أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - دفاعا عن البرادعى














المزيد.....

دفاعا عن البرادعى


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دفاعا عن البرادعى
داود روفائيل خشبة

لن ألجأ للحيلة الأدبية المعهودة فأجعل عنوان مقالى "ليس دفاعا عن البرادعى"، وإن كنت فى الواقع لا أقصد الدفاع عن شخص البرادعى بل عن مبدأ أو فلنقل عن قيمة حضارية. لكن من حق الرجل أن يسمع كلمة طيبة تقال عنه، فلأضع على مقالى عنوان "دفاعا عن البرادعى" وإن كنت أعرف أن مقالى لن يصل إليه، وإن كنت فى الواقع لن أكتب دفاعا عن موقفه.
اتخذ البرادعى قرارا أملاه عليه عقله وضميره، وحين نتحدث عن شخص له تاريخ وخلفية محمد البرادعى لا يحق لنا أن نشكك فى النوايا أو أن ننقب فى النوايا دون مبرر واضح كاف، لذا ينبغى أن ننطلق من فرضية أن القرار كان بوحى من عقله وضميره. اتخذ إذن الرجل القرار وإذا بالجميع ينهشون فى لحمه ويتحدثون عنه بلغة بالغة الإساءة ويصفونه بأوصاف مهينة.
من حق الجميع أن يخالفوا البرادعى الرأى، ومن حق الجميع أن يقولوا إنه أخطأ إن كان هذا ما يرون، وأنا شخصيا كنت أرى ضرورة فض اعتصامات الإخوان المسلمين وكنت أتعجل هذا الفض وكنت أرى موقف المسئولين متراخيا، مضطربا، إلى الحد الذى يجيز للمواطنين المطالبة بإسقاط هذا النظام الانتقالى كما أسقِط النظام السابق والأسبق.
إذن أنا أميل للقول بأن البرادعى قد جانبه الصواب، وإن كنت لا أوقن من هذا، فلعله كان أبعد نظرا وكنا نحن جميعا على خطأ، لكن ليس هذا هو الموضوع، فإنى أعود فأقول إن من حق الجميع أن يعلنوا أن البرادعى فى منظورهم قد أخطأ خطأ فادحا، لكن، وهذا هو ما أريد توكيده والإصرار عليه، ليس لأى إنسان ولا لأى سلطة أو قوة فى الوجود أن تنكر على أى شخص أن يعمل بما يمليه عليه عقله وضميره.
أول حقوق الإنسان حرية الفكر، وفى رأيى فإن هذا هو الحق الأساسى الذى بدونه لا يكون ثمة معنى لأى حق من حقوق الإنسان حتى الحق فى الحياة. فلا يجوز مطلقا أن ننكر على أى إنسان حق حرية الفكر، ولا يمكن أن يكون لحرية الفكر معنى إذا لم يكن من حق الإنسان أن يعمل بما يمليه عليه فكره الحر. لكن كل من سمعت من منتقدى البرادعى للأسف ينكرون على الرجل هذا الحق الذى بدونه لا معنى للحياة.
المبدأ الذى لا يمكن الانتقاص منه أو المساومة فيه هو أن من حق كل إنسان أن يعمل بما يراه صوابا وأن يتحمل عواقب ذلك. والبرادعى أعلن رأيه واستقال من منصبه وليس هو مسئولا عما قد يترتب على ذلك من نتائج تخرج عن حدود إرادته وسيطرته.
كان من المؤلم جدا أن أرى أشخاصا يـُفترض فيهم العقل وسعة الأفق ينزلقون فى معارضتهم لموقف البرادعى إلى التسفيه والتحقير والإساءة. أن يسمح مجتمعنا بتوجيه هذه الإساءات إلى شخص كان العقلاء منا يكنون له الاحنرام ويرون فيه الحكمة والنبل، أو أن يتسامح مجتمعنا فى هذا، لا يعنى للأسف إلا أننا مجتمع لا يزال بعيدا كل البعد عن التحضـّر.
مدينة السادس من أكتوبر، 15 أغسطس 2013
ملاحظة: تجنبا لأى خلط أو سوء فهم أقول إنى أتحدث عن افتراض حسن النية وعن الفكر الحر، فما أقوله لا ينطبق لا على الذين تتوفر لدينا الدلائل على أنهم يعملون بدوافع انتهازية ولا على الذين يخضعون فى تفكيرهم لإملاء من خارج ذاتهم. ليس هنا مجال الإفاضة فى هذا إنما هى ملاحظة رأيتها واجبة.



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف
- إلى باسم يوسف: كلمة هادئة
- زمن الفعل
- حدود التنظير
- كل منا له دور يؤديه
- حول الإعلان الدستورى
- الثبات على المبدأ وتجمّد الرأى
- لنحذر الباطل المتدثر بالحق
- فى أعقاب 30 يونية
- فى انتظار 30 يونية
- نوعان من الترجمة
- توافق ما لا يتوافق
- لقطة
- من هم العلماء؟
- اعتراف واعتذار
- فى لغة القرآن (2) قصار السور
- فى لغة القرآن (1) مقدمة
- أين الثورة؟
- لماذا الدين؟


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - دفاعا عن البرادعى