أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - قراءة في لغة فاطمة الفلاحي.















المزيد.....

قراءة في لغة فاطمة الفلاحي.


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 21:26
المحور: الادب والفن
    


قراءة في لغة فاطمة الفلاحي

( بلغني ان الدكتور طه حسين قال : الأدب هو عبارة عن وصف وإنشاء )
لستُ ناقدا ولم اكن يوما كذلك لما اجده فيه من ميدان صعب وخطير وبسبب من كوني لم اتلقّ دراسةً اكاديميّة في الأدب واللغة وكذلك لا أظن انّي شاعر كما بيّنتُ في مقال سابقٍ لي ، ولكن هذا ايضا وفي نفس الوقت لا يمنع من تدوين بعض الملاحظات النقديّة او وجهات النظر المختلفة من باب تذوّق الأدب أو حبّي له فأنا أؤمن بقول الرسول محمد ( ص): " الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها "
ولهذا وجدتُ ان أبين ملاحظاتي حول لغة الأستاذة فاطمة الفلاحي حسب ما قرأته لها على موقع الحوار المتمدن كما أنني سأحصر تلك الملاحظات بدراسة موجزة لما نشرته من قصيدة نثر على الحوار المتمدن بعنوان : ما عاد لي زمن كمثال لا على التعيين
وارجو أن لا يظن بسرعةٍ أحدٌ انني أحمل على لغتها أبداً بل إنني كما سيكتشف القارئ اللبيب لاحقا أحلل بعض التحليل وأشير ومن وراء جميع ذلك انشد الإشادة بالجديد الذي تأتي به دوما ودون ذلك لا بدّ من بعض التشريح والتفحّص طبعا
في البداية كم أرغب ان تُشكّل الشاعرة كتاباتها بالحركات لكي نستطيع أن نقف على مفرداتها لا سيما انها تلجأ كثيرا إلى نحت مفردات مبتكرة أو جديدة أو نادرة أو غريبة ولكي لا نسئ قراءة نصوصها ؛ نرجو ذلك على سبيل الترجّي، مع ان الأستاذة قد ترى ان الحركات تضيّق المعنى وأن جنوح الشاعرة إلى التوسّع بالمعنى حق مشروع لأنها مهمة بلاغيّة والبلاغة هي كما هو معلوم إحدى أدوات الأدب الفنيّة وربما يرجع جنوح رغبتي بالحركات إلى كون تخصصي وتحصيلي علمي يجعلني اميل إلى التضييق بالمعنى أي على خلاف هدف صاحبة النص وعلى كل حال فانا على سبيل المثال كما قلت في مناسبات سابقة أميل إلى إعتبار ان البلاغة في الفصاحة أي انني اجد ان خير بلاغة هي في الفصاحة التي تلتزم بالأسس اللغوية الفصيحةاي ان البلاغة تنفذ بالمفردة من المعنى الضيّق مهما كان إلى فضاء التوسّع بحُسن الإنشاء أي التكوين الأدبي وأعني به تكوينات الصور أي انني أرى أن الوصف وهو ما يتم عن طريق الصورة لو تم تكوين ابنية منه أو من الصور المختلفة فإن الكيان البلاغي سيكون جيّدا بالطبع وهذا ما تراعيه الشاعرة بوضوح وهذا رأي شخصي وليس مأخذا بالتأكيد
تقول الشاعرة :ما عاد لي نبضٌ يُشعلُ موجي وهنا نجد أن الفاعل نبض جاء حسب ما هو معروف مقدّما على المفعول ومقدّما على الفعل أيضا وهذا يُفيد أهميّة ( نبض) لأن التقديم يفيد تلك الأهمية التي اعطتها للنبض على الفعل الذي يُسند له القيام به ثم ياتي المفعول وهو الموج .
ثم تقول: ليُرسلني نورُهُ وهنا عادت لتقديم الفعل يُرسل بعد لام التعليل وهذا يُفيد أهميّة الإرسال التي تقدّم بعدها المفعول به المرتبط بالضمير الذي يعود على المتكلم ونجدها تؤخّر الفاعل ربما لأهمية الإرسال على القائم بالإرسال وهو النور
ولكنها عندما قالت : ويُشاركني فتنة الإيقاع
وزرقةَ المساءات
نجدها تعود إلى تأخير المفعول به الثاني
ثم تقول:
فيُبقيني وجعي
فتقدّم المفعول على الفاعل وهو الوجع
ويظل الفاعل وهو الضمير الذي يعود على نبض في كل المقاطع اللاحقة
متقدّم على المفعول
وعندما قالت : توزعني ؛ حيّرتنا إذ قرأتها لأول وهلة (توزّعني) بتشديد الزاء فالتاء على أي مؤنث تعود ؟ وذلك بسبب تاء انيتُ ربما على دهشة أو ألأمسيات ولكنه مقطع جديد منفصل ، ولو قبلنا عائدية توزّع على أمسيات كان الواجب ان تكون غير معرّفة وإن رأينا تقدّم أمسيات كان عليها أن تصلها باسم موصول لتقول التي ولكنه مقطع مستقل كما قلنا ولكنني علمت الآن أنها توزِعني وليست توزّعني وتوزعني تعني تكفّني او تُمسكني وهي تختلف عن قراءتي السابقة حيث أن معنى توزّعني تعني تقسمني وهذا هو أحد الأسباب التي تدعوني إلى طلب التشكيل بالحركات لأن عدم وجودها يجعل للنص اكثر من قراءة ، وربما كان ذلك من غايات الشاعرة وأهدافها ولكنها تسهم بالتأكيد في ما أسميته بالتتويه والتخفّي اي أن الشاعرة تلعب مع القارئ لعبة أشبه ما تكون بـ ( الإستغماية) لو سمحت لنا بذلك
وباسلوبها المحبب تقول: وبيديك تقطفني وعودا، فحين القطاف تتحوّل من زهرة إلى وعد وهي كما نرى نوايا القاطف وفعاله وهذا من غريب البناء النحوي للشاعرة أي من غريب التمثيل لديها فالزهرة تتحوّل إلى وعد وعمليّة القطاف تتحوّل إلى عمليّة إعطاء وعود وهذا اوسع من التشبيه طبعا بل هو تمثيل بتصرّف
وتقول : وتمضي بي
صوبَ فضاءاتك والقلب
فعطفها للقلب على الفضاءات كما نرى صورة تدخل القارئ في شبه متاهة فلو كان قلبه اي وقلبك كان لها أو عليها أن تجعله نكرة وتضيفه إلى المخاطب ولكنها أوردته معرّفا وكأننا نعلم به قلبها وهذه من خفايا كلماتها وأبنيتها
وتُخفي فاعل تستعر إلى آخر المقطع بتأخيره إلى النهاية تماما وهذا من أسلوبها في التتويه والتخفّي
وتُعبّر عن لواعج النفس بتشبيهها بالزارات واعتقد هي حفلات الزار الشائعة في مصر وهي هنا كانت معروفة قديما في البصرة وتُعرف بحفلات الـ ( زيران)
وتكرر الشاعرة مفردتي الوله والتوق كثيرا في هذه المجموعة
فالوله لدى الشاعرة مختلف ايضا فهو كما في معناه في المعاجم المختلفة حالةٌ من غياب او ذهاب العقل ولكن في كل من الحالين في الحزن والسرور ومثله كمثل الطرب الذي يحدث للحزين والمسرور معا وبهذا يتم إختيارها للمفردة في نفس إطار التتويه والتخفّي الذي اشرنا إليه
والتوق هو الشوق ولكن التوق يفضُلُ الشوقَ بالمبادرة اي يتجاوز الإشتياق في النفس بالخروج عليها إلى الفعل اي تقتُ إلى كذا تعني أنني إشتقتُ له وتصرّفتُ فعل الإشتياق
واكرر رغبتي لو تشكّل الشاعرة كتاباتها بالحركات لكي لا تأخذنا لغتها إلى خارج السياق وننزلق إلى معاني وأفكار تبتعد قليلا عن الفكرة الأساسيّة
ومن جانب آخر بودّي لو تجعل هوامش للقصيدة تبيّن فيها بعض المعاني والإشارات التي تعين القارئ على الإسترشاد بمنحوتاتها الجديدة كما اشارت مرة إلى المساءات من حيث كونها جمع للإساءة وليس المقصود المساء وجمع المساء وهذا وإن كان واردا الاّ أنه من الغريب أيضا وقد قيل قديما أن الخطأ الشائع خير من الغريب غير الشائع ،وهو على كل حال مما يحق للشاعر ان يبني به ويُركّب جمله ومبانيه ، مع ان للشاعر فضاء ارحب من الكاتب لما تمليه المعاني على المباني من ضرورات وحاجات توسّع التعبير والمعنى كما قلنا فالشائع هو جمع الإساءة على إساءات والأفصح طبعا أن نعود إلى جمع الإساءةو المساءة على مساءات وهو معجميّا عين الصواب وليس في هذا بأس بل تصحيح للشائع من القول ولكننا نعود إلى تأييد ما جاءت به لأنه ينسجم مع ما تنحته من منحوتات اصبحت خاصّة بها، وأخشى أن يعتبره البعض تقعّرا ومع انني أجده جميلا ومحببا ولكن ما اقوله هو للتذكير لئلاّ نذهب وتذهب بنا بعيدا. وأؤكّد أنني اجد متعة القراءة في منهجها هذا ولا أوصي بتجنّبه ابدا لما فيه من حلاوة وسِمَةٍ من سمات الأسلوب المميّز ولكن أخشى تمدّد فضاءه كثيرا في شعرها
ومن مفرداتها او منحوتاتها التي تبني عليها كثيرا مثلا تستعرني وتستعر ياتي بعدها الفاعل ولكنها ايضا تقدّم المفعول به وهو ضمير المتكلم وتقدم الظرف والحال وإن كان هناك مفعول مطلق وكل شئ على الفاعل وهو خيانة وردة
وهذا من شانه أن يضاعف التتويه الموصوف ويزيد من حالة الوله التي هي بالتالي تتويه وسكر بخمرة الحزن والسرور أو باضطراب النفس بينهما كما ذكرنا
إنني لا أدعو الشاعرة إلى تغيير أسلوبها بل بالعكس ان تستمرّ ولكن أن تشكّل الكلمات بالحركات قدرَ الإمكان للتعرّف على الوضع النحوي وعلى الحال الصرفي الذي يدلّنا على كيفيّة قراءة النص بعمق اكثر
تحيّتي إلى شاعرة كبيرة وواعدة بعطاء ملوّن بل فنانة تشكيليّة تستبدل الألوان والخطوط بالحروف والكلمات والكتلة والفراغ بالصورة والفضاء الذي يعبّر عن كتلةٍ ممحوّة وهذا سرّ التتويه الذي نشير إليه ، إن ثقافة الشاعرة ومعرفتها باللغة الفرنسيّة لا شك تمدّها بخبرات مضافة من الأدب الفرنسي اللامع
ولا بدّ أن أذكر ان من مهمات الشعراء أن ينحتوا ويُشيعوا منحوتاتهم اللغويّة بين الكتاب والناس ولكن بدون الإقتراب من المبالغة الواسعة ولا أقول ان لديها هذا بل هو بناء محبب ومقبول على الأقل إلى الحدّ الذي تغذ ّ السير فيه مع الكلمة والإحساس العربي
كما أن التقديم والتأخير ليس ما يؤخذ عليها بل لصالحها حتى أن الصحافة الحديثة في العالم اليوم تقدّم وتؤخّر حسب أهميّة الفعل أو الفاعل أو المفعول فيُقال صرّح الوزير فلان اليوم عندما يكون التصريح هو المهم ولكن يقولون اليوم صرّح الوزير عندما يكون وقت التصريح هو المهم ويقولون الوزير صرّح اليوم عندما يكون الوزيرأو مصدر التصريح هو المهم وهكذا وبالتالي فإن التقديم والتأخير يُعتبر من لوازم بناء الجملة الجديدة ولوازم التعبير أيضا .
كما أنني اشيد بالقدرة على التصرّف بالكلمة والجملة معا إذ ان التصرّف بهنّ يكاد يكون هو الفن وبدونه يُصبح الشعروالفن مجرّد تقارير وليس تعابير وأحاسيس ومشاعر
وللحديث صلة ..واوقاتكم ورد
أتمنى للشاعرة مشوارا مليئا بالأزهار والأعشاب المخضرّة وتقبّل ما جاء في مقالي هذا بصدر رحب كما هي فعلا عليه وشكرا .

سنان أحمد حقّي



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد..!
- حزن .. !
- المستقلون بين الإحتواء والتسقيط..!
- ضوء على خدمة العلماء والأساتذة الكبار..!
- الحركة الخامسة من السمفونيّة السادسة لتشايكوفسكي
- ثلاثة مقاطع شعرية..!
- قطّتي ، مغمضةُ العينين..!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ ؟ أم هو خليج البصرة!
- شكاوى المواطنين وتصريف مياه الفضلات ..!
- يعقوب أبراهامي ، نقدٌ وتعقيب..!
- هذا الحب ( للشاعر الفرنسي جاك بريفيير )
- سيدة الحب لبول إيلوار..!
- أضرار التدويل..!
- إشراقات ..( 1)
- الحدود البحريّة العراقيّة ..!
- تأملات في الوضع السياسي الإقليمي والدولي..!
- في فن التذوّق الموسيقي.
- ذهول..!
- منهج ام منهجان دايلكتيكيان..؟
- جُمبُدةٌ حمراء


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - قراءة في لغة فاطمة الفلاحي.