أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - معاون شوفير














المزيد.....

معاون شوفير


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 10:12
المحور: الادب والفن
    



أعمل الآن سائقاً ( لسرفيس).. ما رأيك أن يعمل حازم معي ( معاون شوفير).. هكذا قال زوج خالتي لوالدي مع بداية صيف عام 1996.. كان عمري يومها اثنا عشر عاماً.. والسرافيس موضة جديدة..يقبل الناس على ركوبها عوضاً عن الباصات ( المكاري).. وقد أطلقوا عليها في تلك الفتره..( الذبابه البيضاء).. تيمناً بالحشرة التي تفتك بزهر الليمون.. وإسقاطاً رومانسياً للدلالة على أن السرافيس قضت على ( الميكروات)..
- ولا حازم
- نعم يبو؟!
- زوج خالتك يريدك أن تعمل معه ( معاون شوفير) خلال فترة الصيف.. ما رأيك.؟ سيعطيك في اليوم خمسين ليرة
- موافق
وهكذا باشرت صبيحة اليوم التالي العمل مع أبو فارس كمعاون شوفير.. ولمعاون الشوفير خصائص لا بد من توافرها كي تكون الشخصية متكملة من أبرزها أن يستطيع القفز من السرفيس قبل أن يتوقف بثوان بحركة استعراضيه.. ولطالما جذبتني هذه الحركة لذلك قررت أن أفعلها في أقرب فرصة ممكنة
كما يتميز معاون الشوفير بطي العملات الورقية لنصفين طولياً ووضعها في راحة يده.. مع ضرورة البصبصة على الفتيات اللواتي يركبن السرفيس.. والمسارعه إلى غمز الفتاة التي يلاقي منها القبول..
ولأن عمري كان ما يزال لا يسمح ( بتطبيق) الفتيات.. اكتفيت بطي العملات الورقية بيدي.. والضرب بشكل خفيف على الباب عندما يطلب أحدهم النزول... ( عالضاحيه عمهلك يا معلم).. ( خالص.. روح)..
في اليوم الثاني للعمل تماماً عقدت العزم على تنفيذ الحركة السحريه.. وقبل أن يقف السرفيس بثوان فتحت الباب.. وقفزت.. فتحت عيني.. ما زلت على قيد الحياة.. رؤوس بعض الركاب تطالعني.. وزوج خالتي يقول لي ( صرلك شي؟) ( بتقدر توقف)..

نعم.. لقد قفزت من السرفيس لكن الرياح لم تجري كما تشتهي ساقاي.. وقعت على ظهري وأحسب أن رأسي ارتطم بالأرض.. لم أعد أذكر تماماً.. ما أذكره أني وقفت.. وكأن شيئاً لم يكن.. وتابعت العمل... رجل عجوز قال لي: سامحك الله يا بني.. ما زلت صغيراً على هذه الحركات..
في اليوم الذي تلاه سارت الأمور على ما يرام.. أما في اليوم الرابع.. قررت أن أثأر لصورتي التي مست أمام الركاب.. ما أن يصل السرفيس إلى ساحة الشيخ ضاهر سأقفز قفزتي العجيبه التي تجعلني ( أسطورة).. بين معاوني الشوفيريه.. نعم.. سأكون سوبرمان الساحة بلا منازع.. ولن أدع أحدا من بقية المعاونين يجرؤ على النظر في عيني..
سأكون بطلاً.. سيسمونني لو كنا من الهنود الحمر ( القافز من السرفيس).. لن أدع الفشل في القفزة الماضيه يعيقني عن إتمام رسم ( الكاريزما) الخاصة بمعاون الشوفير الأول في اللاذقيه.. حضرة جنابي.
ها هو السرفيس يقترب من ساحة الشيخ ضاهر.. تهيأ يا حازم.. لا بد أن تكون قفزة تعشقك كل الصبايا من بعدها وتتحدث عنها اللاذقية بأسرها.. تجهز... استعد... انطلق.. فتحت باب السرفيس وقفزت..
أذكر صرخات النسوة اللواتي كن في السرفيس.. وأبو فارس يضربني على وجهي براحة يده.. وأحدهم يقول: رشولو مي عوجهو...
كنت ممدداً وسط الشارع.. المارة ينظرون باستغراب.. زوج خالتي يوشك على الموت خوفاً من أن أفارق الحياة وأنا ( معاون له)..
فتحت عيني.. قلت له.. شو صار؟
حملني ووضعني في السرفيس.. وقاد بسرعة إلى المشفى.. بعد أن اطمأن علي.. عاد بي الى المنزل وقال لوالدي... استلم..
ابنك هذا ربما كان يقرب عباس بن فرناس... وأنا لست بحاجة لطائر.. بل ل ( معاون شوفير)... استودعناكم



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الفراشة


المزيد.....




- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - معاون شوفير