أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - قوى التغيير وفن الاقناع















المزيد.....

قوى التغيير وفن الاقناع


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 08:55
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



اشرنا في الحلقات السابقة ان الناخبين العراقيين سيتوزعون في انتخابات( 2014 ) على ثلاثة مواقف:
الأول:المنتمون الى احزاب السلطة والمنتفعون منها،
الثاني:المنتمون الى القوى المدنية والديمقراطية والدينية المعتدلة والمتعاطفون معها،
والثالث:الجماهير الموزعة بين العازفين عن المشاركة في الانتخابات،والمترددين،والمنتظرين ظهور بديل جديد .
وأوضحنا ان التنافس سيكون بين جبهتين:
الأولى:المنتمون الى احزاب الاسلام السياسي في السلطة..وتمثل:قوى الثابت،
والثانية:المنتمون الى الاحزاب المدنية والكيانات الصغيرة والمتعاطفين مع العلمانيين والديموقراطيين،وتمثل :قوى التغيّر.
واستنتجنا ،من مؤشرات احصائية، حقيقتين:
الأولى:ان عدد المنتمين الى الأحزاب والكتل السياسية اقل من عدد اللامنتمين،
والثانية:ان الذي يحسم نتائج الانتخابات هم اللامنتمون.وأن رهان القوتين (الثابت والمتغيّر) سيكون على جمهور اللامنتمين..ايهما يكسب منهم اكثر.
والواقع ان قوى الثابت ليست بها حاجة الى الاقناع كحاجة قوى التغيير،لأن المنتمين الى احزاب السلطة والمنتفعين منها يريدون المحافظة على المكاسب المادية والسياسية والاعتبارية التي حصلوا عليها..بمعنى ان رهان هذه القوى على اغلبهم مضمون واكثر ما تحتاج اليه هو اقناع اللامنتمين بانها الخيار الافضل، وأن القرار الصحيح هو منح اصواتهم لها او تحييد مواقفهم.
ومع حصول انقسامات وحراك وتكتيكات وتداخلات واعادة انتشار في كتل وكيانات قوى الثابت فان قوى التغيير تبقى اكثر تباعدا فيما بينها وأكثر حاجة الى الاقناع.
فن الاقناع
الاقناع هو عملية تغيير او تعزيز المواقف او الاراء او المعتقدات او السلوك.
هذا يعني ان للاقناع مستويات.ففي حال الانتخابات فأنك تستطيع ان تغير رأي المواطن العراقي بأن يشارك فيها وتجعله يتفق معك بان الانتخابات مهمة،ومع ذلك فانه يبقى على موقفه ويعطيك مبرراته بانه لن يشارك..بمعنى انك احدثت تغيرا في الرأي لكنك لم تحدث تغيرا في السلوك.
وانت تستطيع ان تقنع ناخبا آخر بأن القائمة (س) افضل له ولأطفاله من القائمة (ص)..ويتفق معك بانها أفضل..ومع ذلك فانه يعطي صوته للقائمة (ص).
وكلا الحالتين حصلتا في الانتخابات السابقة..وكنّا كتبنا في حينها مقالة بعنوان:(الشيوعيون..قلوب الناس معهم وأصواتهم لغيرهم!).
هذا يعني ان الاقناع الناجح في الانتخابات هو احداث تغيير في سلوك (موقف) المواطن في تحقيق هدفين:
الأول: ضمان مشاركته الفعلية في الانتخابات،
والثاني:ضمان اعطاء صوته للقائمة التي يدعو لها القائم بعملية الاقناع.
ان الهدف الأول سيكون عاما..بمعنى ان جميع الكيانات المشاركة في الانتخابات ستدعو الى ذلك،فيما الهدف الثاني سيكون خاصا..وهنا بالتحديد يكمن نجاح او ضعف او فشل الاقناع على مستوى القائمين به من القوائم المتنافسة.
متطلبات الاقناع
ما عاد الاقناع..اجتهادا..بل علما له اصوله ومتطلباته لا تحتويها مقالة واحدة..لكننا نوجز اهمها بالآتي:
*المصداقية.لكي تقنع الاخرين بما تريد،ينبغي ان يصدّقوا حديثنا اولا،ولكي يصدّقوا حديثنا ينبغي ان يكون حديثا صادقا،ولكي يكون حديثنا صادقا ينبغي ان يكون واقعيا.
تلك نتيجة توصل اليها خبراء الاقناع.فانت لو كنت من ابرع الخطباء وضليعا في المناقشات والجدال،ولكن ما لم تكن صادقا في قولك فلا يمكن ان يصدّقك الاخرون.
وكثيرون يعتقدون ان الصدق يعني شعورك انك صادق فيما تقول،فيما الصدق لا يكون صدقا الا حين يصدّقك الآخرون.
والملاحظ ان جميع او معظم البرامج السياسية التي اعلنتها الكيانات رسمت عوالم خيالية للمواطن شبيهة بالجنة التي تعد المؤمنين بالمتع التي حرموا انفسهم منها في الدنيا او افتقدوها!.وهذا يعني ان معظم العراقيين سوف لن يكترثوا كثيرا بما هو مكتوب في البرامج الانتخابية،الا ذلك البرنامج الذي يمتاز بالواقعية والمصداقية وطريقة او اسلوب ايصاله للناس.
*القائم بالاقناع
يتوقف نجاح الاقناع على تمتع القائم به بالخصائص الآتية:
- ان يكون من ذوي السمعة الحسنة وله رصيد طيب بين الناس.
- ان يبذل قصارى جهده لكي يكون في موقف حيادي..وان يكون بعيدا عن اهوائه الشخصية.
- ان لا يوحي مظهره بانه مخادع او مزيف.
- ان يمتلك مهارة عالية في لغة الجسد،تؤثر ايجابيا في لغته المنطوقه.
هذا يعني ان على القوى الوطنية والديمقراطية ان تحسن اختيار القائمين بالاقناع لها بالمواصفات اعلاه ،وليس على قادتها بالضرورة..فكثير من القادة السياسيين كانوا سببا في فشل قوائمهم الانتخابية،اما لأنهم كانوا وجوها مكروهة(تلفزيونيا بشكل خاص)او انهم يفتقدون الى مهارات الاقناع..او انهم يكثرون من العبارات او المفردات المبالغ فيها مثل:مطلقا،اكيد،مستحيل..وعبارت
التردد واللعثمة والانكار والكلمات المطاطة.
انواع الجمهور
كثير من القائمين بالاقناع يتعاملون مع جميع الحاضرين باسلوب واحد،وهذا خطأ كبير لأن الجمهور ليس واحدا بل خمسة انواع هي:
*الجمهور المعارض
*الجمهور المحايد
*الجمهور غير المهتم
*الجمهور المؤازر
*والجمهور المختلط
وكل نوع منها يتطلب استراتيجية اقناع تختلف عن الاخرى.ففي الجمهور المختلط على القائم بالاقناع ان يكون محايدا في طرح افكاره،وأن يستهدف الفئة الكبرى فيه،وان لا ينتقد معتقدات الآخرين حتى لو كانت تبدو له سخيفة.وفي الجمهور المؤازر عليه اعادة شحنه وتعزيز التفاؤل وتحصينه ضد حجج خصمه،فيما الجمهور غير المهتم يعلم مقدما عن موضوعك ولا يكترث بما ستقول لأنه يائس من اصلاح الحال،وعليك تنشيطه بسرد قضايا مماثلة ادت الى مآسي شملت من كان غير مهتما،وان تستعين بخبراء يتمتعون بالثقة والمصداقية تستشهد بهم على صحة ما تقول.اما الجمهور المعارض فعليك ان لا تبدأ باستهداف تغيير ارائهم كي لا تثير حفيظتهم ضدك،بل التركيز على اوجه الاتفاق المشتركة،فان نجحت في تحييدهم تكون قد حققت تقدما.
ان هذا التوصيف الموجز يحتاج الى تدريب القائمين بالاقناع على استراتيجياته الخمس،واستراتيجية أخرى تخص التحدث عبر الفضائيات والاذاعات،بأن يفهم ان من اكثر الطرق تأثيرا في ذهن المتلقي للرسالة،ان يعبّر المتحدث عن الصورة السلبية للواقع ثم الصورة الايجابية.غير ان هذا يحتاج ايضا الى فن تبيان اسباب هذه الصورة السلبية بعيدا عن الهجوم على اشخاص معينيين.
ان ما قدمناه يمكن ان تستفيد منه كل القوى السياسية في حملاتها الانتخابية التي سيكون هدفها اقناع العراقيين بالتصويت لصالحها.ومع ان الاشهر الثلاثة القادمة التي تسبق موعد الانتخابات ستكون حبلى بالاحداث،فان القوى التي ستجيد استخدام فن الاقناع بمضمونه العلمي وتنتقي من يمتلك المعرفة والمهارة في اللغتين المنطوقة والجسدية،والقبول الاجتماعي..سيكون حظها اوفر مما تتوقع.واظن ان العراقيين قد اكتسبوا الخبرة ،فضلا عن انهم اذكى الشعوب العربية بشهادة دراسة عالمية نشرت نهاية عام 2013.
تمنياتنا لذوي النوايا الحسنة من كل الاتجاهات السياسية المؤمنين بالديمقراطية،بالموفقية في تولي امور البلاد في وطن يمتلك كل مقومات الرفاهية لأهله.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟
- حملة:من اجل اغنية عراقية فيها ذوق ومتعة روحية
- حرب الفوضى- تحليل سيكوبولتك
- المرجعية والتغيير في انتخابات 2014
- ثقافة نفسية(99): العراقيون وسيكولوجيا اللوم
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان- جان دمو وسركون بولص ا ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان - جان دمو وسركون بولص ...
- الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان-جان دمو وسركون بولص ان ...
- ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!
- محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)
- اهداء مخطوطة بيد الدكتور علي الوردي الى كلاويز
- المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقر ...
- ثورة الحسين ..دروس للحكام والشعوب
- العراقيون..اصعب خلق الله
- شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!
- معنى الحياة
- التعرض المخلّ بحياء المرأة
- العلمانيّون والدينيّون..هل يلتقيان؟!
- ثقافة نفسية (98):عمر الحب بعد الزواج ..ثلاث سنوات!
- العراقيون..والأحزان..تحليل سيكوبولتك


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - قاسم حسين صالح - قوى التغيير وفن الاقناع