أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - طفل اسمه سيف














المزيد.....

طفل اسمه سيف


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 08:10
المحور: سيرة ذاتية
    


* ’انزل وشارك في اللي جاي قول كلمتك/ شيل أي فكره جوا بالك تحبطك/ دلوقتى بلدك محتجالك همتك/ بإديك تغير يلا كمّل ثورتك/ دي أهم خطوة نبتدي بيها الطريق/ وبعدها ممكن نغير كل شيء/ يعني نكون أو لا نكون/ 
-;---;--حلمك قصادك لو يهون/ خسارة كل اللي اتبنى ده نهد فيه/ مبقتش خايف هنزل مهما يجري إيه/ هنزل وأشارك صوتي هتحاسب عليه....‘
***



طفل اسمه "سيف"


شاهدتُه للمرة الأولى قبل شهور واقفا على مسرح "دار الأوبرا" المصرية. ملامحُ طفلٍ صغير، وسيماءُ فارس مهيب يقفُ ممشوقًا مُعتزًّا بهُويته المصرية، ومدركًا للموهبة التي وهبه إياها اللهُ، لكي يُعيد إلينا، نحن المستمعين الذوّاقة، الثقةَ بأن ثمة الكثيرَ من عبد الوهاب، وأم كلثوم، ونور الهدى، ومحمد قنديل، قادمٌ على الطريق. نحن الذين تربّت آذانُنا على تلك الأصوات الجميلة، نمتلك، للأسف، ذائقة سمعية عنيدة متعالية، لا ترضى بالعادي والعابر. كتبتُ في هذا مقالا عنوانه: “فيروز التي أفسدتْ ذائقتي". و"أفسدت" هنا بمعنى "دلّلت" كما نقول بالإنجليزية spoil، أي: "دلّع" بالدارجة المصرية. فمن اعتاد سماع الأصوات الجميلة، يغدو شخصًا صعبَ الإرضاء، "ميعجبوش العجب"، وبالتالي قد تجده لا يعرف أسماء معظم مَن يحتلّون اليوم ساحة الطرب. أنا من أولئك الذين دُلّلت مسامعُهم. فلن تجد في مكتبتي الموسيقية إلا أغانينا القديمة وكلاسيكيات ألمانيا وروسيا وما شابه. ولن تجدني في أوقات فراغي من العمل إلا في دار الأوبرا، التي أسميّها "دولة الأوبرا"، هناك حيث التقيتُ مجموعة أطفال من مواهب مصر الصاعدة الواعدة الذين ترعاهم “دار الأوبرا” وتدرّبهم على الغناء الشرقي في مركز تنمية المواهب. كان من بينهم الطفلُ الرائع "سيف الدين مجدي"، بطلُ مقالي اليوم.
سمعته في ذاك المساء يغني أغنيات لـ أم كلثوم ومحمد قنديل، وألحانًا صعبة لموسيقارنا العالمي محمد عبد الوهاب. ولأنني من أصحاب الذائقة العسرة، كما أسلفتُ، لا أقبل "تقليد" الكبار. فحين تستمعُ إلى مطرب ما، في أغنية تخص عبد الوهاب أو ام كلثوم أو فيروز، فإن لا وعيك، أو ذاكرتك السمعية، تستدعي فورًا ذلك الصوت القديم "المُقلَّد"، فتكون المقارنةُ عسرةً مع الصوت الجديد "المُقلِّد". مهما كان الصوتُ الجديد جميلا، من الصعب أن تُنصفَه؛ لأن الصوت المخزّن في ذاكرتك، يكون مُحمّلاً بحواشٍ أخرى تصبُّ في صالحه. مثل ذكرياتك الجميلة التي سمعت فيها تلك الأغنية لأول مرة، ذكريات طفولتك، حبّك، ذكرياتك في المدرسة أو الجامعة، ما نطلق عليه باختصار: “نوستالجيا"، أو الحنين للماضي. من أجل كل هذا لابد أن يكون الصوتُ الجديد "المُقلِّد" شديدَ الجمال والتميز لكي يعوّضك عن كل تلك النوستالجيا، إضافة إلى أن يكون مضاهيًا أو قريبًا من فرادة الصوت القديم الذي أحببته لأولئك الكبار الذين صنعوا مجدَ الفنّ في مصر. لهذا أكون في غاية الحذر، بل الرَّيبة، حين أُنصتُ إلى صوت جديد يقدم إحدى الأغنيات القديمة.
بالرغم من كل ما سبق دثّرني الطربُ حين أنصتُّ إلى الطفل الجميل "سيف" بسنواته الثلاث عشرة وحنجرته الصغيرة النامية وهو يشدو بأغنيات عبد الوهاب المعقدة التي أخفق في أدائها مطربون كبار له تجاربهم وسنوات خبراتهم أمام التخت الشرقي ووراء الميكروفونات.
أنتم تعرفونه جيدًا. هو الطفل الوسيم الذي يحمل ملامحَ المصريين بسمرتهم الحلوة وتوقّد عيونهم الذكية. سمعتموه في الأغنية الوطنية الجميلة: “انزل وشارك في اللي جاي قول كلمتك"، التي يحثّ فيها المصريين على المشاركة في كتابة مستقبل مصر الجديدة بالمشاركة في التصويت على الدستور الجديد. الأغنية الفريدة التي قدمّها لنا الفنان المميز الموسيقار عمرو مصطفى، واختار لأدائها نخبةً من أجمل أصوات مصر من أطفال وشباب. كان درّة عقدهم الفريد: الطفل الواعد: سيف. بارك الله فيك أيها الابن الطيب.




***
* من أغنية "انزل وشارك" كلمات "تامر حسين"، ألحان "عمرو مصطفى".



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام في منزلة بين منزلتين
- زيارة البابا
- الماريونيت تتمرد على صانعها
- ميري كريسماس يا مصر
- حكاية العمّ العجوز
- إخوان صهيون
- صورة السيسي وحطّة فلسطين
- اقتلْ واحرق بس بسلمية
- دولة الأوبر
- أراجوزات الإخوان
- عود الثقاب الإخوانىّ
- نحتاج عُصبة من المجانين
- لماذا أُسميها: -دولة الأوبرا-؟
- الموتُ أكثر نبلًا
- بالقلم الكوبيا
- عش ألف عام يا مانديلا
- احنا الكفار
- فيروز حبيبتي
- إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
- اقتلْ معارضيك


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - طفل اسمه سيف