رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 09:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الدولة الآشورية
منذ بداية القرن العاشر ق. م أخذت الدولة الآشورية تنافس المراكز القوية في المنطقة لتأخذ مكانها في الصدارة، وتحقق حلمها في القرن التاسع ق . م، وخلال فترة حكمهم كانت آشور هي القوة الكبرى في المنطقة حتى أن قادتها دخلوا مصر وطوعوها لدوائرهم، ولقد تحدث التاريخ عن تلك الجحافل الآشورية وكأنها الإعصار المدمر في المنطقة، لأنها أرهبت كل الدول وفرضت هيبتها على الجميع، وبنفس الوقت كانت هناك عملية بناء معاكسة تجري في المنطقة قام بها الآشوريون. ولتأكيد ذلك سنورد نص آشوري يتحدث عما كان يجري في تلك الدولة:
(امتلكت فن سيدي آدابا: كنزاً لمعرفة الكتابية المكنون بأكمله، علامات الأرض والسماء، ودرست السماوات مع أساتذة زيت التقديس الجهابذة، وأوجدت حلولاً لأسئلة طويلة معقدة في القسمة والضرب، وقراءة الخط الفني السومري واللغة الأكادية الغامضة التي يصعب تعليمها، مستمتعاً بمطالعة أحجار ما قبل الطوفان)" ".
إن هذا النص الذي كتب على لسان آشور بانيبال(2) يعبر عن مجرى الحياة الثقافية والعلمية الذي ساد في المنطقة، فنجد الاهتمام باللغات الأخرى وهذا يشير إلى التواصل الثقافي والحضاري لشعب المنطقة، والوحدة الثقافية الحضارية التي تميزت بها، فلم تكن الثقافة السومرية لتتناقض مع الأكادية والبابلية أو الآشورية، وإنما كانت عملية الإضافة والتطوير لهذه الثقافة هي المتبعة عند سكان الهلال الخصيب، أما فيما يتعلق بالعلوم والمعرفة فإن الاهتمام به كان يسير في نفس اتجاه الاهتمام بالعلوم الأخرى، ورغم قلة وشح المواد المتوفرة حول هذا الموضوع، إلا أن هناك نصوص متفرقة تتحدث عن عملية التعليم التي اتبعت، وينعكس ذلك في الأمثال الشعبية المستخدمة في ذلك الزمن.
فن الكتابة أبو العلماء وأم الخطباء(1)
وإذا تتبعنا الفنون التي أبدعها أسلافنا، لوجدناها تتسم بالوحدة الثقافية، فلم تكن الفنون السومرية لتتناقض مع الأكادية أو البابلية أو الأشورية، وجاءت كل تلك الفنون لتصور لنا المعتقد الديني الذي يتمثل يعين الفكرة.
_ أشور بانيبال من الملوك الآشوريين الذين اهتموا بالعلم والحرب، وهو مؤسس أول مكتبة في العالم.
1ـ آفاق عربية العدد 4 سنة 1975/ طه باقر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟