أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الفارس -إبراهيم عيسى-














المزيد.....

الفارس -إبراهيم عيسى-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 20:56
المحور: حقوق الانسان
    


لستُ أنكرُ أنني خاصمتُ سياسة مبارك، خاصةً في السنوات العشر الأخيرة من حكمه المديد. خاصمتُ زواجَ المال بالسلطة، والاستحواذَ على مُدخلات مصر لصالح "الأهل والعشيرة" المباركية.اختصمتُ تدهور العملية التعليمية حتى باتت المدارسُ، والجامعات، تُفرّخُ كلَّ عام جموعًا من الُأميين، إلا مَن رحم ربي واشتغل على نفسه "بنفسه”. اختصمتُ ظاهرتيْ أطفال الشوارع والعشوائيات اللتين استفحلتا في عصره. اختصمتُ الماء المُسرطن والخضراوات الملوثة وتدهور الزراعة وقصر المصانع على المواد الاستهلاكية التافهة. اختصمتُ البطالة والفقر والمرض التي تفشّت في عهده. رغم سنوات عهده الأولى التي رسّخ فيها بنيةً تحتية محترمة من شبكات مواصلات واتصالات ومدن جديدة.
لا أنكرُ أنني عارضتُ مبارك في مقالاتي قبل ثورة يناير 2011. وأن مقالي بجريدة "المصري اليوم"، قبل تنحيه بيومين، كان بعنوان: "كل تأخيرة مفيهاش خيرة"، أحثّه فيها على سرعة الرحيل؛ لأن التباطؤ يزيدنا احتقانًا وغضبًا. ولا أنكر أنني رقصتُ مع أصدقائي فرحًا يوم تنحيه يوم 11 فبراير 2011. ولا أنكر أن بيني وبين مبارك ما يشبه الثأر الشخصي لأن ابني الجميل (عمر) ضاع مستقبله وأصيب بمرض "التوحّد" اللعين بسبب مصل "التحصين الثلاثي" الفاسد في دولة مبارك الفاسدة. لكنني، رغم كل هذا، أنحني احترامًا للكاتب الشريف "إبراهيم عيسى" لأنه شهد بوطنية مبارك في المحكمة، وأنه يشك في أن يكون مبارك قد أصدر قرارًا بقتل المتظاهرين. احترامي مردّه سببان:
أولا: لأن مبارك لم يُفرّط في شبر من أرض مصر، كما فعل المعزول اللص. ولم يتحالف مع أمريكا وإسرائيل وقطر وحماس ضد شعب مصر، كما فعل المعزول الخائن. ولم يأمر أتباعَه بحرق مصر وقتل المصريين بعدما أسقطناه، كما فعل المعزول القاتل. ولا عجبَ في هذا من رجل خبِر ساحة الحرب وشهد لحظة انتصار مصر على صهيون، ورفع علمَ بلاده على ثراها الطيب، على عكس لصٍّ شرِه لا يجيد إلا العمل في الظلام حيث الحواري المزنوقة والتحالف مع الشيطان وحرق مصر بشعبها من أجل المنصب.
وثانيًا: لأن إبراهيم عيسى أكثر من ذاق الويل من مبارك على نحو شخصي، لكنه لا يعرف "الفُجر في الخصومة"؛ شأنه شأنَ الفرسان الذين لا يستثمرون ضعفَ خصومهم.

فالفارسُ لا يبارزُ إلا القويَّ، فإن وهَنَ القويُّ؛ كفّ عنه. وإن سقط عن خصمه سيفُه، انحني وناوله سيفَه ليستأنفا المبارزةَ فارسًا مسلحًّا لفارسٍ مسلّح. وليس مسلّحًا قويًّا لواهن أعزل!
هذا هو إبراهيم عيسى النبيل. ساجَل مبارك حاكمًا. وبعد سقوطه؛ رفع عنه قلمَه، وكفّ النزال. لأن الحرب وضعت أوزارها. وفي المقابل، هناك مَن بدأوا حربَهم الوضيعةَ مع مبارك بعد سقوطه عن سلطانه! كانوا يُسبّحون بحمده ويقبّلون يده، وبعد سقوطه، انهالوا عليه بالسيوف المسمومة وألسن السخرية والبذاءة والتطاول والرِّخص!
إبراهيم عيسى، شأنُه شأن الأسد الذي يرفضُ مهاجمة فريسة ميتى، ليس إلا الظباء الراكضة في عنفوانها. وأما الآخرون فشأنُهم شأنَ الضباع التي تقع على الجِيَفِ وتنهشها وهي تضمن أن لا مقاومةَ لميت.
أفخرُ أنني بعد سقوط مبارك لم أتناوله في مقالاتي بكلمة لاذعة، لأنه لم يعد قادرًا على الذود عن نفسه. ولم أنتقده إلا وهو بكامل سلطانه ومجده. أفخر أنني تلميذة في مدرسة إبراهيم عيسى التي تنهجُ الخصومة النبيلة، وتعرف قيم الأخلاق والتحضّر والرقي والفروسية النبيلة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البايونير عدلي منصور
- شكرًا للمصادفات!
- طفل اسمه سيف
- عام في منزلة بين منزلتين
- زيارة البابا
- الماريونيت تتمرد على صانعها
- ميري كريسماس يا مصر
- حكاية العمّ العجوز
- إخوان صهيون
- صورة السيسي وحطّة فلسطين
- اقتلْ واحرق بس بسلمية
- دولة الأوبر
- أراجوزات الإخوان
- عود الثقاب الإخوانىّ
- نحتاج عُصبة من المجانين
- لماذا أُسميها: -دولة الأوبرا-؟
- الموتُ أكثر نبلًا
- بالقلم الكوبيا
- عش ألف عام يا مانديلا
- احنا الكفار


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الفارس -إبراهيم عيسى-