إخوان صهيون

فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يحاربنا بنو صهيون حربَ فارسٍ لفارس. ساحةُ الوغى هي الجبهة، التي هي غُرّة الوطن. يرسم الخطط ليضرب في عمق الديار، لكن جيشنا يحمي سماءنا وأرضنا الداخلية، مثلما منثورٌ هو على جبهة بلادي يذود عنها. فلا تقدر يدُ صهيون السوداء أن تمتدَّ لقلب مصر، بل تحاور وتناور على الشريط الضيّق الذي يفصل أرضَنا عن أرضِ فلسطين الحبيبة التي احتلّها واستعمرها. هُزمنا يوم خُدعنا ولم نحارب. لكننا حين انتفضنا وحاربنا؛ انتصرنا. ذاك شأنُ جيشنا العظيم مع عدونا الرابض شرقنا في أرضنا المحتلة. ذك شأنُ الجسد العفيّ حين يضربه مرضٌ خارجيٌّ عارضٌ. مصلٌ من المضاد الحيوي، يُقوّي مناعة البدن، فتتجمع قواهُ الداخلية ويهزم الغازي الذي غامر بسرقة ما ليس له. لا نهاب هذا النمط من "العدو". لأنه مكشوفٌ ومعروف. لُغته غيرُ عربيتنا. ودماؤنا الحرةُ لا تشبه دماءه. يضع فوق رأسه "كيباه" إسرائيلية محفورٌ عليه نجمةٌ سداسية نعرفها فلا نخطئه. لكنْ، ما حيلتُنا في عدو مندسّ داخل طمينا؟ يتكلم لغتَنا ويحمل وجهَنا. حتى وإن اختلفت المعاجمُ وتباينت القلوب. قلوبنا مزروعةٌ في قلب مصر الطيبة. وقلوبهم مفطورة على البغضاء والدم. في صدرنا نحملُ تاريخَ أرض طِيبة الحرَّ العريق، ويحملون تاريخًا معجونًا بالخيانة والعبودية والتآمر والإرهاب. كيف لجسد مصر الفتيّ أن يحارب مرضًا عضالا ينبتُ في داخل الأحشاء من دون أن يتمزّق؟! ورمٌ خبيث ينخرُ في العظام. فيروسٌ ضئيل لا تراه العينُ، لكنه يحملُ الشرَّ والموت والنذالة!

آه يا وطنى! ياللي شايل هَمّ أمّة. ياللي يومك ألف غُمة. ليه عيالك كالديابة وسط غابة؟ سانّين سنانهم غارسين في جسمك ألف ناب! وإنت كالعود النحيل وسط موج عالي وليل. هل نسيوا خيرك؟! نسيوا إنك في المجاعة تشوي كبدك للي ياكل؟ نسيوا إنك في الصقيع كنت تبني من عظامك ألف كوخ؛ لاجل يتدفوا صغارك والشيوخ؟! كل واحد م اللي كان خيرك عليهم شايل المكر في جوانحه. عين بتكره، وفي العين التانية ابتسامة. إيد بوردة؛ يجي يشبكها في توبك. وإيد مخبية خناجر، لاجل يغرسها ف ضلوعك. آه يا وطني! إيد بتدبح. وإيد بتسند قلبك المدبوح وهو بيتهاوى في بِركة دماه. وقبل ما تغمّض عنيك، تبصّ ف عيون اللي قاتلك. يُطفُر الدمع اللي يكوي. لما تلقاه ابن عمك. لأ، ده اخوك!
تيجي تحزن. تسمع الأصوات بتعلى ف كل حتة: سامحه يا وطني. ده أخوك!
لأ مش أخويا. مستحيل يكون أخويا اللي يضربني في ضهري. اللي خاين مش أخويا. حتى عدوي. لما بيطلّع سلاحه لاجل يحصد روحي بيه. وجهه ف وجهي. عينه في عيني. وقبل ما صدري يقابل طعنته. يسكت شويه ويبتسم. باخجل اوي لما يقولي: "فارس لفارس باطعنك في الصدر وفي قلب الميدان. مش زي غدرة ابن أبوك. يغرس ف ضهرك خنجره علشان جبان. كده ابقى أشرف من أخوك.” كسروني أهلي وعزوتي. آه يا وطني ولا عمرك في يوم راح تنكسر. إنت اللي باقي، وهُمّا للزوال.

#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات