رسالة إلى السيسى

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفريق أول عبد الفتاح السيسى
تحية طيبة
أرجح الاحتمالات أنك سترَشح للرئاسة وأرجح الاحتمالات أنك ستفوز بأغلبية كبيرة من الجولة الأولى. وكل الدلائل تشير إلى أنك قائد عسكرى ممتاز بكل ما يقتضيه ذلك من علم وحصافة وذكاء. وليس لدى أحد ذرة من شك فى وطنيتك وإخلاصك وفى أنك ترجو الخير لكل الشعب.
اسمح لى أن أعبر عن مخاوف وهواجس مواطن يحب الوطن كما تحبه أنت ويرجو الخير لكل الشعب كما ترجوه أنت، وتنبع مخاوفه وهواجسه بالضبط من حسناتك وفضائلك ومزاياك وليس من أى عيب أو نقص يتصوره فيك.
الجيش النظامى آلة، وأكثر ما يكون نجاحا وفعالية حين يكون أقرب إلى آلة دقيقة تامّة الإحكام تسير وفق قواعد مضبوطة محكمة وتعمل فى ظروف وملابسات يمكن حسابها بدقة وبأعلى قدر من اليقين، ويعمل لتخقيق أهداف محدّدة تماما ومعروفة سلفا. لكن ما هكذا تدار الأوطان، لا فى مجال الغايات الاجتماعية والمجتمعية ولا فى مجال الشئون الاقتصا]ية، ولا فى مجال السياسة الدولية. كل هذه المجالات تكتنفها مجاهل وتعجّ بتناقضات وغايات متعارضة متضاربة.
لقد كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك قائدا عسكريا ممتازا، أدّى دوره فى حرب 1973 باقتدار وبشرف، ولا شك أنه وهو يؤدّى ذلك الدور كان يؤدّيه بدوافع وطنية صادقة. لكنه لم يكن يملك رؤية سياسية ولا اجتماعية، وكانت النتيجة أننا انحدرنا عبر ثلاثين عاما من حكمه إلى حضيض فى التعليم وفى الخدمة الصحية، ورغم أنه فى بضع السنوات الأخيرة من حكمه أفسح المجال لرجال المال فطبّقوا سياسة اقتصادية حققت نموّا اقتصاديا ملحوظا، إلا أن عائد النمو الاقتصادى، بسبب غيبة الرؤية الاجتماعية، كان يصبّ فى مصلخة الآغنياء، بحيث ازداد فقر الفقراء وازدادت معاناة محدودى الدخل.
لذا أريد منك، إذا ما ترشحت للرئاسة، أن تطرح علينا فى وضوح رؤيتك السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى تطمئن قلوبنا.
المواطن
داود روفائيل خشبة
مؤلف ومترجم

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل