أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - لماذا نحن أحاديّو الفكر؟














المزيد.....

لماذا نحن أحاديّو الفكر؟


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا نحن أحاديّو الفكر؟
داود روفائيل خشبة

من أخطر ما يواجهنا فى أوضاعنا الراهنة ظاهرة أحادية الفكر. من يتبنى وجهة نظر يعتقد أنه يملك الحق المطلق والكامل، ولا يَعقِل أن يكون فى وجهات النظر المغايرة جوانب جديرة بالاعتبار. حتى حيث لا يتعلق الآمر بالمبادئ بل يكون متصلا ببدائل فى مجال العمل لكل منها مزاياه وعيوبه، فإن أحادى الفكر لا يبدى استعدادا للموازنة والمفاضلة بين البدائل، ويصرّ على أن كل الحق وكل النفع وكل الخير فى جانب البديل الذى يتبناه هو.
أكتفى بذكر مثال واحد. فى صدد مناقشات لجنة الخمسين لإعداد الدستور طـُرِح أمر الاختيار بين الانتخاب بنظام القوائم والانتخاب بالنظام الفردى. وأى عاقل قادر على النظر الموضوعى يتبيّن أن لكل من النظامين محاسنه وعيوبه وأن هناك ظروفا وملابسات معيّنة يكون فى ظلها أحد النظامين أصلح من الآخر، وظروفا وملابسلت أخرى يختلف فيها الوضع. لكننا رأينا من يدعون لهذا البديل أو ذاك بدلا من مناقشة الأمر موضوعيّا وبيان محاسن البديل الذى يدعون له وتوضيح ملاءمته لظروفنا الراهنة فإنهم يلجأون لاتهام أصحاب وجهة النظر الأخرى بالنفعية والانتهازية وحتى بالخيانة والعمالة.
وقد يكون كل هذا متوقعا من عامة الناس فى ظروف الأزمات والتغيّرات الكبرى، لكن المؤسف أن من هم فى موقع القيادة من السياسيين والإعلاميين ينحازون بدورهم إلى المواقف الأحادية وينساقون إلى تشجيع الفكر الأحادى وإزكاء ناره.
لماذا يستشرى الفكر الأحادى بيننا ونعجز عن التفكير العقلانى الموضوعى؟ هناك للأسف أسباب عميقة بعيدة الأثر، أجمِلها فى ثلاثة أسباب، لن يكون علاجها يسيرا ولا متاحا فى المدى القريب. السبب الأول فى بيوتنا والسبب الثانى فى مدارسنا والسبب الثالث فى موروثنا الدينى. فما دام الطفل عندنا ينشأ تحت نير تربية سلطوية لا تهيّئ لتكوين شخصية ناضجة مستقلة، وما دام تعليمنا المدرسى يقوم على التلقين الذى لا يعرف غير صواب واحد لا مجال معه لبحث أو مناقشة، وما دامت عقيدتنا الدينية، على اختلاف أدياننا، تقوم على مرجعية نـَصّية ثابتة جامدة لا تقبل مساءلة ولا مراجعة، فسيظل تفكيرنا أحاديا سطحيا. نحتاج ثورة فى بيوتنا وثورة فى مدارسنا وثورة فى فهم موروثنا الدينى لكى نكتسب القدرة على التفكير العقلانى الإبداعى.
مدينة السادس من أكتوبر، 2 أكتوبر 2013



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبارة -الرأى والرأى الآخر-
- ضرورة أن نتفلسف
- ثلاث ملاحظات عابرة: المادة 219 والإقصاء ومذابح الأرمن
- إلى أعضاء لجنة الخمسين
- السلفيون، ماذا يريدون؟
- لماذا علماؤنا يفشلون؟
- أفلاطون: قراءة جديدة
- هوامش على مواد تعديل الدستور
- نحن والغرب
- رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة
- دفاعا عن البرادعى
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف
- إلى باسم يوسف: كلمة هادئة
- زمن الفعل
- حدود التنظير
- كل منا له دور يؤديه
- حول الإعلان الدستورى
- الثبات على المبدأ وتجمّد الرأى
- لنحذر الباطل المتدثر بالحق


المزيد.....




- السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع ...
- بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان ...
- ماسة من قلب البركان؟ هكذا عثرت نيويوركية على خاتم خطوبتها بع ...
- لبنان: مروحة على دراجة نارية
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- السودان: البرهان يرفض -المصالحة- مع قوات الدعم السريع ويؤكد ...
- ترامب: بوتين مستعد للتوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا ونأمل في إشرا ...
- يدًا بيد لجعل الذكاء الاصطناعي أداة لنفع الإنسانية
- فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوا ...
- غوتيريش يطالب إسرائيل بوقف فوري لمخطط تقسيم الضفة الغربية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - لماذا نحن أحاديّو الفكر؟