أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - داود روفائيل خشبة - إلى أصدقائى الماركسيين














المزيد.....

إلى أصدقائى الماركسيين


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 16:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



قـَدَرى أن أغضِب أصدقائى. أغضِب أصدقائى الملحدين لأنى، وإن كنت أرفض كل الأديان المؤسسية وأرفض فكرة الإله الخالق وأستسخف فكرة الخلق من عدم، إلا أنى أرى أن هناك شيئا يمكن أن نسميه الدين بمعنى ما، أو أن نسميه الحياة الروحية، وهذا الشىء أراه ضرورة لكمال الحياة الإنسانية. وكذلك أغضِب أصدقائى الماركسيين لأنى، وإن كنت شديد الإعجاب بمؤسّسى الماركسية وشديد الحماس لمثالياتهم وأهدافهم، إلا أنى آخذ على أصدقائى الماركسيين أصوليّتهم. وأرجو ألا يُغضِبهم استخدامى لهذه الكلمة، فأنا لا أريد إساءة، بل أستخدمها استخداما اصطلاحيّا موضوعيّا.
فى شبابى، أى منذ ما يكاد يقرب من سبعين عاما، قرأت بعض أعمال كارل ماركس وعلى رأسها كتابه العمدة "رأس المال"، وقرأت بعض كتابات إنجلز. وفى شبابى كان من الممكن أن أنضم للحزب الشيوعى لولا أنى لم أستسِغ أن تكون هناك توجيهات تـُطاع وأن تكون هناك أفكار لا تناقـَش ولا تراجَع. (إلى جانب كونى بطبيعتى لست مهيّأ للعمل فى جماعة ولا أصلح إلا للعمل فى عزلة.)
لقد كان ماركس إنسانا عظيما فى إنسانيته، وكان إنسانا عظيما فى فكره، وكانت أهدافه وغاياته نبيلة، لكنه كوّن نظرياته على أساس معطيات عصره وموضعه من الزمان والمكان، مستندا إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتقنية فى أوروپا القرن التاسع عشر، فترك لنا نظريات وبصائر يمكن أن نستلهمها، لكن ليس مما يقبله العقل أن نتوقع أن نجد فيها ما يمكن أن نحدّد على أساسه خططنا ومساراتنا فى عالم تغيّرت فيه كل الأوضاع، اجتماعية واقتصادية وإنتاجية. ولا أرى لزوما لأن أستفيض فى هذا.
مؤخـّرا نـُشِر لى فى هذا الموقع مفال بعنوان "ما هى الفلسفة؟" وجاءتنى تعليقات من ماركسيين، تكرّموا بأن وضـّحوا لى فيها مبادئ وأسس "علم الفلسفة". وأنا أستميحهم عذرا فأنا لا أستطيع أن أقبل أن تـُعَدّ الفلسفة علما. ولقد كان المفكرون فى الغرب على مدى زمن طويل يعدّون الفلسفة علما، وكان على رأسهم مفكـّرو الكنيسة الكاثوليكية. ولكن كل ذلك انتهى إلى لا شىء. وهناك بالطبع فروع تـُلحق بالفلسفة يمكن أن تـُعَدّ بين العلوم بالمعنى الدقيق، من بينها المنطق و ميثودولوچيا (منهجية) البحث العلمى ومباحث أخرى مستحدثة يقحمونها على الفلسفة. لكن ليست هذه هى الفلسفة التى تتعامل مع ما يؤرّق الإنسان حين يحار فى معنى وجوده وغاية وجوده، وحين يتأمل القِيَم والمثل التى تجعل لحياته قيمة برغم يقين فنائه المحتوم. وقد يكون علم الفلسفة الذى يحدثنى عنه أصدقائى الماركسيون بين هذه العلوم التى تلحق بالفلسفة كفروع متخصصة، لكن حتى فى هذه الحالة لا أستطيع أن أصدق أن يكون هذا العلم كاملا ثابتا مستقرّا يقينيا كما يوحى حديث أصدقائى الماركسيين.
أرجو ألا أكون قد أغضبت أصدقائى الماركسيين كثيرا. وأنا أعلم أنى لا يمكن أن أكون قد أقنعتهم. لكن يمكن أن نتفق على أمر يرضيهم ويرضينى: أترك لكم علمكم الفلسفى واتركوا لى فلسفتى اللاعلمية التى لا يقين فيها ولا ثبات ولا دوام. وإذا سأل سائل: فما قيمة هذه الفلسفة؟ أجيبه أن قيمتها أنها تتيح لى أن أعجَب وأن أحار وأن أتساءل وأن أفكر وأعمِل عقلى، فهذه هى الحياة الجديرة بالإنسان فى نظرى. أنا لا أريد فلسفة تريح عقلى وتسلبنى الحيرة والدهشة والريب والقلق.



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هى الفلسفة؟
- الأحزاب الدينية والمرجعية الدينية
- أفلاطون الذى ظلموه
- لماذا نحن أحاديّو الفكر؟
- عبارة -الرأى والرأى الآخر-
- ضرورة أن نتفلسف
- ثلاث ملاحظات عابرة: المادة 219 والإقصاء ومذابح الأرمن
- إلى أعضاء لجنة الخمسين
- السلفيون، ماذا يريدون؟
- لماذا علماؤنا يفشلون؟
- أفلاطون: قراءة جديدة
- هوامش على مواد تعديل الدستور
- نحن والغرب
- رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة
- دفاعا عن البرادعى
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف
- إلى باسم يوسف: كلمة هادئة
- زمن الفعل
- حدود التنظير


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - داود روفائيل خشبة - إلى أصدقائى الماركسيين