أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - العياط وأمهات مصر














المزيد.....

العياط وأمهات مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 08:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مع مطلع كلِّ نهارٍ جديد ينثرُ الإرهابيون السَّفلةُ الدموعَ وآهاتِ النزفِ الموجعة، وشاراتِ الحداد السودَ، فى كل بيتٍ مصرىّ، وُيبدّلون مع كلٍّ شقشقة فجرٍ يزور الأرضَ، حياةَ امرأة مصرية.

سيدةٌ مصرية طيبة تُشبه أمَّك وأمّى كانت حتى الأمسِ فقط أُمًّا صابرةً راضية بعيشتها. منذ سنواتٍ بعيدة حملتْ جنينَها فى حشاها وهنًا على وهن. أرضعته من صدرها، ساعةً بعد ساعة. سهرت عليه الليالى الطوال، ليلةً بعد ليلة، وعامًا فى إثر عام، يكبر أمام عينيها، فتعدُّ الأيامَ والسنواتِ، حتى يغدو أمام عينيها شابًّا جميلا، يُفرح القلب، ويعِدُ بالكثير. قالت له: «متى أُكحّل عينىّ بأطفالك قبل أن يوارينى التراب؟» فيدعو لها بطول العمر، ويخبرها أن عليه واجبًا نحو بلاده التى ارتوى بنيلها وتظلّلَ بشجرها. تؤمّنُ على قوله وتهبه لمصرَ يذودُ عنها، ويحمى ثراها، ويسهر على أمن إخوته من أبناء مصر. أمٌّ مصرية تشبه أمَّك وأمى، تدعو لابنها كلَّ صبحٍ بطول العمر، فتتحول على يده المعازيل إلى ثكلى تبكى وليدَها طولَ العمر.

بالأمس نامتْ عديدُ الأمهات المصريات بدموع لا تجفّ بعد حادث مديرية أمن القاهرة، ومن قبله نامت خمسُ أمهات مصريات أخريات على جمر الدمع بعد حادث كمين بنى سويف، وأول أمس دثّر السوادُ نساءً طيبات كنّ أمهات جميلات لم يعرفن الثكلَ إلا على يد إخوان إبليس، بعد حادث المخابرات الحربية، ومحافظة الجيزة، وقسم الطالبية، ومدينة نصر، وكمين الأميرية، ومترو البحوث، وكنيسة الورّاق، ومديرية أمن الدقهلية، وأول أمس وأول أول أمس.

اليوم. وغدًا، وبعد غد، دموعٌ جديدة ستتدفق مثل سيل الوجع النبيل فى كل بيت مصرى على يد ثلّة من الأشرار من عبدة الشيطان. يُقتّلون أبناءنا، ويقوّضون جدرانَ مصر العظيمة من أجل بغيض خائن لا يساوى ثمن خيوط ملابسه، التى منحته إياها مصرُ من قطنها الفريد، الذى زرعته أيادٍ مصرية مُتعَبةٌ تحت لفح الشمس، ومن كتّان أجدادنا العظام، الذين يخجلون أن مثل أولئك يعيشون على تراب طِيبة المقدس، «منزل الروح» وأرض آمون. أرواحٌ مصرية طاهرة تطير إلى بارئها، وما لا يُحصى من آثار مصرية عريقة لا تُقدّر بثمن، تضيع من بين أصابعنا مع كل نهار جديد.

أولئك الإرهابيون من أنصار بيت المقدس (أصل الأسماء ببلاش!)، وسواهم من الدمويين الأشرار، الذين يُكبّرون باسم العلى وهم ينحرون الرقاب، هم أولياء من اخترتموهم يومًا لحكم مصر!!

الله يسامح كلَّ مصرى ومصرية أعطى صوتَه للخائن الإرهابى مرسى العياط، ولا سامحَ اللهُ كلَّ من ينثر الحزنَ والموت فى كلّ بيت مصرىّ. حسبنا الله.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة أجدادِنا
- لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟
- ابتسامة جورج سيدهم
- موعدنا في كاتدرائية المسجد
- الدستور والسلفيون
- مصريةٌ رغم أنف مَن يكره!
- أطفالُ السماء
- الفارس -إبراهيم عيسى-
- البايونير عدلي منصور
- شكرًا للمصادفات!
- طفل اسمه سيف
- عام في منزلة بين منزلتين
- زيارة البابا
- الماريونيت تتمرد على صانعها
- ميري كريسماس يا مصر
- حكاية العمّ العجوز
- إخوان صهيون
- صورة السيسي وحطّة فلسطين
- اقتلْ واحرق بس بسلمية
- دولة الأوبر


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - العياط وأمهات مصر