عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 14:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحنُ الذينَ .. في العراق .
طلبةً واساتذة .
بعد حينٍ سنعودُ إلى قاعات الدَرْس .
ماذا سنقولُ للطَلَبَة الواجمين المذهولين ، الذين شاخوا قبل الأوان ، وهاهُم ينوئون بتبعاتِ مِحَنٍ لايعرفونَ لها سبباً ، ولا يجدون لها تفسيراً ؟
ماذا لو طرحوا علينا اسئلة الأيام الصعبة هذه ؟ وكيف سنُجيب ؟
ماذا سنسألهم ؟
- هل تتذكرون شيئاً ما ، عن آخر محاضرةٍ أُلقيتْ عليكم قبل قرون ؟
- ماهو وضعُ أقربائكم الجنود في " جبهة " الحرب ؟ ومَنْ مِنْ أقاربكم لايزالُ هُناك ، ولم يَعُدْ إلى البيتِ بعد ؟
- إلى أي العشائرِ تنتمون ؟ هل عشائركم من الصحوات القديمة ، أم من الصحوات الجديدة ؟
- هل عشائركم مع داعش ، أم ضدّها ؟
- من منكُم على إستعدادٍ للقتال مع عشيرته ضد الأرهاب ؟
- أين أحتفلتُم بعيد الحُبّ .. وكيف ؟
- ماهو أجملُ نشيدٍ للمعركةِ في هذه الحربِ ، وفي الحرب التي سبَقَتْها .. وفي الحربِ التي تليها ؟
- هل تعتقدون أنّ الأسوأ قد مضى ، وأنّ الأفضلَ قادمٌ لامحالَة ، وإنّ علينا أن نبدأ المحاضرة كأنّ شيئاً لم يكن ، وأن نَسْتَعَّدَ للأمتحان ، وأن نُراجِعَ الأسئلة ؟
سيكون الطلبةُ مُتعبينَ جداً ، وسينامُ بعضهم بعد أن تبدأ المحاضرة الأولى ، في الزمن الذي ينتمي إلى ما قبل التاريخ .
وحين تحاولُ إيقاظَهُم بسؤالٍ مًباغتٍ عن العائد والكلفة في هذا البلد ، سيقولُونَ لك بثقة ٍ زائدةٍ عن الحدّ :
عن أي شيءٍ تتحدثُ يا أستاذنا الفاضل ؟ أيّةُ كلفةٍ ، وأيُّ عائد ؟ ألا تعيشُ في هذا البلد ، أم أنّكَ قادمٌ من كوكبٍ آخر ؟ ثُمّ يَعودُون إلى " غُربَتِهِم " عن كلِّ شيءٍ .. لينامَون من جديد .
ستلوذُ بالصمت ، لأنّ لا معنى لما تقوم بتدريسه . وانتَ تعرفُ ذلك ، وتعرفُ أنّ الكثير قد ماتَ فيكَ منذ زمنٍ طويل .
لكن أن يموتَ ، " كلُّ شيءٍ " ، في شبابٍ لم يتجاوزوا أوائل العشرينيات من أعمارهم بعد ، فهذا ما يفوق حدود إحتمالك .
ستذهبُ إلى عمادة الكليّة ، وتقدّم نماذج أسئلتكَ " الفارغة " ، وتعود إلى البيت .
إنّ " غداً" ، قد يكون توقيتاً لحرب ٍجديدة . وهو يومُ للموتِ على أيّة حال .
وقد نخوضُ بعدهُ حروباً أخرى ، تتطَلّبُ أسئلةً أخرى ،
لايستطيعُ لا الطلبةُ ولا الأساتذةُ ، ولا الوطن ، الأجابة عنها الآن .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟