أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - ألعوبة مواد الهوية














المزيد.....

ألعوبة مواد الهوية


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 12:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ما سر تشبّث حزب النور السلفى (الذى أصبح الممثل الأول والأبرز إن لم يكن الأوحد للإسلام السياسى) بما يسميه مواد الهوية فى الدستور؟
مواد الهوية هى الخندق الأخير الذى يتخندق فيه الإسلام السياسى.
كان الخط الأول للإسلام السياسى خطـًّا ثيوقراطيا صريحا، يقوم على دعاوى أن الإسلام دين ودولة، وأن الحكم لله، وأن الغاية إقامة الدولة الإسلامية التى تطبق شرع الله.
لما رأوا أن التيار المدنى قوة لا بد من أن يُحْسَب حسابها لجأوا لخديعة القول بدولة مدنية بمرجعية إسلامية، وهو قول ينطوى على تناقض صريح يتبيّنه من له أدنى قدرة على التفكير السوىّ. فالدولة المدنية سندها الأوحد إرادة الشعب ومرجعيتها الدستور والقانون الذى يسنـّه ممثلو الشعب مراعين رغبات ومصالح مختلف قطاعات الشعب.
حين أتيح للتيار الإسلامى أن يختطف السلطة – فى ملابسات وأساليب لا داعى للخوض فيها – دسّوا المادة 219 فى الدستور الذى صنعوه على هواهم ليضمن لهم البقاء فى السلطة إلى آخر الزمان.
لما أسقِطت دولة الإخوان ووجد حزب النور نفسه يحتل صدارة تيار الإسلام السياسى، ثم بطريقة ما وجد طريقه إلى لجنة إعداد أو تعديل الدستور، قاتل يضراوة للإبقاء على المادة 219 التى تفرض على التشريع الالتزام بالتأويلات والتفسيرات والفتاوى والأحكام المتخلفة المتحجّرة التى تراكمت على مذى أربعة عشر قرنا من التاريخ الإسلامى.
لما بدا أن المادة 219 لن يكون لها مكان فى الدستور الجديد (وإن كنا لا نستطيع بعد أن نطمئن كل الاطمئنان إلى هذا) ناور حزب النور ليُدخِل مضمون المادة 219 فى مواد أخرى أو فى ديباجة الدستور، وتبلورت هذه المناورة أخيرا فى الإصرار على التوكيد على إسلامية الدولة فيما يسمى بمواد الهوية.
توكيد الهوية الإسلامية للدولة يفتح المجال لتقييد كل تشريع بما ترى جماعات الإسلام السياسى أنه هو صحيح الإسلام حسب مفاهيمهم الرجعية المتخلفة. إنهم لا يرفضون فقط أن يُناط بالمحكمة الدستورية الحكم بمواءمة أو عدم مواءمة التشريع للشريعة الإسلامية، بل يرفضون حتى أن يكون الحكم فى هذا للأزهر، وإن كنا نحن العلمانيين بدورنا نرفض أن يكون للأوهر أو لأى سلطة أو هيئة أو جهة دينية هذا الدور.
فى دولة مدنية يجب أن تختص المحكمة الدستورية وحدها بتفسير الدستور وبالحكم فى مواءمة أو عدم مواءمة أى تشريع لروح ونصوص الدستور.
نحن العلمانيين نرفض أن تتحوّل الدولة إلى مسخ تتحكم فيه عقليات عفى عليها الزمن.
ملاحظة أخيرة فى أمر قد يُعَدّ، بنظرة ضيّقة، خارج نطاق هذا المقال، غير أنه ذو صلة وثيقة به. يقول بعض عقلائنا إن التيارات الإسلامية لا يمكن أن تختفى من ساحة الوطن. هذا قول صائب تماما على أن نحتاط اكيلا يخرج عن حدود الصواب. التيارات الإسلامية الدعوية كغيرها من التيارات الفكرية تتمتع بحماية مبدأ حرية الفكر والتعبير. لكن تيارات الإسلام السيياسى لا مكان لها فى دولة مدنية.
لا مكان للدين فى السياسة، لا دور للدين فى السياسة. هذا كلام قلناه وكررناه ونكرره وسنناضل فى سبيل إحقاقه.
على المثقفين المصريين أن يقودوا النضال لصدّ هجمات الفاشية الدينية التى تريد أن تزيدنا تخلفا على ما نحن فيه من تخلف.



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هى الثقافة؟
- الدستور والأخلاق
- إلى أصدقائى الماركسيين
- ما هى الفلسفة؟
- الأحزاب الدينية والمرجعية الدينية
- أفلاطون الذى ظلموه
- لماذا نحن أحاديّو الفكر؟
- عبارة -الرأى والرأى الآخر-
- ضرورة أن نتفلسف
- ثلاث ملاحظات عابرة: المادة 219 والإقصاء ومذابح الأرمن
- إلى أعضاء لجنة الخمسين
- السلفيون، ماذا يريدون؟
- لماذا علماؤنا يفشلون؟
- أفلاطون: قراءة جديدة
- هوامش على مواد تعديل الدستور
- نحن والغرب
- رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة
- دفاعا عن البرادعى
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - ألعوبة مواد الهوية