أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - مشكلة الدين














المزيد.....

مشكلة الدين


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 02:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يواجهنا الدين بمشكلة كبرى. وفى اعتقادى أن أصدقائى من اللادينيين والملحدين لا يقدّرون أبعاد المشكلة حق التقدير. لقد كان الدين عبر تاريخ الإنسان قوة عظيمة الأثر فى الجماعات البشرية. وإن صح أن ما ألحقه الدين بالبشر من بلاء يتجاوز ما أسداه من خير، فإن النظرة الموضوعية لا يمكن إلا أن تعترف يأنه فى مراحل كثيرة من تاريخ البشر كانت للدين وظيفة حيوية إيجابية، وأن الدين لا تزال له هذه الوظيفة الحيوية الإيجابية فى قطاعات عريضة جدا من جموع الجنس البشرى.
يمثل الدين بالنسبة للغالبية العظمى من البشر ركيزة أساسية لحياتهم تضفى عليها معنى وقيمة. وقبل أن يَهُبّ القارئ فى وجهى غاضبا أذكـّره بأنى أكتب من منطلق مناوئ للدين، وأنّ لى أن أستعير كلمات مارك أنطونى فى مسرحية يوليوس قيصر لـ شكسپير فأقول: ما جئت لأمدح قيصر بل لأدفنه. لكن الغالبية العظمى من البشر عامة ومن شعبنا خاصة تؤمن بالدين إيمانا قويا راسخا، ومحاولة محاربة الدين بكشف ما فيه من لاعقلانية وما جرّه على البشرية من ويلات لن تكون نتيجتها إلا أن تفقد القوى العقلانية والتحررية كل فرصة للتأثير على جموع البسطاء من الناس. وحتى فى الغرب الذى انتشر فيه التفكير العلمى وقطعت فيه العقلانية شوطا طيبا فإن شطط مجموعة تيار ما سُمِّى بالإلحاد الجديد لم يأت إلا بنتيجة عكسية، ومع أن مؤلفات هذه المجموعة لاقت رواجا عظيما أكسب كتابها مكسبا ماديا طائلا، إلا أننا لو سألنا: مَن يا ترى قرأ هذه الكتب ومَن تحمّس لها لوجدنا أنهم من كانوا مقتنعين بدعواها من قبل، أما المتدينبن فلم تزدهم إلا تشبّثا بدينهم.
إننا كى نحارب سيطرة الدين، خاصة فى أسوأ صوره، على عقول الجماهير، نحتاج وسائل أهدأ وأبعد مرمى. هذا عمل التثقيف والتنوير عن طريق التعليم والتربية ونشر العلوم والأدب الجاد والفن الرفيع. ولكن ليس هذا مقصدى الآن. إننا الآن نواجه خطرا داهما، فالإسلاميون، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون، يُحكمون قبضتهم على البلاد العربية وعلى مصر على وجه الخصوص. هذا الخطر الداهم يتحتم على كل مثقف، كل عقلانى، كل وطنى مخلص، أن يحاربه بكل ما أوتى من قوة.
إنهم يسلبون عقول الجماهير بأكاذيب وضلالات، ويستغلون إيمان بسطاء الناس. هؤلاء لا يصلح فى حربهم أن نـُظهر ما فى عقيدتهم من مساوئ وتناقضات. ليست غايتنا أن ندخل فى حوار عقلانى معهم، إنما غايتنا ألا نمكنهم من السيطرة على جماهير الشعب وأن نكسب هذه الجماهير إلى جانبنا، ولكى نحقق هذا علينا أن نحارب الإسلاميين لا فى عقيدتهم وإنما فى أطماعهم السياسية. إنهم يسعون للسلطة والقوة والمال. ربما تكون منهم قِلـّة يدفعها هوس عقائدى، لكن قادتهم، كل قادتهم، منافقون هدفهم وغايتهم السلطة والقوة والمال، وهذا ما يجب أن نصل به إلى وعى الجماهير.
إن مما يخدم غرض الإسلاميين أن ينزلق العلمانيون والتحرريون والوطنيون إلى مجابهتهم فى معركة يملكون هم مفاتيخها ويملكون أسلحتها. علينا أن نأخذهم إلى حيث يقفون عراة، مفضوحة أباطيلهم، مكشوفة أطماعهم.
هذه معركة فـُرضت علينا وعلى كل واحد منا، كل امرأة حرّة وكل رجل حرّ، أن يبذل فيها جهد طاقته.
القاهرة، 26 أغسطس 2012



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الدين ضرورة حضارية
- كيف نتحرر من أوهامنا؟
- هوامش على -لغتنا والحياة- ل عائشة عبد الرحمن -بنت الشاطئ-
- أخلاط هواجس
- ما شأن الله بالدستور؟
- القيم والدين
- سفسطة إخوانية
- ثيوقراطية الدستور المقترح
- هيپاتيا: الحقيقة، الأسطورة، الأكذوبة
- كم يسيئون إلى إلإههم!
- الدين: مفهومان متناقضان
- الدولة المدنية والدولة الدينية
- لغة الإسلام السياسى
- الفيلسوف والسياسة
- من هو المثقف؟
- هل الإخوان شركاء الثورة؟
- بكائية للثورة
- ضرورة نقد الدين
- المفهوم الفلسفى للدين
- مسيرة الفكر الإنسانانى


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - مشكلة الدين