أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - الاخلاق في السياسة















المزيد.....

الاخلاق في السياسة


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 13:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:..........

قال الامام علي في نهج البلاغة: والله مامعاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت ادهى الناس.
وقال ايضا: قد يرى الحوَل القلَب وجه الحيلة ودونها مانع من امر الله ونهيه,فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين.(نهج البلاغة ,الخطبة 41).
.......................
أقول: ومع كل هذه النزاهة والعدالة في حكم الامام علي الا ان الخلافة لم تدم له سوى 4 سنوات ونيف وكثر المعترضون عليه حتى من شيعته في الكوفة والعراق ,بينما استمرت حكومة معاوية لاكثر من عشرين سنة وكان جميع المسلمين حتى الحسن والحسين وابن عباس وابن الزبير والمهاجرين والانصار راضون بحكومته ولم يثوروا ضده..هنا يثار هذا السؤال: هل ان الناس لا تحب العدالة والنزاهة في الحكم, ام يوجد شئ اخر جعلهم يرفضون حكومة الامام ويقبلون بحكومة معاوية؟ الشق الاول مرفوض قطعا لان الناس تحب العدالة, نأتي الى الشق الثاني فنتساءل:ماهو ذلك الشئ في حكومة معاوية يجعلها مقبولة عند الناس حتى عند الصالحين والاشراف؟
وبعيدا عن الاجوبة الجاهزة وخاصة عند مشايخ الشيعة التي يعرف بطلانها من له ادنى اطلاع على تاريخ الاسلام.لابد من البحث في اصل المسألة ومعرفة حدود العدالة في الشأن السياسي وهل ان الاخلاق المطلوبة في السياسة هي نفسها في المجال الاجتماعي او تختلف عنها فهناك اخلاق الحاكم واخلاق المحكومين كما هو مذهب ميكافيلي ونيتشه,وهناك عدالة اشتراكية واخرى ديمقراطية راسمالية وعدالة انتقالية وتوافقية وعدالة في الاسرة والقضاء والاقتصاد وماالى ذلك,وعليه يمكن القول بوجود عدالة علوية واخرى اموية وهكذا؟
هذه المسألة كانت ولا زالت مطروحة في فلسفة الاخلاق ,فهل ان الاخلاق وبخاصة العدالة لها واقع خارجي ينبغي السعي لتطبيقها كما ذهب اليه افلاطون والمعتزلة وغيرهم من اتباع المدرسة المثالية في الاخلاق, او انها من المشهورات العرفية كما ذهب اليه ابن سينا والمدرسة النفعية واخرون من مفكري عصر الحداثة؟ اي ان العدل انما صار حسنا لا في ذاته بل لان فيه خير وصلاح المجتمع وبعكسه الظلم. فالعدل هنا يدور مدار المصلحة العامة, فقد يغض الناس النظر عن بعض التمييز غير العادل طمعا في تحقيق الامن الذي هو اهم في نظرهم من العدالة المحضة.والظاهر ان الامام علي من اتباع المدرسة المثالية ومعاوية من اتباع المدرسة الواقعية,وعليه لا يرى الامام علي بأسا من خوض حروب اهلية طاحنة لتحقيق العدالة في الحكم ولو ادى ذلك الى استياء الغالبية من الناس والاضرار بمصالحهم,بينما كان معاوية يرى مصالح الناس في الامن والاستقرار وحفظ النفوس اولى من تحقيق العدل بالمعنى الاول فلا بأس باعطاء رشاوي الى رؤساء القبائل لكسب ولائها لتحقيق المصلحة العامة.
ان كل باحث في الشأن السياسي يجد بان الكفة تميل لصالح معاوية ليس لانه يغدر ويفجر بل لان السياسة لها معاييرها الخاصة بالعدالة قد لا تتفق مع العدالة لدى عامة الناس,والشاهد على ذلك ان النبي نفسه والخلفاء من بعده ساروا على نهج معاوية,فالتاريخ الاسلامي يحدثنا عن الكثير من عمليات الاغتيال والغدر وقتل الاسرى وتعذيبهم والتمييز في العطاء في سيرة النبي,اي انه كان ينظر الى مصلحة الاسلام والمسلمين ولو على حساب قتل الابرياء واسترقاق اطفالهم ونساءهم,وهكذا في سيرة ابي بكر عندما عفا عن خالد بن الوليد الذي قتل مالك بن نويرة ونزى على زوجته في تلك الليلة, وهكذا حال عمرالفاروق فبعد اعتراضه على ابي بكر في قصة خالد عاد وعينه قائدا لجيش المسلمين في حربهم ضد الفرس ولم يعاقبه كل ذلك لمقتضى المصلحة العامة,اما عثمان فيكفي ان المسلمين انفسهم ثاروا عليه وقتلوه.بينما رفض الامام علي اعطاء اخيه عقيل درهما واحدا من بيت المال زيادة على سهمه مما اضطره للجوء لمعاوية ,والامثلة كثيرة ..ونتجاوز الزمن لنصل الى العصر الراهن فنجد ان الامام الخميني لم يسلك على منهج الامام علي بل على منهج النبي ومعاوية وقال بضرورة ان يكون المعيار مصلحة النظام لا العدالة المثالية,وهذا هو السبب الرئيس في ديمومة وبقاء الجمهورية الاسلامية والا كان قد اصابها مااصاب الامام علي في حكومته.وهذا لا يعني طعنا بالنبي او الخلفاء او الخميني وامثالهم بل للتأكيد على ان منصب الحكومة يقتضي من السلوكيات الخاصة التي قد تعتبر في مجال اخر من المحرمات والقبائح الاخلاقية,وهي مقولة وجود معايير مختلفة للعدالة لدى الحاكم والمحكومين فلا يصح ان نؤاخذ الحاكم بقيم المحكومين او بالعكس.
ولكن الا يبرر هذا الكلام مايفعله الطغاة وسلاطين الجور من ظلم وعدوان بحق شعوبهم لان كل حاكم مثل صدام والقذافي وهتلر يمكنه القول بانه يعمل من اجل المصلحة العامة؟ والا يكرس هذا الكلام مقولة ان السياسة لا تجتمع مع الاخلاق وكل شئ في السياسة مباح لان الاخلاق بمثابة قيود تكبل الحاكم كما كبلت الامام علي فلا تدعه يتصرف بحرية فيما يعتبره نافعا لشعبه ومجتمعه؟ هناك الكثير ممن يحمل هذه الرؤية عن السياسة ويعتبرونها بلا اخلاق ولذلك يدعون الى فصل الدين عن السياسة ولزوم ابتعاد رجال الدين عن التدخل في السياسة لهذا السبب, ولكني اعتقد بوجود اخلاق في السياسة غاية الامر قد تكون مختلفة كما هو الحال في الاخلاق في الحرب وقد ورد في الحديث(الحرب خدعة) وهكذا في اخلاق الاسرة والصداقة وامثال ذلك.وعندما ادعو لفصل الدين عن السياسة فهذا لا يعني فصلها عن الاخلاق ايضا.. المهم في السياسة ولكي تكون سلوكيات الحاكم مقبولة ومشروعة اخلاقيا كما هو الحال في الحكومات الديمقراطية ان ترتكز على ثلاث دعائم:
ا-ان تكون سلطته على الناس مشروعة وباختيار الناس ورضاهم.
2- ان يهدف من سلوكياته خدمة الصالح العام لا مصالحه الشخصية والفئوية والمذهبية.اي تكون المخالفة الاخلاقية لها مايبررها في المصلحة العامة لا مصلحة الدين والمذهب ولا اية ايديولوجية اخرى.
3-اجتناب الاستبداد بالسلطة وفسح المجال للتداول السلمي للسلطة,فحتى اعدل الناس لو وصل الى السلطة فسوف يصاب بهاجس التمسك والتفرد بها حتى لو كان من منطلق خدمة الناس والصالح العام.
........وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الجعفري وحقوق الانسان
- كيف نفهم الدين؟
- الولادة الثانية
- بين الفتح الاسلامي ومشروعية التدخل العسكري
- المباني الفكرية للارهاب
- كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة
- العبثية والغائية في الخلق
- معجزات الانبياء في ميزان العقل
- التمسك بالقران والسنة
- التحريف الهرمنيوطيقي للقران
- القصاص
- المهدي المنتظر
- المبشرون بالجنة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - الاخلاق في السياسة