أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - أين الثورة؟














المزيد.....

أين الثورة؟


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أين الثورة؟ الإجابة الفلسفية هى: الثورة فى لامكان. الثورة ليست كيانا له وجود موضوعى محدّد حتى تحدّها الأين. يقول قائل: هذه سفسطة. ليكن. لننزل من علياء الميتافيزيقا إلى أرض الواقع الموضوعى، على أن نعود إلى علياء الميتافيزيقا فى نهاية الموضوع، فبغير الميتافيزيقا لا يكون لشىء اكتمال ولا يكون لشىء عمق.
قبل 25 يناير 2011 مررنا بسنين بل بعقود تردّت فيها كل جوانب الحياة المدنية فى مصر، من تعليم وصحة واقتصاد وأمن، إلى حضيض لم نكن آنذاك نتصوّر أن يكون أدنى منه حضيض. وكنا كلنا نتساءل فى ألم وفى خزى: ما كل هذا الخنوع وهذا الهوان الذى اعترانا؟ كيف نسكت على كل هذا القهر والذل؟
ثم حدث فى 25 يناير والأيام التى تلته ما حدث. وفى إبّان ثمانية عشر يوما ولبعض الوقت بعدها امتلأنا حماسا وأشرقت نفوسنا بآمال وأحلام زاهرة. لكن الأمور مضت على غير ما كنا نرجو. وها نحن اليوم فى حال هو من كل الوجوه أسوأ كثيرا مما كنا فيه قبل 25 يناير 2011. وليس بمستغرب أن يرى كثيرون من المواطنين الطيبين أن من حملوا شعلة 25 يناير أوصلونا إلى ما نحن فيه، وليس بمستغرب أن يقولوا إنه كان خيرا لنا لو احتملنا ما كنا فيه وسكتنا عليه. هؤلاء المواطنون الطيبون مخطئون، لكن ليس غرضى اليوم أن أناقش هذا الخطأ، وقد أعود لهذا فى مقال آخر.
أما ما أريد الحديث فيه الآن فهو أن الكثيرين أخذوا يروّجون لنظرية أن كل ما حدث من 25 يناير 2011 حتى اليوم كان نتيجة تدبير مسبق أعدّت له وأشرفت على تنفيذه القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها بالطبع إسرائيل، وربما بالتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين.
لا يمكن لعاقل أن ينكر أو أن يتجاهل أو يجهل أن كل القوى العالمية الكبرى التى تبنى استراتيچياتها على العلم والتخطيط العلمى، تتابع كل ما يجرى فى كل بقاع الأرض، وتضع الخطط، آخذة فى حسبانها كل الاحتمالات، كى تستغل ما يحدث هنا أو هناك لمصلحتها. ومن البديهى أن تلك القوى كانت تعرف أن الأوضاع المتردّية فى مصر تحمل بذور أحداث جسام، يمكن التكهّن ببعض ما قد تؤدّى إليه. ولا شك فى أنه كانت لها خطط وخطط بديلة لاستغلال كل ذلك، إذا ما حدث ووقتما يحدث، لمصلحتها ― مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل فى المكان الأول. ولا أعرف إلى أىّ حدّ كان لجماعة الإخوان المسلمين دور فى كل هذا ― هل كانوا شركاء؟ هل كانوا أداة وجدتها القوى العالمية فى متناولها فاستخدمتها؟ ليس لى رأى فى كل هذا، فأنا لست دارسا للأمور السياسية ولم أكن يوما عميق الاهتمام بمجريات وتفاصيل المعترك السياسى.
حدث إذن فى 25 يناير والأيام التى تلته ما كان كل المخلصين منا يتمنونه ويحلمون به. لكن من قاموا بذلك كانوا شبابا بريئا، تحرّكوا فى عفوية، ولم يجدوا من يساندهم أو يوجههم، مما سهّل للقوى المتربّصة أن تستغلّ الأمر لتحقيق أغراضها. لكن أن يقال إن ما حدث فى 25 يناير والأيام التى تلته كان بعضا من تدبير تلك القوى الخبيثة، فهذا تبسيط وتسطيح مُخِلّ يرتاح له الفكر الكسول الذى لا يحبّ أو لا يقوى على أن يحمل عبء التفكير الذى يلمّ بالأمور من كل جوانبها ويأخذ فى الاعتبار كل أبعادها. ومثل هذا التبسيط والتسطيح لا ينتج عنه إلا فكر مشوّش هو أكثر ضررا من الجهل التامّ.
إذا كان من الظلم أن يقال عن الشباب الذين حملوا شعلة 25 يناير 2011 إنهم كانوا مضلـَّلين، فإنها لجريمة نكراء فى حقهم أن يقال إنهم كانوا ضالعين فى مؤامرة تخدم بعض أغراض القوى الاستبدادية، خارجية أو داخلية، أو حتى أن يقال إنهم، عن وعى أو عن غير وعى، كانوا عاملا فى تنفيذ مثل هذه المؤامرة.
كان ما حدث فى تلك الأيام المجيدة انفجارا أحدثته معاناتنا وخزينا من خذلاننا وهواننا، وحمل شعلته فتيات وفتيان طاهرون أنقياء ― كان بذرة ثورة، فأين هى الآن الثورة؟
الثورة فعل يتولـّد من معنى. طالما بقى هناك عقل واحد يعى معنى العدل فيرفض الظلم والطغيان ويرفض تكبيل حريّة الإنسان، ستظل جذوة الثورة متـّقدة، لن يمحقها أبدا ماحق، وستظل تغذّى إنسانية الإنسان وتتوق لأن تـُعلى كرامة الإنسان فى وجه كل ظلم وكل طغيان.
داود روفائيل خشبة
12 مايو 2013
http://khashaba.blogspot.com



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الدين؟
- الحرية والسلطة
- التاريخ الإسلامى والدولة الإسلامية
- مرجعية الأزهر
- الإخوان والثقافة دونت ميكس!
- وحى الشعراء ووحى الأنبياء
- سورة الفتوى
- حكايتى مع الدين
- حدود احترام أحكام القضاء
- هل بقى أمل؟
- فى الدين (8) الإسلام
- فى الدين (7) المسيحية
- فى الدين (6) اليهودية
- فى الدين (5) البوذية
- فى الدين (4) الهندوكية
- فى الدين (3) زرادشت
- فى الدين (2) نشأة الدين
- فى الدين (1) كلمة تمهيدية
- الهزل والجد فى أمر تعريب التعليم والعلوم
- عبثية التفاهم مع الإسلام السياسى


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - أين الثورة؟