أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - العبثية والغائية في الخلق














المزيد.....

العبثية والغائية في الخلق


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 20:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا :لو لم تكن هناك حياة بعد الموت ولاجنة ونار وحساب وكتاب لكان الخلق عبثيا من دون غاية,والله منزه عن العبثية,وفي ذلك يقول القران :أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون.(المؤمنون 115).
.
أقول : هذا الكلام غير صحيح ,لانه:
1- هذا قياس لله على الانسان ,فالعبثية معقولة في الانسان فقط بما له من عمر محدود وطاقات محدودة ينبغي ان يصرفها ويستثمرها في حياته بما ينفعه فان صرفها فيما لا ينفعه كان من العبث ,والله ليس كذلك.فهو غير محدود في كل شئ ,مثلا لو كان عمر الانسان غير محدود وانه مخلد في هذه الحياة فلو صرف الف سنه من عمره في اللعب واللهو لما كان ذلك من العبث لان كل رقم يوضع امام اللامحدود يساوي صفر,فهو لم يخسر شيئا من عمره فلا يكون لهوه من العبث.

2- لقد ثبت علميا وعقليا بطلان مقولة الغائية في النصوص الدينية كخلق السموات والارض للانسان وان الله سخرهما للانسان وخلق النجوم ليهتدوا بها في السفر وخلق القمر ليكون مواقيت للناس والشهب لرمي الشياطين وو..فلو بطلت هذه الغايات كما هو الصحيح ,الا يجعلنا نشك في غايات اخرى للخلق في القران كالغاية من خلق الانسان ؟وفلسفيا ثبت ان الكون يسير بقوانين ثابتة وحتمية منذ مليارات السنين قبل خلق الانسان.والقوانين الميكانيكية(حسب نيوتن)اوقوانين الديالكتيك(حسب هيجل) لم تدع مجالا للقول بالغائية من الخلق.

3-ان الغائية انما تكون معقولة في الافعال العرضية مثل الاكل والشرب والكسب والعمل والغاية منها معلومة فالانسان يشتغل ليحصل على المال وياكل ليشبع وينمو وهكذا ,بينما افعال الله ليست عرضية وانما طبعية او ذاتية(وهناك فرق بينهما)..اي انه يخلق بطبعه كما ان الشجر يثمر بطبعه والشمس تعطي النور بطبعها فلا احد يقول للشجر لماذا تثمر او يقول للشمس لماذا تبعثي لنا بالنور اي لايجب ان تكون لها غاية.وهكذا الحال مع الله في خلقه,وقد ثبت في الفلسفة ان الذاتي لا يعلل,وهذا يعني ان الامور الذاتية لا يصح ان نسال عنها ب(لماذا )وما هو الغرض منها,فلا يصح السؤال من الرجل لماذا انت رجل او السؤال من البياض لماذا انت ابيض لانه ذاتي له نعم يمكن السؤال عن الجدار لماذا هو ابيض لان البياض عرض له او السؤال عن الرجل لماذا انت طويل او طبيب او ..

4-على فرض ان الله له غاية من الخلق فقد تكون غير معلومة لنا فانا لا نحيط بجميع علم الله وسوف تواجهنا الكثير من الاسئلة التي لا يستطيع اي انسان او دين الجواب عنها كالغاية من خلق ملايين الانواع من الحشرات والحيوانات والمجرات البعيدة والدايناصورات وو..ومعلوم ان الحيوانات والحشرات لا حياة اخرى لها ولا جنة ولا نار ولا حساب فربما كان الانسان مثلها وتكون الغاية مجهولة لنا.بل ان القول بوجود حياة اخرى ابدية لكل هذه المليارات من البشر وانهم اما في الجنة او النار هو العبث بعينه فما فائدة ان يجعل الله مليارات من البشر في الجنة يأكلون ويتمتعون كما تأكل الانعام والدواب الى ابد الابدين؟والله ليس له شغل بعد ذلك سوى الاستجابة لمطالب هؤلاء من الطعام والشراب والنكاح..

5-اذا ثبت عدم وجود غاية في خلق الانسان فعلى الانسان نفسه ان يخلق له غاية لحياته بما يتناسب مع قابلياته ومزاجه وميوله ليحقق النجاح والمعنى في الحياة ,اي ان الغاية هنا اختراعية لا اكتشافية كما هو حال المتدينين ,وبهذا فتحت الحداثة ابواب الابداع والحياة الحرة امام كل انسان بينما تأخر المسلمون لانه بقوا يفكرون في كيفية تحقيق الغاية من حياتهم المعدة والمرسومة لهم سلفا كالقطار الذي يسير على سكة معدة له سلفا فلا يملك الحرية في الخروج منها.وربما كانت عقيدتهم خاطئة وانهم يسيرون الى الهاوية فيكونون بذلك قد خسروا الدنيا والاخرة(الا ذلك هو الخسران المبين)..والرأي اليكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة
- الفرقة الناجية
- بين الشريعة والقانون
- اجماع الامة
- هل اليقين فضيلة؟
- مصداقية القران
- المتعة,,حلال ام حرام؟
- الرب يستعرض عضلاته
- ايهما الاصل ,الاسلام ام الانسان؟
- الشريعة,,نعمة ام نقمة ؟
- اللقطاء
- هل النبي محمد صادق؟
- الجنة والنار
- نصيحة الى الشباب في الوقت الراهن
- عمل المرأة داخل البيت!


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - العبثية والغائية في الخلق