أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الدستور والسلفيون














المزيد.....

الدستور والسلفيون


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مَن خدعني مرةً، لا أثقُ فيه أبدًا، مهما غيّر أساليب خداعه، أو تدثّرَ بعباءة الودّ وابتسامة التحنان. حكمةٌ تعلمتُها من آبائي الفلاسفة والأدباء الذين قضيتُ عمري على عتبات أبوابهم وبين وهاد سطورهم. وتعلّمناها من الحديث الشريف الذي قيل في "أبي عزة الجمحي”. وكان شاعرًا يهجو الرسولَ وآلَ البيت، حتى وقع أسيرًا لدى المسلمين في غزوة "بدر"، فاستعطفَ النبيَّ وبكى فقرَه ومَن يعولُ من بنات، فسامحه الرسولُ وأطلق سراحَه بعد تعهّده بعدم قتال المسلمين. فلما كانت غزوة "أُحُد"، خرج مع المشركين يقاتلُ المسلمين ويُحرّض عليهم، حتى وقع في الأسر مجددًا، فراح يستعطفُ النبيَّ مجدّدًا لِيَمنَّ عليه بالعفو، فقال له الرسول: “لا تذهب تمسحُ عارضيكَ بالكعبة قائلا: (خدعتُ محمّدًا مرتين! لا يُلدَغُ مؤمنٌ من جُحرٍ مرتين.”
ولأننا مؤمنون، علينا الحذَرُ ممَن قهقهوا بصاخبِ ضحكاتهم قائلين: (خدعنا الأزهرَ والكنيسةَ والشعبَ، ومرّرنا المادة 219، لدستور 2012 بعدما دسسنا فيها كلماتٍ تضمنُ تسلّطنا، وقبلوها: "لأنهم مش فاهمينها!”) قالها السيد "ياسر برهامي" نائب رئيس الدعوة السلفية، متفاخرًا بتوسّله "غفلةَ" الشعب ليمرّر أفكارَه العنصرية التي تصدعُ المجتمعَ طوائفَ وشِيعًا وفرقاءَ! لكنه بوغت بأن شعبنا العظيمَ غيرُ غافلٍ، فرفض المادة. ثم ثار فأسقط الدستورَ ونظام الحكم كلَّه. فعاد السيدُ يدسّ أنفَه في دستورنا الجديد قائلا: “نقبلُ حذفَ 219، مقابل حذف كلمة "مبادئ" من المادة الثانية. لكن إرادة الشعب خذلته ثانيةً، فاستبقينا الكلمةَ، وحذفنا المادة الفخّ. فرضخ برهامي وذهب للاستفتاء قائلا: "نعم"، حسبما زعم، ورفع إصبعه بالحبر الفوسفوري أمام الكاميرات!
حزبُ النور، وتياراتُ الإسلام السياسي كافة، نموذجٌ جليٌّ لمَن يمسك العصا من المنتصف، ومَن يقفز من المركب قبل الغرق لينجو بنفسه، ومَن يرفع شعار "مات الملك، عاش الملك"، ومنَ يرضى لنفسه بأن يجني ثمارًا لم يزرعها. فلا هُم شاركوا في 25 يناير، ولا في 30 يونيو، بل عارضوا الثورتين وحرّضوا ضد الثوار، ثم كانوا أسرعَ مَن ركض لقطف الثمر، ظّانين أن التاريخَ ينسى، والشعوب!
أقول للسيد برهامي إن المؤمنَ لا يُخدعُ مراتٍ ومرات. وإننا لن ننسى فخره بخداعنا، كما فعل الشاعرُ أبو عزّة، ولن ننسى جهره بكراهية أشقائنا المسيحيين، ولن ننسى أنه حرّضَ ضد القضاء والجيش والشرطة، ولن ننسى أن السلفيين كانوا متنَ الحشود في اعتصام رابعة، ولن ننسى أن السلفيين لم يشاركوا في الاستفتاء على دستور 2013، ولن ننخدع بإصبعه الفوسفوريّ الأحمر، وابتسامته الوادعة.
مبروك دستور مصر المحترم، ومبروك عودة نقابتِي الجميلة، نقابة المهندسين، إلى حضن مصر، وعُقبى للمعلمين والمحليات.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصريةٌ رغم أنف مَن يكره!
- أطفالُ السماء
- الفارس -إبراهيم عيسى-
- البايونير عدلي منصور
- شكرًا للمصادفات!
- طفل اسمه سيف
- عام في منزلة بين منزلتين
- زيارة البابا
- الماريونيت تتمرد على صانعها
- ميري كريسماس يا مصر
- حكاية العمّ العجوز
- إخوان صهيون
- صورة السيسي وحطّة فلسطين
- اقتلْ واحرق بس بسلمية
- دولة الأوبر
- أراجوزات الإخوان
- عود الثقاب الإخوانىّ
- نحتاج عُصبة من المجانين
- لماذا أُسميها: -دولة الأوبرا-؟
- الموتُ أكثر نبلًا


المزيد.....




- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الدستور والسلفيون