الى ذاته ووجدانه ويعمل على تقويته وتربيته ليجد الله فيه.ثم ينطلق لخدمة الناس حسب معايير صحيحة وسليمة,ومع عدم تحقيق الاستقلال عن الجماعة سيكون خاضعا لمعايير الجماعة, وستكون حريته مزيفة وبالتالي ستكون ذاته مزيفة ايضا ويعيش الحياة المزيفة ويكون كالقشة في مهب الريح ويخسر ذاته ووجدانه وانسانيته وذلك هو الخسران المبين..................واسف على الاطالة وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة
- الفرقة الناجية
- بين الشريعة والقانون
- اجماع الامة
- هل اليقين فضيلة؟
- مصداقية القران
- المتعة,,حلال ام حرام؟
- الرب يستعرض عضلاته
- ايهما الاصل ,الاسلام ام الانسان؟


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - الانتماء للجماعة