أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - مصطفى الأعور














المزيد.....

مصطفى الأعور


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


مرحباً
أنا مصطفى الأعور
أشهر رجل أعمال في العالم.. تستطيعون اعتباري أقوى كائن سمعتم أو قد تسمعون به
ثروتي ونفوذي لا حدود لهما.. أمسك بتفاصيل تفاصيل حياتكم من حيث تدرون ولا تدرون
الأقمار الاصطناعية التي تبث إلى أدمغتكم ما تعتقدون أنه يعجبكم.. أنا من يتحكم بها
المعامل التي تصنع الألبسة والموديلات التي تعتقدون أنها تناسبكم.. أنا من يسيطر عليها
المنتجات الزراعية التي تعتقدون أنكم تفضلونها عن غيرها.. أنا من يأمر بإروائها ورعايتها
منازلكم التي تعيشون فيها.. أنا من يسمح لأخشابها وجدرانها وسقوفها أن تبقى قائمة
حتى نساؤكم اللواتي تنامون معهن.. أنا من مررهن إليكم
معظمكم يعرفني بعقله وروحه
الكثيرون منكم يخشونني خشية العبد لسيده ومنكم من يحبني لأنني راض عن تصرفاته تجاه إمبراطوريتي فيقيم باسمي دور العبادة والمنتديات والجامعات والمراكز الثقافية والدينية
فئة منكم تكرهني وتحاول التمرد علي بين الحين والآخر لكن بأسي وقوتي أكبر من ذلك بكثير فتذهب أعمالها هباء
القدرة التي اكتسبتها مع مرور الزمن خولتني النفاذ إلى عقولكم والتحكم بها كما أريد
أنا من أوحى إليكم أنكم كائنات مهمة.. حسناً..
هل وقفتم يوماً أمام وكر للنمل؟
عشرات الآلاف إن لم يكن الملايين من النملات الذاهبات والآتيات
هل حاولتم الدخول إلى عقل نملة منها؟
ماذا ستقولون لو استطاعت إحداها الكلام وأخبرتكم بأن الله قد كرم معشر النمل وخلق هذا الكوكب لأجله وأن ذكر النمل الأول قد أخرج من الفردوس الأبدي لأنه أكل حبة سكر كان القدير قد منعه عنها.. وها هم خلفاؤه على هذه الأرض يقومون بإعمارها.. انظروا إلى هذه الهندسة العظيمة لأوكار النمل.. كثيرون منكم لو أتيحت لهم فرصة إجراء هذا الحوار بشكل طبيعي سيضعون أقدامهم فوق وكر النمل ويمضون.. حسنأً
ماذا ستقولون لو أن كائناً ما يقف خارج الكوكب وينظر إليكم أنتم مليارات البشر.. الذاهبون والآتون ويستمع لحديثكم عن تفضيل الخالق لكم عن بقية كائناته؟ لم تفكروا بذلك؟!! حسناً.. أنا من يضع في أذهانكم سدوداً تمنع تدفق الأفكار كما تشاؤها عقولكم... أنا من يمد أدمغتكم ب (المخدرات) اللازمة للحفاظ على مملكتي.. والجميل في الأمر.. أن غرور الكثيرين منكم لا يسمح لهم بالاعتراف.. فأروع ما في الجاهل.. رفضه الاعتراف بجهله.. وهكذا أستمر.
أتنكر أحياناً كي لا يعرفني أحد وأمشي بينكم لكن دماء الخلود والقوة التي تجري في عروقي تدفعني لمخاطبة بعضكم وتعريفه عن نفسي
مرة وكنت ماشيا ًفي إحدى الأزقة رأيت رجلاً نحيلأً.. جائعاً.. يرتجف من البرد ممددأً على الأرض.. وقفت فوقه وما أن حدق بي قليلاً حتى عرفني
حاول النهوض لكن قواه لم تسعفه فطلبت منه البقاء جالساً وخاطبته
ـ هل تعلم أن بمقدوري أن أضع حذائي فوق رأسك ثم بضربة واحدة أحيلك ميتاً.. فكما ترى أنا القوي وأنت الضعيف
ـ أجل يا سيدي أعلم.. وأنا أشكرك لأنك لم تفعل
ـ هههههههههههههههههههههههههههه حسنا.. هل تعلم أن بمقدوري بكلمة واحدة أن أغير مجرى حياتك وأمنحك من المال ما لا يمكنك تخيله.. لكني لم أفعل
ـ أعلم يا سيدي وأنا أشكرك لأنك لم تفعل.. لا شك أن في ذلك حكمة ما أنا أجهلها
ـ هههههههههه حكمة ما.. أجل.. أحسنت إنه جواب جميل.. هل تعلم أنني من يتحكم بهذا العالم من حولك.. وأرى كل الظلم الحاصل فيه لكني لا أتصرف حيال ذلك
ـ الحمد لك يا سيدي.. أنت أعلم مني بخير وصالح هذا العالم ومما لا شك فيه أن تدابيرك صحيحة مئة في المئة..
أخرجت من جيبي مبلغاً تافهاً من المال ورميته فوقه ثم طلبت من اثنين من مساعديّ أن يبقيا عن يمينه وعن شماله لينقلا لي تصرفاته بحذافيرها.. في الحقيقة هكذا أفعل معكم جميعاً.. لدي هوس بمعرفة تفاصيلكم
قد تبدو تصرفاتي بالنسبة لبعضكم غريبة.. عبثية.. مجنونة.. لكن الخوف الذي زرعته في نفوسكم حولكم إلى قطيع كبير تسهل السيطرة عليه ببضع ورقات نقدية أو خطب دينية.. وأنا أحبكم وأريدكم دائماً هكذا.. خرافاً أجز صوفها وأتغذى من لحمها كما أريد...
عقولكم لي... ملكي أنا
أنا مصطفى الأعور
أشهر رجل أعمال في العالم...



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أشرب المتة مع الرئيس
- هذه ليلتي
- إغواء
- عطر امرأة
- معاون شوفير
- أثر الفراشة


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - مصطفى الأعور