أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - لا أحبُّ التفاصيل














المزيد.....

لا أحبُّ التفاصيل


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


غسلت الجرح بالماء لكن النزيف لم يقف فواصلت حلاقة ذقني وأنا أراقب الدم الممزوج بالمعجون الأبيض بلا مبالاة واكتفيت بعد الانتهاء بوضع قطعة صغيرة من منديل ورقي.
أعددت لنفسي كأساً من الشاي ثم أشعلت سيجارة ورحت أقلب محطات التلفزيون فتفاجأت بالفنانة القديرة ميريام فارس وهي تغني بمؤخرتها وهذا ليس تعبيراً مجازياً.. فقد كانت بالفعل تغني بمؤخرتها وتقربها بشكل مثير من الشاشه فوددت لو كان بمقدوري أن أعضها وأنهش منها قطعة لحم لكني صرفت الفكرة حيث أن عضّ الأعناق ولا عضّ الأرزاق
ارتديت ملابسي بدون حماس فأنا لا أعرف أين سأذهب، تركت الأمر للتياسير غير أني في أعماق ذاتي كنت أعلم أنني سأقود نفسي باتجاه البار ليبدو الأمر وكأنه عفوي، أي أنني كنت أمارس الخداع لكن ليس على أحد غريب.
وقفت أمام مدخل البار.. على الرغم من أنها المرة الألف لكن لسبب لا يعلمه سوى الله عاد بي الزمن إلى المرة الأولى التي دخلت فيها إلى هنا.
كنت واصلاً للتو إلى دبي.. يأكلني شعوري بالغربة والقهر والحزن.. ولم أكن قد دخلت باراً في حياتي كلها.. أي نعم أراها على التلفاز لكن ( فيس تو فيس) لم
نتقابل.. /
مضيفي خالي الذي ساعدني في القدوم إلى هنا لاحظ الهم المرسوم على ملامحي فقال تعال سنذهب مشواراً.. فقلت: يا ريت.
مشينا دون أعرف أننا سنقصد البار.. كنت أرتدي بنطالاً من القماش وقميصاً مخططاً جعلني أبدو كحمار الوحش وفي يدي جريدة بدون علبة الثقاب.. كان معي ولاعه.
دخلنا المكان.. في البداية ولأن النور خافت جداً ودخان مئات السجائر يشكل ما يشبه السحابة لم استطع الرؤية جيداً.. كان صوت الموسيقى الصاخب يضفي مزيداً من الغرابه.. المساحة لا تتجاوز المئة متر مربع.. بعد أن صرنا في المنتصف رأيت الحقيقة.
أكثر من ثمانين فتاة شبه عارية تنتشر في المكان مع وجود بعض المرتادين للبار من الرجال ولأنه فندق من ذوي النجوم الخمس فقد كان عدد الرجال قليلاً جداً قياساً بعدد الفتيات.
زممت شفتي وأوشكت على البكاء وكدت أن أقول للخال ( بدي ماما).. لعل الوصف الحقيقي لما شعرت به هو الرعب..

أنا واحد من الرجال الذين لعب معهم الحظ أو التوفيق أو القدر ( سموه ما شئتم) دوراً في معاشرة النساء منذ مرحلة مبكرة جداً.. وقد تكون بالنسبة للبعض لا تصدق.. لكن هذا ما حدث.
غير أن ما رأيته في ذلك البار لأول مرة كان مختلفاً عن تجاربي السابقه .. النساء اللواتي عرفتهن في سوريا حتى أولئك اللواتي نمت معهن كن بنات عائلات وناس.. لا أدري كيف أصف الأمر.. المهم ما كان أمامي هنا غير.. النساء هنا كتلك اللواتي يظهرن في أفلام البورنو.. وربما أجمل..
راح الخال يتنقل من واحدة إلى أخرى.. يسلم عليهن ويقبلهن.. شعرت بالحنق والغيظ.. والأنكى أنه تحدث مع إحداهن باللغة الروسيه.. هنا كنت سأصرخ يا ابن الرب متى تعلمت الروسيه.. وكأنه شعر بتساؤالي فالتفت صوبي وقال: هنا في هذه الأكاديمة.. تتعلم اللغات بسرعة عجيبه..
ابتعدت عنه ووقفت وحيداً.. بيدي الجريده!
هل تعلمون ما الذي يشبه منظر رجل داخل البار في يده جريده؟ إنه أشبه برجل يدخل دار عبادة بالمايوه.. فطنت فيما بعد إلى ذلك ورميت بها في سلة المهملات ثم وجدت مقعداً شاغراً، طلبت زجاجة بيرة وجلست.
الحقد هو الشعور الآخر الذي تلا رغبتي الأولى بالبكاء.. الحقد على الفقر.. على الغربة.. على الدنيا.. أشعلت سيجارة وانتبهت إلى فتاة ليست ببعيدة عني وقف إلى جانبها رجل وصل للتو وراحا يتحدثان.. بعد برهة وضع يده على مؤخرتها.
قلت بيني وبين نفسي لا بد أنها ستوبخه على فعلته هذه.. لكنها أطلقت ضحكة خلاعية ثم ذهبا.. إلى أين ذهبا؟
جاء الخال فقلت له.. الآن ستخبرني كيف تعرف كل هؤلاء الحسناوات وإلا غضبت عليك.. أجاب.. أنا لا أعرفهن.. أتعرف عليهن.. هؤلاء جميعهن عاهرات.. لا يحتاج الأمر لخطة خمسيه لتتحدث إليهن.
خف شعوري بالحقد.. الآن فهمت إلى أين ذهبت الفتاة مع ذلك الرجل ولم يكد يمضي على حديثهما عشر دقائق.. رحم الله أيام كنت أضع خططاً حربية لأتعرف على إحداهن.
تقدمت مني إحداهن وسألتني عن اسمي.. فتصببت عرقاً! أنا في حياتي كلها لم أتحدث مع عاهرة محترفه.. تمالكت نفسي.. أجبتها بلغتي الإنكليزيه الفاشله.. ثم سألت عن المكان الذي أسكن فيه.. وهكذا توالت الأسئله.. فقلت يا ولد.. فرصة وأتت إليكَ بقدميها الشهيتين.. انتهز الفرصة وضع يدك على مؤخرتها وما حدا أحسن من حدا..

يدي كانت ترتجف صراحة.. لكني عقدت العزم.. وضعتها.. ابتسمت.. تنفست الصعداء... لم تقتلني.. هذا جيد.. قالت: احجز غرفة في الفندق.. اجبت: لا استطيع.. قالت: تستطيع أن تضع يدك على مؤخرتي ولا تستطيع أن تحجز غرفه.. فاك يو.. ثم ذهبت.
انتابتني موجة من الضحك.. امرأة تقول لي فاك يو... يا ابنة الكلب..
كل ذلك تذكرته وأنا أدخل غير آبه بالفتيات الموجودات.. أصبح ذلك عادياً.. مملاً.. وأحياناً مقرفاً.. طلبت بيرتي ورحت أدخن.. البدايات مختلفة.. نكهتها مختلفه.. فيها روح جديده.. ما يأتي لاحقاً.. تفاصيل ممله... وأنا أكره التفاصيل.



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوغا
- الأول على مستوى الجمهورية
- مين سمير؟
- ما تبقّى في قعر الزجاجة
- أوراقٌ.. نساء
- نافذة باردة
- رسالة إلى امرأة تشبه الشتاء
- بائع الدخان
- مع باولو كويللو في الصحراء
- مصطفى الأعور
- لا أشرب المتة مع الرئيس
- هذه ليلتي
- إغواء
- عطر امرأة
- معاون شوفير
- أثر الفراشة


المزيد.....




- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - لا أحبُّ التفاصيل