أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طيب تيزيني - سوريا ويوم المرأة العالمي














المزيد.....

سوريا ويوم المرأة العالمي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عاشت البشرية يوم السبت المنصرم 8 مارس يوم المرأة العالمي، اليوم الأكثر رهافة وحناناً وعطاء، أو الذي نفترض أنه هو ما ينبغي أن يكون كذلك. ولكنه - للأسف يعادل عمق الكون وشموله - ليس كذلك؛ بل هو يوم يكاد أن يكون حمّالاً للأسى ورمزاً للشقاء اللذين تعاني منهما البشرية، وبنحو خاص النساء والأطفال والكبار. وإذا دققنا في الأسباب الكامنة وراء ذلك، وجدناها كثيرة فاحشة مفجعة، أما السبب الأخطر والأكثر إيلاماً فيتمثل في الحروب التي تشتعل بين الشعوب وبين فرقاء من شعب واحد. وهذا غالباً ما يكون أكثر شراسة وديمومة حين تختلط الأسباب وكذلك حين تتسع دائرة المتحاربين، ويتحول البلد الخاضع للحرب إلى ميدان قتال بين عدة فصائل ومن بلدان متعددة، كما هو الحال الآن في سوريا.

ونحن جميعاً نعلم أن وراء الحروب تمكث مصالح كبرى وصغرى، وفي حالات كثيرة تغيب أو تُغيّب تلك المصالح، لتزيد الاضطرابات وأنواع المصادمات، وشيئاً فشيئاً، تتسع الحرب، كما هو الحال في سوريا، وفي بلدان عديدة أخرى إلى درجة الشمول الجرمي بشراً وحيواناً، ويكون النزوح والهروب والبحث عن مكان آمن من نصيب النساء والأطفال والشيوخ، وفي سياق ذلك، تتعاظم عمليات القتل والاغتصاب للأطفال من الجنسين وللنساء.

أما هذا العام فقد اندلعت حروب أو أحداث عربية في سوريا ومصر وليبيا واليمن وغيرها، وكأن ما يُدعى «الربيع العربي» أصبح قدراً أو ما أصبح كذلك. لقد سقط مئات الألوف من النساء والرجال والأطفال. ونلاحظ أن المصالح المادية الجشعة والرغبات الإجرامية في السلطة تتسع راهناً تحت إطار الحرب الباردة الجديدة، مع الاتجاه إلى تحويل السلاح خصوصاً منه ذلك النوع الثقيل والمحظور دولياً مثل القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي: إن عالماً من السلاح يتعاظم ليسهم في منح المعادلة العولمية طابعاً أكثر شراسة وعنفاً، فالقول بأن العولمة هي السوق الكونية المجسدة للسلعة والمال، أصبح قابلاً لتوسيعه في مرحلتنا بأن نضيف إلى العامليْن السابقين عاملاً آخر ثالثاً هو السلاح. وهذا ما نواجهه في الحرب السورية والأخرى.

إن ترك السلاح في أيدي سادته وسادة المال والسلطة يؤسس لحالة من زعزعة العالم قد تترك آثاراً لا تنمحي لعقود أو - وربما ليس ثمة مبالغة في القول: لنصف قرن! ها هنا لا يمارس السلاح وحده الدور الماحق، بل هنالك كذلك المنظومات الأخلاقية الجديدة أو المستجدة، والتي تقوم على الحقد على الشعوب وعلى توسيع ذلك وتعميقه في اتجاهات الثأر والطائفية والعرقية في حياة أولئك الآخرين. فيكون ذلك بمثابة تأسيس لأممية فاشيّة جديدة، أي لحاضنة كونية لسونامي لا يبقي على شيء ولا يذر. ولقد سبق وشاهدنا شيئاً قريباً من ذلك مع تفكك المنظومة الاشتراكية في مرحلة أواخر القرن العشرين، كان ذلك هائلاً في تأثيراته على العالم أجمع. ولقد أتى ذلك بمثابة بدايات لتفكك الدولة الليبرالية، بما احتضنته من معالم ديموقراطية هنا وهناك. كانت المرأة قد عاشت خطاً هابطاً صاعداً متنقلاً من مرحلة «العشيقة أو الزوجة» إلى مرحلة «الكادحة في السوق»، وأخيراً إلى الكفاح «ضد أنثوتها المستباحة وكفاحيتها العاثرة».

إن ذكرى بداية ثورتها قبل ثلاث سنوات (في 13 - 03 - 2011) إن هي - في صيغتها السورية، إلا رصدٌ لتاريخها الصاعد من بؤسها وخذلها إلى حُلمها الطافح آمالاً وردية.

معنى «تحرير المرأة» في يوم عيدها في هذا العام هو مواجهة الموت والاضطهاد والاغتصاب والتهجير على أيدي غلاة الطائفية والإجرام والفاشية (وهم الأقلية)، إن قوى الحرية والحداثة وللعدالة والتنوير هي المدعوة إلى تجسيد الحاضنة الاجتماعية التاريخية لتحرير المرأة من استباحتها مع جموع الملايين من الأطفال والشيوخ.

إن المعنى والمغزى الحقيقين لمناسبة عيد المرأة العالمي إنما يتجليان في خلق مجتمع سوري يتمثل حقاً معاني الديمقراطية بما تشترطه من تعددية وتقدم.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني
- الاستبداد السياسي وانفراط العقد
- حياة السوريين وثمن الحقيقة
- المجتمع: الديني في مواجهة المدني
- لبنانُ الحضارة المقلوبة
- الضربات الكيميائية والتدخل العسكري


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طيب تيزيني - سوريا ويوم المرأة العالمي