الإخوان والثقافة دونت ميكس!

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 17:54
المحور: كتابات ساخرة
    

مع الاعتذار لـ د. مرسى — الإخوان والثقافة دونت ميكس!
قد يحمل الإخوانى شهادة الدكتوراة فى بعض العلوم الموضوعية أو قد يكون خبيرا ناجحا فى بعض المجالات التطبيقية، لكن لا يمكن أبدا أن يكون مثقـّفـًا. ليس قولى هذا تجنـّيًا، ولا هو انعكاسا لموقفى الرافض لفكر وتوجّهات الإخوان المسلمين، إنما هو قول يستند إلى أسس عقلانية خالصة.
الإخوانى، بتكوينه الفكرى القائم على التسليم بمرجعية فوقيّة سلطويّة لا يجوز أن تناقـَش أو تسائَل، لا يمكنه إلا أن يقارِب العلوم الموضوعية الوضعية بنفس العقلية على أنها معلومات يقينية، واليقين يقتل الإبداع حتما.
وقد يكون الإخوانى متبحّرا فيما يسمّونه "علوم الدين"، وهذا فى مفهومهم هو "العلم" على إطلاقه. هنا تكون الطامة أعظم. فإذا كان اليقين فى العلوم الموضوعية وفى المجالات العملية يقتل الإبداع، فإن اليقين المرتكن إلى سلطة السماء يغتال العقل نهائيّا.
الثقافة فى جوهرها انفتاح على كل مصادر النور. الانغلاق الفكرى، مهما يكن ما انغلق عليه ثريّا، هو نقيض الانفتاح العقلى الذى هو روح الثقافة.
بغير حريّة الفكر لا تكون ثقافة، فالثقافة لا يحدّدها محتوى معيّن. الثقافة ليست منظومة معرفيّة، ولا هى مبادئ نظرية ولا قواعد عملية ولا معلومات موضوعية. الثقافة قدرة على استيعاب المغاير، على التواصل مع الآخر، على استشفاف الإنسان لمكنون أخيه الإنسان.
لهذا أستأذن الرئيس مرسى فى أن أستعير عبارته الأثيرة لأعبّر عن قناعتى بأن الإخوان والثقافة .. دونت ميكس!
ليغفر لى القارئ هذه التهويمة، فهذاالجوّ العبثى المخبول الذى يكتنفنا يطيش بالعقل، حتى إنه ليمكن القول بأن من يستطيع المحافظة على توازنه العقلى فى هذا الجوّ لا بدّ أن يكون مصابا ببلادة الحس.

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل