أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ادب القفز بالمظلات لمعين بسيسو















المزيد.....

ادب القفز بالمظلات لمعين بسيسو


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


أدب القفز بالمضلات لمعين بسيسو

صدر هذا الكتاب عن "كتب الهلال" في عام 1972، حجم الكتاب ينطبق عليه مصطلح "كتاب في الجيب"، وذلك لصغر عدد صفحاته، حيث يقع في 177 صفحة، ما شكل التقديم فهو يتماثل مع مفهوم التغذية بالفاكهة، فقد استخدم الكاتب التكثيف في طرح أفكاره ووضح وجهة نظره في المواضيع التي تناولها باختزال قدر المستطاع، فقدم العديد من القضايا الثقافية بطريقة بسيطة وسهلة لكنها مكثفة ودسمة معرفيا وثقافيا، حيث يفتح الكاتب عالما رحبا من الأسماء اللامعة ثقافيا وذات التأثير على مستوى العالم ثقافيا، مثل جاك لندن ومكسيم غورغي ويوسف إدريس، كما تناول بعض الأحداث ذات البعد الثقافي لكي يعزز دور المثقف في تبني قضايا الوطن والشعب، فقدم العديد من المواقف التي تؤكد أهمية أن يكون الكاتب منحاز إلى قضايا الجماهير، وأيضا المفهوم الإنساني للأدب.
طرح الكاتب العديد من القصص التي شاهدها أو عرفها لكي يوضح الأهمية التي يقدمها الأدب والمثقف للمجتمع، فعندما تحدث عن ناظم حكمت الشاعر التركي اختزل كافة تجربته والهالة والاحترام والتقدير الذي حصل عليه في الاتحاد السوفييتي بقول الشاعر" أفضل أن تكون سجينا في وطنك، من أن تكون امبرطورا في المنفي" ص84، عبارة تمثل ماذا يعني الوطن للشاعر، فهو اكبر من أن نختزله في شيء معين، وهو يعني كل ما هو جميل.
وعندما تحدث عن الشاعر الروسي ماياكوفسكي عندما طلب السفر إلى خارج الاتحاد السوفييتي ليرى محبوبته "تانيانا يالكيفيفا" ورفض طلب سفره من جهاز المخابرات السوفييتي، أطلق الرصاص على نفسه لكي يخلد رفضه للقمع وللبيروقراطية التي تمارس من قبل الأنظمة المستبدة، فيقول الكاتب بعد انتحار ماياكوفسكي وأثر ذلك على البيروقراطية " منذ ذلك الوقت حلت اللعنة بالبيروقراطية جميعا .. أصبح الدم يصبغ وجوه البيروقراطيين وأيديهم .." ص49، رغم انحياز الكاتب فكريا إلى الاشتراكية إلا انه لم يتوانى عن فضح الأساليب القمعية والرجعية التي تستخدمها بحق المثقفين، فهنا كان معين بسيسو يقدم الولاء للثقافة والمثقفين على حساب النظام الاشتراكي، فكان صادقا قي ولاءه للحق وللفكر وليس لجهة سياسية.
ويتحدث عن الحالة غير السوية التي تتعامل بها الدول مع الشعب، فعندما حاول بعض المتظاهرين إحراق كلب احتجاجا على الاحتلال الأمريكي لفيتنام واستخدامها للقنابل النابالم ضد الشعب الفيتنامي، "فتهدد جماعة كلاب الشيفرز بإطلاقها على المتظاهرين، تحت ـ سمع البوليس وبصره ـ وهناك يحرق الألوف في فيتنام بواسطة القنابل الحارقة" ص17، إذن نحن أمام مفارقة رهيبة تتمثل في حالة الاحتجاج والاستنفار عندما حاول البعض حرق كلب، بينما لا يثير إحراق البشر بأعداد تجاوزت مئات الألوف أي مشاعر!
وعندما تحدث الكاتب عن تأثير الشعب الروسي بالشاعر بوشكين وعن السر الذي يربط ما بين الشاعر والشعب قال على لسان "اينا كاشيزفا" "لان المبارزة لم تنته بعد، بين عائلة الشعراء وعائلة القتلة..!" ص34
وعندما تناول المسألة الفلسطينية لم يتوانى عن ذكر "أبو عمار" عندما اخذ الرئيس عرفات الشاعر إلى احد المشافي وعرض عليه بعض الجرحى الذين أصيبوا في المعارك مع الاحتلال. وقد قدم الشاعر لنا بطريقة القصة القصيرة حكاية العامل الفلسطيني الذي يعمل في بيارات البرتقال بعد الاحتلال الإسرائيلي فكتب ـ متخيلا ما كتب العامل ـ على الورقة التي يلف بها البرتقال المصدر إلى العالم الخارجي قائلا فيها " .. إنني لا اعرف من أنت، وما هي جنسيتك، أو دينك، أو عقيدتك السياسية... ولكني اعرف شيئا واحدا، أن هذه البرتقالة ـ التي في يدك، أو في يد طفلك، هي برتقالة مسروقة من بيارة عربي في يافا، واعتقد انك نستطيع أن تفهم حزن ذلك الرجل الذي يزرع شتلة برتقال، وينتظر خمسة أعوام لكي تعطيه الثمرة... ثم يأتي بعد ذلك من يستولي على هذه الشجرة برصاص البندقية.. أنني لا ادري هل سيقدر لك أن تسترعي انتباهك هذه الورقة، فتقرأ الكلمات التي عليها أم لا... أو إن كنت لا تعرف العربية، هل ستعطيها لمن يترجمها لك؟ اعتقد أن هناك سفارات عربية في مختلف عواصم العالم" وختم العامل الفلسطيني رسالته بقوله: أرجو أن تفعل شيئا من اجلنا .. وان تقف إلى جانب الشجرة ضد اللص المسلح" ص66 و67، اعتقد بأننا أمام نص أدبي مهم جدا يطرح قضية الإنسان وعلاقته بالأرض التي سلبت منه، فهنا أعطنا معين بسيسو العلاقة بين الإنسان والأرض وعلاقة ذلك بالعالم الخارجي.
اعتقد تكمن أهمية الكتاب في نجاح الكاتب على صعيد الشكل والمضمون معا، فهو أعطانا أفكار تحررية وإنسانية بطريقة سلسة وهادئ وبعيدة عن التشنجات المنفرة، وكما أن حجم الكتاب البسيط يجعل من حمله ومن ثم قرأته مسيرة جدا.
رائد الحواري


أدب القفز بالمضلات لمعين بسيسو

صدر هذا الكتاب عن "كتب الهلال" في عام 1972، حجم الكتاب ينطبق عليه مصطلح "كتاب في الجيب"، وذلك لصغر عدد صفحاته، حيث يقع في 177 صفحة، ما شكل التقديم فهو يتماثل مع مفهوم التغذية بالفاكهة، فقد استخدم الكاتب التكثيف في طرح أفكاره ووضح وجهة نظره في المواضيع التي تناولها باختزال قدر المستطاع، فقدم العديد من القضايا الثقافية بطريقة بسيطة وسهلة لكنها مكثفة ودسمة معرفيا وثقافيا، حيث يفتح الكاتب عالما رحبا من الأسماء اللامعة ثقافيا وذات التأثير على مستوى العالم ثقافيا، مثل جاك لندن ومكسيم غورغي ويوسف إدريس، كما تناول بعض الأحداث ذات البعد الثقافي لكي يعزز دور المثقف في تبني قضايا الوطن والشعب، فقدم العديد من المواقف التي تؤكد أهمية أن يكون الكاتب منحاز إلى قضايا الجماهير، وأيضا المفهوم الإنساني للأدب.
طرح الكاتب العديد من القصص التي شاهدها أو عرفها لكي يوضح الأهمية التي يقدمها الأدب والمثقف للمجتمع، فعندما تحدث عن ناظم حكمت الشاعر التركي اختزل كافة تجربته والهالة والاحترام والتقدير الذي حصل عليه في الاتحاد السوفييتي بقول الشاعر" أفضل أن تكون سجينا في وطنك، من أن تكون امبرطورا في المنفي" ص84، عبارة تمثل ماذا يعني الوطن للشاعر، فهو اكبر من أن نختزله في شيء معين، وهو يعني كل ما هو جميل.
وعندما تحدث عن الشاعر الروسي ماياكوفسكي عندما طلب السفر إلى خارج الاتحاد السوفييتي ليرى محبوبته "تانيانا يالكيفيفا" ورفض طلب سفره من جهاز المخابرات السوفييتي، أطلق الرصاص على نفسه لكي يخلد رفضه للقمع وللبيروقراطية التي تمارس من قبل الأنظمة المستبدة، فيقول الكاتب بعد انتحار ماياكوفسكي وأثر ذلك على البيروقراطية " منذ ذلك الوقت حلت اللعنة بالبيروقراطية جميعا .. أصبح الدم يصبغ وجوه البيروقراطيين وأيديهم .." ص49، رغم انحياز الكاتب فكريا إلى الاشتراكية إلا انه لم يتوانى عن فضح الأساليب القمعية والرجعية التي تستخدمها بحق المثقفين، فهنا كان معين بسيسو يقدم الولاء للثقافة والمثقفين على حساب النظام الاشتراكي، فكان صادقا قي ولاءه للحق وللفكر وليس لجهة سياسية.
ويتحدث عن الحالة غير السوية التي تتعامل بها الدول مع الشعب، فعندما حاول بعض المتظاهرين إحراق كلب احتجاجا على الاحتلال الأمريكي لفيتنام واستخدامها للقنابل النابالم ضد الشعب الفيتنامي، "فتهدد جماعة كلاب الشيفرز بإطلاقها على المتظاهرين، تحت ـ سمع البوليس وبصره ـ وهناك يحرق الألوف في فيتنام بواسطة القنابل الحارقة" ص17، إذن نحن أمام مفارقة رهيبة تتمثل في حالة الاحتجاج والاستنفار عندما حاول البعض حرق كلب، بينما لا يثير إحراق البشر بأعداد تجاوزت مئات الألوف أي مشاعر!
وعندما تحدث الكاتب عن تأثير الشعب الروسي بالشاعر بوشكين وعن السر الذي يربط ما بين الشاعر والشعب قال على لسان "اينا كاشيزفا" "لان المبارزة لم تنته بعد، بين عائلة الشعراء وعائلة القتلة..!" ص34
وعندما تناول المسألة الفلسطينية لم يتوانى عن ذكر "أبو عمار" عندما اخذ الرئيس عرفات الشاعر إلى احد المشافي وعرض عليه بعض الجرحى الذين أصيبوا في المعارك مع الاحتلال. وقد قدم الشاعر لنا بطريقة القصة القصيرة حكاية العامل الفلسطيني الذي يعمل في بيارات البرتقال بعد الاحتلال الإسرائيلي فكتب ـ متخيلا ما كتب العامل ـ على الورقة التي يلف بها البرتقال المصدر إلى العالم الخارجي قائلا فيها " .. إنني لا اعرف من أنت، وما هي جنسيتك، أو دينك، أو عقيدتك السياسية... ولكني اعرف شيئا واحدا، أن هذه البرتقالة ـ التي في يدك، أو في يد طفلك، هي برتقالة مسروقة من بيارة عربي في يافا، واعتقد انك نستطيع أن تفهم حزن ذلك الرجل الذي يزرع شتلة برتقال، وينتظر خمسة أعوام لكي تعطيه الثمرة... ثم يأتي بعد ذلك من يستولي على هذه الشجرة برصاص البندقية.. أنني لا ادري هل سيقدر لك أن تسترعي انتباهك هذه الورقة، فتقرأ الكلمات التي عليها أم لا... أو إن كنت لا تعرف العربية، هل ستعطيها لمن يترجمها لك؟ اعتقد أن هناك سفارات عربية في مختلف عواصم العالم" وختم العامل الفلسطيني رسالته بقوله: أرجو أن تفعل شيئا من اجلنا .. وان تقف إلى جانب الشجرة ضد اللص المسلح" ص66 و67، اعتقد بأننا أمام نص أدبي مهم جدا يطرح قضية الإنسان وعلاقته بالأرض التي سلبت منه، فهنا أعطنا معين بسيسو العلاقة بين الإنسان والأرض وعلاقة ذلك بالعالم الخارجي.
اعتقد تكمن أهمية الكتاب في نجاح الكاتب على صعيد الشكل والمضمون معا، فهو أعطانا أفكار تحررية وإنسانية بطريقة سلسة وهادئ وبعيدة عن التشنجات المنفرة، وكما أن حجم الكتاب البسيط يجعل من حمله ومن ثم قرأته مسيرة جدا.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة النوم
- من تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني
- -أميرة الوجد- للشاعر فراس حج علي
- مدخل النص القرأني (الكامل)
- ملحمة جلجامش النص الكامل
- محلمة جلجامش -الطوفان-
- هواجس
- ملحمة جلجامش - الحلم
- محلمة جلجامش -الثور السماوي-
- ملحمة جلجامش -غابة الأرز-
- ملحمة جلجامش -انكيدو في اوراك-
- ما هو المطلوب في سوريا
- محلمة جلجامش -البغي والوحش انكيدو-
- ملحمة جلجامش والجنس
- ملحمة جلجامش والآلهة
- الملعون لبدر عبد الحق
- حاجتنا إلى الإمام علي
- نزف القلوب لجهاد دويكات
- ملحمة جلجامش والمقدس
- ملحمة جلجامش


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ادب القفز بالمظلات لمعين بسيسو