أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - فى الدين (3) زرادشت














المزيد.....

فى الدين (3) زرادشت


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل الأديان التى نعرفها، سواء ما هو قائم منها فى وقتنا هذا مثل الهندوكية والشنتوية واليهودية أو ما اندثر منها خلال الألف أو ألفى عام الأخيرة، كلها ترجع لأصول فى عصور ما قبل التاريخ. وليس بين كل من نعرفهم بوصفهم "مؤسّسين" لبعض من هذه الأديان من هو بالفعل مؤسّس لدين جديد تماما، إنما كل منهم عمل فى إطار تراث دينى سابق.
هكذا كان حال زرادشت الذى عاش فى بلاد الفـُرس (إيران) نحو منتصف القرن السابع قبل الميلاد أو قبل ذلك، وصارت تعاليمه ديانة رسمية لإمبراطوريات فارسية متعاقبة على مدى عدة قرون حتى أخذ الإسلام يحل محلها بدءًا من النصف الثانى من القرن السابع الميلادى، حتى انحصرت فى الوقت الحالى فى طائفة محدودة العدد تتمركز أساسا فى أنحاء من الهند وقلة لا تتجاوز عشرات الآلاف بقيت فى إيران.
كان زرادشت إذن فى الأساس مصلحا لتراث دينى نشأ فى ظله وتشبّع بتعاليمه ومعتقداته. كان الفـُرس يؤمنون بوجود عديد من الآلهة، بعضها يأتى بالخير وبعضها يأتى بالشرّ، وليس هذا بالأمر المستغرب، فنحن نرى قوى الطبيعة، التى لا مجال للشك فى سطوتها وجبروتها، تأتينا بخير كثير لكنها أيضا تـُنزل بنا الكوارث والهلاك وتأتينا بالكثير من البلاء والشقاء.
انشغل زرادشت بمسألة الخير والشر ورأى أن هناك صراعا متأصّلا فى الطبيعة بين الخير والشرّ، وكان فى هذا متـّفقا مع تراثه الدينى، لكن أصالة فكر زرادشت تبدّت فى أنه أعلن أن خير الإنسان وقيمة الإنسان تتمثـّل فى أن يعمل على غلبة الخير على الشرّ. على الإنسان أن يختار الانحياز لإله الخير، أهورا مازدا، وأن ينال صحبة الإله بالعمل على أن يكون شبيها بالإله. واتـّساقا مع هذا كان زرادشت نصيرا للفقراء والمساكين والمغلوبين على أمرهم، وكان يدين كل أعمال القهر والاستبداد.
كتاب الزرادشتية المقدّس يسمّى الـ "أڤيستا" ويتضمّن أقوال زرادشت وبعض الترانيم التى تسمّى الـ "جاثا"، وفى العصور اللاحقة، وكما يحدث فى كل الأديان، أضيف الكثير للكتاب الأصلى، وأصبح أتباع الدين منقسمين بين من يلتزمون بالأصل القديم ومن يرون أن كل ما وصل إليهم مقدّس ومن وحى السماء. وكذلك نشأت بعد موت زرادشت حكايات مختلقة عن معجزات وخوارق أحاطت بمولده، وهذا أيضا شىء نراه يتكرّر فى كل الأديان.
وكان فى تراث الديانة الفارسية، سواء فى ماضيها السابق على زرادشت أو ما بعد ذلك، الكثير من المفاهيم والمعتقدات التى انتقلت إلى ما جاء بعدها من ديانات، مثل مفاهيم الشيطان، والنعيم والجحيم، والميلاد من عذراء، والبعث، وحساب يوم الدينونة. لكنى لن أسترسل فى هذا هنا.



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى الدين (2) نشأة الدين
- فى الدين (1) كلمة تمهيدية
- الهزل والجد فى أمر تعريب التعليم والعلوم
- عبثية التفاهم مع الإسلام السياسى
- ما العمل؟
- حين نتنازل عن عقولنا
- خطر خلط المفاهيم
- السبيل لتحرير العقل العربى
- مواد الحريات فى الدستور المقترح
- مشكلة الدين
- نقد الدين ضرورة حضارية
- كيف نتحرر من أوهامنا؟
- هوامش على -لغتنا والحياة- ل عائشة عبد الرحمن -بنت الشاطئ-
- أخلاط هواجس
- ما شأن الله بالدستور؟
- القيم والدين
- سفسطة إخوانية
- ثيوقراطية الدستور المقترح
- هيپاتيا: الحقيقة، الأسطورة، الأكذوبة
- كم يسيئون إلى إلإههم!


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - فى الدين (3) زرادشت