أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - مين سمير؟














المزيد.....

مين سمير؟


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


عندما كنت طالباً في السنة الأولى بكلية الإعلام بدمشق قطنت في المدينة الجامعيه نظراً للترف المادي الذي كنت أنعم به.. والمدينة الجامعيه لمن لا يعلم أشبه ب ( الغابه).. البقاء فيها للأقوى.. يضعونك في غرفة واحدة مع ست أو سبع طلاب.. وعليك أنت وهم أن تقوموا بتصفية بعضكم بعضاً ليبقى فيها أربعة طلاب على أقل تقدير..
هناك.. كما في الخدمة الإلزامية.. تتعرف إلى أبناء المحافظات على حقيقتهم ويتعرفون على حقيقتك بدون مجاملات.. ولا كلام مزيف..
الاصطفافات الطائفيه والمناطقيه تظهر واضحة من خلال ( الغرف)).. فهذه غرفة الحلبيه.. وتلك غرفة اللوادقه.. وهذه غرفة الأدالبه.. وهلم جراً..
طبعاً الكثير من الانتقالات بين الغرف تتم بالتراضي.. كأن يكون مكان أحد طلاب الجزيره مثلاً في غرفة الطراطسه.. ومكان أحد الطلاب الطراطسه في غرفة الأدالبه.. فيتم الانتقال بالتراضي منذ البدايه.. وهكذا..
جمعتني غرفتي بصديقي وائل من جبله.. وكان يدرس الإعلام معي.. بالإضافة إلى صديقين آخرين من بانياس واللاذقيه..
وفي يوم من الأيام الأول لسكننا في المدينة الجامعيه.. قلت لوائل.. ما رأيك لو أحضرنا زجاجتين من النبيذ مع بعض الموالح من اجل المساء كي نتسلى بهما.. فوافقتي على الفور..
إلى الدويلعه ذهبنا وأحضرنا عدة السكر وعدنا.. وما ان حل المساء وضعنا الزجاجتين على الطاوله مع ( العبيد بقشرو) وكان بإمكانك يومها أن تشتري بمائة ليرة ما يكفي قبيلة كامله من العبيد بقشرو..
جلسنا نتسامر ونشرب النخوب.. وإذ بباب الغرفة يقرع ويدخل شاب خجول ويقول..( السلام عليكم).. قلنا.. وعليكم مثل ما ذكرتم تفضل..
قال الشاب.. أنا زميلكم سمير من يبرود.. أدرس الإعلام ووصلي في هذه الغرفه..
رأيت الوصل وكان صحيحاً.. وطلبت منه الجلوس..
راح هذا الشاب ينظر بوجل إلى النبيذ.. وقد راعه منظر كومة القشر الذي ملأ الطاوله أمامنا.. وكأنه راح يدعو بينه وبين نفسه ألا يكون ما في الزجاجة ما اعتقده..
وكي أقطع شكه باليقين.. قلت له.. ما رأيك بكأس يا صديقي..
فتح سمير فمه ببلاهة وقال.. كأس شو؟ قلت.. كأس نبيذ
فسأل باندهاش.. خمر؟
قلت له بإمكانك ان تسميه خمراً.. وبإمكانك أن تسميه عصير عنب.. ورحنا نضحك.. بينما سمير يتصبب عرقاً..
جلس لمدة نصف ساعه ثم اختفى..
خلال الدوام سألنا عنه وعلمنا من أحدهم أنه وعلى حد تعبيره.. يفضل أن يخسر ألفي ليرة أجرة غرفة أو أن يذهب ويعود كل يوم من وإلى يبرود على أن ( يخسر دينه) بالجلوس في غرفة قاطنوها يحتسون الخمر..
ضحكنا كثيراً يومها... ودارت الأيام.. ومرت الأيام
في الفصل الثاني وكنت جالساً على درج قسم الإعلام أنا ووائل نتأمل مؤخرات زميلاتنا في الكلية الذاهبات والآتيات.. وإذ بسمير يلقي علينا التحية ويجلس إلى جانبنا.. ثم أخرج علبة السجائر وراح يدخن..
قلت له.. ( هيك ما بتسكن معنا يا سمير بس لأنو عم نشرب نبيد...الله يسامحك) فبدأ يتحجج بأمور لم أعد أذكرها فقد كان ضحكي ووائل يملأ أرجاء القسم..
لاحظت بطرف عيني أن سمير يعب من السيجارة بشراهة غريبه.. ويكاد يدخن الفلتر.. فقلت له..( طول بالك يا زلمة.. رح تحرق صبعك)... فنظر إلي بخباثة وقال...( يا معلم،.. اللذه من ورا)..
نظرنا إلى بعضنا أنا ووائل باندهاش.. ها هو الشيخ الذي صرع أرجاء الجامعه بقصة شربنا للنبيذ يعطينا درساً مهماً في الجنس.. بدون احم.. ولا دستور..
هززت رأسي وقلت له.. كيف يعني اللذة من ورا خيي سمير... من شو بيشكي اللي من قدام يعني.. وما علاقة ذلك بالسيجاره..
سحق عقب السيجاره بحذائه ونهض ثم التفت الينا مع نظرة خبير وقال: معكن معكن بتعرفوا... يا شباب صدقوني اللذة من ورا... اللي ما غزو من ورا ما يعتبر حالو ........
ثم ذهب...
بقينا على الدرج أنا ووائل وسط دهشتنا وحيرتنا.. ثم انفجرنا ضاحكين حتى ملأ صوت قهقتنا المكان كله... ونظرات الطلبه تطالعنا في اندهاش... هذا هو الشيخ الجليل الذي رفض السكن مع شاربي الخمر وقد تبين أنه أستاذ في علم ( الجبر والهندسه)... أحد الأصدقاء وقف قبالتنا مجارياً ضحكنا بابتسامة بلهاء راح يلح كي يعرف سبب هذا الضحك الهستيري...
قال له وائل: ليش ما عرفت..
طلعت ( اللذة من ورا).... هيك قال سمير..
فما كان من صديقنا إلا أن تساءل بعفويه..
مين سمير؟



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تبقّى في قعر الزجاجة
- أوراقٌ.. نساء
- نافذة باردة
- رسالة إلى امرأة تشبه الشتاء
- بائع الدخان
- مع باولو كويللو في الصحراء
- مصطفى الأعور
- لا أشرب المتة مع الرئيس
- هذه ليلتي
- إغواء
- عطر امرأة
- معاون شوفير
- أثر الفراشة


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - مين سمير؟