أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود روفائيل خشبة - حين نتنازل عن عقولنا














المزيد.....

حين نتنازل عن عقولنا


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 14:07
المحور: الادب والفن
    



فى عدد الأسبوع الماضى (23 سبتمبر 2012) نشرت "أخبار الأدب" فى باطن صفحة الغلاف أقوالا منسوبة لعدد من المفكرين تحت عنوان "محمد رسول الله فى عيون مفكرى الشرق والغرب". وليس بالشىء المستغرب أن الكثيرين على مدى التاريخ الإنسانى، لدواعى مختلفة ومن وجهات نظر مختلفة، قد وجدوا فى نبى الإسلام، جوانب أو سمات حازت إعجابهم ورأوها جديرة بالثناء والتقريظ. وبديهى أن الكشف عما فى مثل هذه الأقوال من قيمة إيجابية يستوجب (1) أن نلتزم الأمانة والدقة فى نقل النص الأصلى، (2) أن نضع النص فى سياقه المتكامل، (3) أن نأخذ فى الاعتبار مجمل فكر وموقف صاحب القول. وأنا هنا لست بصدد تمحيص أو تقييم مجموعة الأقوال هذه، إنما أود فقط أن أتقدّم بملاحظتين هامشيّتين.
كان بين الأقوال التى وردت بتلك الصفحة قول منسوب لـ كارل ماركس تحت عنوان "رسالته علم ونور ومعرفة" نصّه كالآتى:
"هذا النبى افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة. حرى أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة. وبما أن هذه التعاليم التى قام بها هى وحى فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير ... جدير بكل ذى عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض".
وبصرف النظر عن أن العبارة بصياغتها هذه تكشف فى جلاء لـ "كل ذى عقل" ما فيها من زيف، إلا أنى لن أعلق على العبارة ذاتها، إنما يتجه تعليقى إلى ما نشره مجدى العفيفى (الذى خلف الأديبة المتميزة عبلة الروينى فى رئاسة تحرير "أخبار الأدب") فى ذيل مقاله الافتتاحى فى العدد الأخير (30 سبتمبر 2012). وفيما يلى نص ما كتبه مجدى العفيفى تحت عنوان "إجابة تبحث عن سؤال!"، أنقله كما جاء حتى بما فيه من أخطاء إملائية وشكلية:
"إلى الأخوة الماركسيين الذين يتساءلون عن مصدر مقولة كارل ماركس عن سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم"، وملائكته أقول لهم ان رؤيته الدينية قد نشرها المفكر الراحل د. رشدى فكار فى حديث له لصفحة أخبار الأدب عام 1980 أجرته الكاتبة الصحفية "حسن شاه" تحت عنوان "ماركس عاد إلى الله فى آخر حياته" وهو نفس المعنى المسجل على موقع د. يوسف القرضاوى كما ان رأى ماركس موجود فى عشرات المواقع الإلكترونية وفى العديد من الدراسات والبحوث، لمن أراد أن يقرأ بحيادية وموضوعية.
"لكن تشبعهم بـ "نبى" الماركسية (!!!) يحول بينهم وبين الحقيقة .. مع أننا لسنا فى حاجة إلى شهادة أحد، أى أحد، فأنا قوى بفكرى وثقافتى وفى مواجهة أعتى العواصف فلماذا التهافت؟ وتهافت التهافت للأفكار!."
فى شأن الفقرة الأولى من رد مجدى العفيفى أكتفى بالقول بأن من كان لديه أدنى فكرة عن أصول البحث العلمى والبحث الأدبى يستطيع أن يحكم على الفور بهزال وضحالة وغيمومة الفكر الذى أملى هذه العبارة. أهكذا يكون تأصيل نص منسوب لمفكر قريب العهد من زماننا، كـُتـُبه ورسائله، وسيرة حياته، كلها فى متناولنا؟ هذه فضيحة ثقافية جدير بـ مجدى العفيفى أن يخجل منها. أما الفقرة الثانية فلا يمكن وصفها إلا بالغوغائية والتهريج. ترى، من يظن هذا الكاتب أنه يخاطب؟ إن من يظن أن هذا السخف يمكن أن يكون مستساغا عند قراء "أخبار الأدب" يستخفّ بعقول القراء ويوجه لهم من الإهانة ما يجيز لهم أن يقاضوه، وأن يكتب رئيس تحرير جريدة أدبية هذاالهراء معناه أننا قد انحدرنا إلى درك سحيق.
أنتقل إلى نقطتى الثانية، وأقدّمها فى إيجاز شديد. كان بين الأقوال التى أوردت فى صفحة "محمد رسول الله فى عيون مفكرى الشرق والغرب" ما قاله الكاتب الأمريكى مايكل هارت فى مقدمة كتابه "مائة". كانت الكلمة "مائة" هى كل عنوان الكتاب الذى أورد فيه مايكل هارت نبذات مختصرة عن مائة من الشخصيات التى كان لها تأثير كبير فى حياة الناس قديما أو حديثا. وأوضح الكاتب أن معياره الوحيد فى اختيار المائة وفى ترتيبهم هو اتساع مدى تأثيرهم، سواء كان التأثير فى مجال الخير أو فى مجال الشر. ليس الكتاب بين يدى الآن، فأنا أكتب اعتمادا على الذاكرة، لكن على ما أظن فإنه كان بين من اختارهم هتلر وغيره ممن تسببوا فى شقاء الملايين من البشر. لست أريد التعليق على النص المنسوب للكاتب لأن الأصل ليس فى متناولى ولأنه على أى حال لا يحتوى ما يتطلب التعليق. إنما أردت أن أذكر أن الكتاب ترجمه أنيس منصور فجعل عنوانه فى الصيغة العربية: "العظماء مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم" (مرة أخرى أعتمد على الذاكرة) ولم يكن فى هذا شىء من الأمانة، فالمؤلف لم يقل عن محمد إنه أعظم المائة بل أبعدهم مدى فى التأثير. كان لأنيس منصور ما أراد من رواج للكتاب، وقد لا نرى ضيرا فى هذا، لكن العشرات وربما المئات من الناس قد استشهدوا بالعنوان العربى للكتاب وكأنه شهادة موضوعية. ومرة أخرى فإننا لا نغمط الناس حقـّهم فى أن يجدوا ما يعزّز فخرهم وزهوهم بما يعتزون به. لكننا نقول إن اعتياد خداع النفس والرضى به يبقينا محبوسين فى أوهامنا ويعوقنا عن التقدّم إلى الأمام.
يا ناس، إن تنازلنا عن عقولنا نتنازل عن إنسانيتنا.



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر خلط المفاهيم
- السبيل لتحرير العقل العربى
- مواد الحريات فى الدستور المقترح
- مشكلة الدين
- نقد الدين ضرورة حضارية
- كيف نتحرر من أوهامنا؟
- هوامش على -لغتنا والحياة- ل عائشة عبد الرحمن -بنت الشاطئ-
- أخلاط هواجس
- ما شأن الله بالدستور؟
- القيم والدين
- سفسطة إخوانية
- ثيوقراطية الدستور المقترح
- هيپاتيا: الحقيقة، الأسطورة، الأكذوبة
- كم يسيئون إلى إلإههم!
- الدين: مفهومان متناقضان
- الدولة المدنية والدولة الدينية
- لغة الإسلام السياسى
- الفيلسوف والسياسة
- من هو المثقف؟
- هل الإخوان شركاء الثورة؟


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود روفائيل خشبة - حين نتنازل عن عقولنا