أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - إلى باسم يوسف: كلمة هادئة














المزيد.....

إلى باسم يوسف: كلمة هادئة


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب باسم يوسف مقالا هاما فى عدد "الشروق" الصادر يوم الثلاثاء 30 يولية 2013. المقال فيه الكثير جدا مما يجب أن نستمع إليه فى هدوء ونراجع على ضوئه مواقفنا، فكلنا معرضون لأن ننجرف وأن نندفع، والمؤلم أن أكثر الناس عرضة للانجراف والاندفاع هم الصادقون المخلصون الذين يحركهم التزامهم بمبادئهم لا أى مقاصد ذاتية نفعية. وهذا بالضبط ينطبق على باسم يوسف وأمثاله ممن يدفعهم التزامهم المطلق بمبادئهم إلى الدخول فى منطقة غائمة ينمحى فيها الخط الفاصل بين الحق والباطل.
إننى أتفق مع باسم يوسف فى معظم ما قال بل وأتحمس لمعظم ما قال، لكنى أتوقف عند نقطتين.
النقطة الأولى تخص الدعوة للجلوس إلى مائدة المفاوضات، ونحن نعلم أن الكثير من الصراعات والحروب وخاصة الحروب الأهلية تنتهى بالجلوس إلى مائدة مفاوضات وما كان يمكن لها أن تنتهى على أى نحو آخر. لكن تلك الصراعات والحروب تدور حول مصالح مادية محددة، إذا لم يمكن لأحد طرفى الصراع أن يبيد أو أن يقمع الطرف الآخر فلا يكون أمام الطرفين إلا الوصول إلى حل وسط لا يحقق لأى الطرفين كل مطلبه لكنه يحقق لكل من الطرفين بعضا من مطلبه. ولكن كيف يمكن الجلوس إلى مائدة مفاوضات حيث يؤمن أحد الطرفين أو أحد الأطراف بأنه يملك تفويضا إلهيا ليس له أن يتنازل عن شىء منه أو أن يعدّل فى شىء منه؟ قد يكون ذلك الطرف من الانتهازية وقد يبلغ به إدراك ضعف موقفه الواقعى بحيث يتظاهر بقبول حل يبدو أن فيه بعض التنازل، لكنه بحكم إيمانه بتفويضه الإلهى لا بد أن يضمر نقض الاتفاق فى أول فرصة تتاح له. ويزداد الأمر استفحالا حين يتضمن التفويض الإلهى لذلك الطرف إباحة بل ضرورة اللجوء للعنف والقتال. وهذا بالضبط ما يغيب عن الجهات الدولية الداعية للتفاوض والتوافق "بين كل الأطراف".
وأسمح لنفسى هنا بالخروج قليلا عن إطار موضوعى لأقول بأنى أرى أن إفساح المجال لأى من فصائل "الإسلام السياسى" بالعمل فى المجال السياسى يهدم الديمقراطية والدولة المدنية من أساسها. لقد كان السماح بقيام الأحزاب الدينية هو ما أوصلنا لما نحن فيه، وإذا لم نغلق هذا الباب نهائيا فسنصل حتما إلى دولة ثيوقراطية تضيع فيها أحلام الحرية وأحلام التقدم الحضارى.
أصل الآن إلى النقطة الثانية. يستنكر باسم يوسف إطلاق دعاوى التخوين على من يعارضوننا أو يخالفوننا فى الرأى. ومرة أخرى أقول إنى أتفق مع باسم يوسف فى معظم ما يقول فى هذا الشأن. ولكن حين يرمى بعضنا الإخوان المسلمين بأنهم خونة قد يكون الاعتراض تقنيّا لغويّا لا أكثر، متوقفا على تعريفنا لمفهوم الخيانة. المعروف أن جماعة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى أو أممى تنمحى فيه حدود الدولة. وأعتقد أنه من الواضح لأى مشاهد موضوعى أن الإخوان المسلمين فى مصر وفى غيرها من البلاد العربية والإسلامية قد أثبتوا بالفعل وبالقول أن انتماءهم ليس للوطن وأن عملهم كله ليس موجها لمصلحة الوطن بل لمصلحة النظام العالمى الإسلامى الذى يعملون لتأسيسه. أن نسمى هذا خيانة أو لا نسميه خيانة لا يغيّر من الأمر شيئا.
ختاما أكرر، مشكلتنا مع الإخوان وغيرهم من جماعات الإسلام السياسى أننا لا نواجه أحزابا سياسية لها برامج نختلف عليها بل نواجه تيّارا يؤمن بأنه مكلف من السماء بأن يقاتل ويقتل ويحرق ويدمر ليقيم دولة الخلافة.



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الفعل
- حدود التنظير
- كل منا له دور يؤديه
- حول الإعلان الدستورى
- الثبات على المبدأ وتجمّد الرأى
- لنحذر الباطل المتدثر بالحق
- فى أعقاب 30 يونية
- فى انتظار 30 يونية
- نوعان من الترجمة
- توافق ما لا يتوافق
- لقطة
- من هم العلماء؟
- اعتراف واعتذار
- فى لغة القرآن (2) قصار السور
- فى لغة القرآن (1) مقدمة
- أين الثورة؟
- لماذا الدين؟
- الحرية والسلطة
- التاريخ الإسلامى والدولة الإسلامية
- مرجعية الأزهر


المزيد.....




- بسبب -كثرة المصافحات-.. البيت الأبيض يكشف سبب ظهور كدمات على ...
- للمرة الأولى في الإتحاد الأوروبي.. سلوفينيا تمنع وزيرين إسرا ...
- مراسلون بلا حدود: ترامب يستلهم أساليب الأنظمة الاستبدادية
- حرب غزة تسبب مشاكل عقلية لآلاف الجنود الإسرائيليين
- مسؤول سوري: القصف الإسرائيلي يعرقل البحث عن الأسلحة الكيميائ ...
- -عدالة مُضللة-.. كيف دمرت خوارزميات البريد البريطاني حياة ال ...
- بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
- راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع ...
- أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها ...
- محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - إلى باسم يوسف: كلمة هادئة