أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - أضرار التدويل..!















المزيد.....

أضرار التدويل..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أضرار التدويل..!

ها هي الآن المشكلة أو المسالة السوريّة تدخل في فضاء آخر بعيد عن الفضاء الذي بدات به ، فبعد ان إنطلقت التظاهرات والإحتجاجات في درعا كانت المشكلة ما تزال تتضمن مطالب محدودة لا تتعدّى الحريّات الأساسيّة وقضايا الديمقراطيّة ولكن أنظروا الآن وبعد ان تم تدويل الموضوع إلى أين وصلنا؟
لقد تم الآن تماما تجاهل المطالب التي بدأ بها المتظاهرون وكذلك كل ما جرى من أحداث مختلفة بين كل الأطراف وأصبحت قضية سوريا اليوم هي قضيّة حيازة الأسلحة الكيمياويّة ولو تم التوصّل إلى حل حولها بين الكبار واخصّ الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن فإن المجتمع الدولي سيشعر بارتياح لسببين أولهما أنه تم وضع حدٍّ لحيازة أحد أسلحة الدمار الشامل في المنطقة والتي قد تكون في الماضي سببا في إحداث توازن في الردع الشامل وبذلك يتحقق ضمان أمن إسرائيل والثاني انه يكون الغربيون قد تفادوا مواجهة كانت قد تنشب بين الروس والصينيين من جهة وبين التحالف الغربي من جهة أخرى مع أن المواجهة العسكريّة غير محتملة ولكن عودة الحرب الباردة ستكون لها عواقب لا تقلّ تأثيرا عنها
هكذا نرى أن أي موضوع يُلقى إلى أيدي الكبار سرعان ما يتحوّل إلى التسخير المباشر للمصالح الكبرى ويخسر المتبارون الصغار جميع ما عملوا على التفكير بتحقيقه .
وليست المعارضة السوريّة هي الخاسرة وحدها بل أن الحكومة السوريّة ستجد بعد حين أنها سيتحتّم عليها دفع ثمن باهض ايضا عندما يتم عقد مؤتمر جنيف 2 إذ على من باع بالآجل أن يُطالب بالثمن ولن يكون ثمن وقف العدوان الأمريكي بخسا ولا بدون مقابل
إن بعض الدول بالمنطقة للأسف الشديد لا تعتمد الموضوعية في التعامل الإقليمي أي نعني لا تتعامل من خلال قدراتها وإمكانياتها العسكريّة والبشريّة الحقيقيّة بل تقوم ستراتيجياتها على التحالف مع الدول الكبرى والعظمى ، أي كمن يستأجر أحد الشقاة للدفاع عنه ولكن الشقاة المأجورين كما هو معلوم قد يُدفع لهم ما هو أكثر وحينذاك ينقلب السحر على الساحر كما يقولون ،لقد ذكرت في مناسبة سابقة وحديث في معرض التعليق على مقال لأحد الأخوة الأعزاء في موقع آخر ورويت حكاية كانت غالبا ما تحدث في مكان من منطقتنا :
كان هناك حوضٌ خصبٌ على جانبي نهر كبير وكانت تسكن هذا الحوض وتعمل فيه بضعة قبائل وعندما يحين موعد حصاد وقطاف المحصول كانت القبائل الكبرى تفتعل شجارا بينهما وحيث ان أحداها تقطن أعلى النهر في حين أن الأخرى تقطن اسفله فإنهما أي القبيلتان تبدآن بالإستعداد للقتال والحرب على بعضهما وتقرع طبول الحرب ويتجمع الرجال ويتأهّبون لذلك ومع إقتراب موسم القطاف تزحف كل قبيلة على الأخرى ويحتاج هذا الأمر إلى وقت وترتيبات تستلزم بعض التدابير وكلما زحفت القبائل لملاقاة بعضها من خلال البساتين المثمرة والأشجار كان رجال القبائل يُسارعون إلى قطاف ما يقع في منطقة نفوذهم من محصول على سبيل النهب والغصب والقبيلة المقابلة تفعل الشئ نفسه حتّى يلتقيا في منتصف الطريق ويكون عندها المحصول قد تم قطافه ونهبه بالتمام والكمال وحينذاك تُعلن القبيلتان عن قبول التحكيم وتلجآن إلى الحل السلمي فيدخل بينهما أهل ( الرحم ) كما يُقال ويحصل الإتفاق والوفاق ويحلّ السلام ويعود كل فريق إلى مكانه و الجميع يحمدون الله على نعمة السلام حيث كفى الله المؤمنين القتال ، إلاّ أصحاب البساتين الذين يكونوا قد فقدوا جميع محصول العام الذي عملوا على رعايته وخدمته فاصبحوا كمن عاد بخفّي حُنين ،
إن تدويل المشاكل الإقليمية لا يعود بالنفع العميم كما يظن بعضهم كما ان جعل البعض الآخر من أنفسهم راس حربة في إثارة النزاعات الإقليميّة بغير توفّر عناصر موضوعيّة وفعلية هو عين اللعب بالنار، ومن جانب آخر فإننا رأينا بام أعيننا أن التحريض وتوفير الأموال لا يخلق سوى لفيف من المرتزقة ولا يؤسس لثوار ذوي قضيّة حقيقيّة ،
إن سياسيين يعملون بهذه الطريقة هم أضلّ من السوقة الذين يقودونهم حتّى لو كانت لهم مطالب عادلة ومشروعة لأنه منهج يضعهم على جادة العصابات والميليشيات وليس الثوار وأصحاب القضايا المشروعة
كما أن دبلوماسيّة إثارة النزاعات بالواسطة لن تقف حائلا عن أن تصل سخونة الأجواء إلى مناطقهم ،
ومن يضع مقدراته بيد القوى الكبرى لا يعلم كيف ستؤول به الأحوال عندما ينتهي الإحتفال
وقد قال احد المناضلين القدامى وأظنه فهد وبما معناه : من يضع امواله في صندوق عند صيرفي كبير في الخارج مقابل أن يكون المفتاح معه فإنه لا يملك من أمواله شيئا قطّ
ومع هذا فإن مثل هذه المناسبات تجعل كثيرا من أصحاب الحقوق والمصالح الصغيرة ينتفعون بها إذ أن تلاقي الحراب يخلق حيّزا وفضاءً فاضيا يمكن المرور من خلاله مع أن مثل هذا المناورات تحتاج هي الأخرى إلى مناورين بارعين ومتمرسين حيث تتهيّأ فرص جديدة للتملّص من عدد من الإلتزامات المفروضة من قبل بعض الأطراف الدولية أو الإقليميّة، فالكبار أيضا ياتي عليهم وقت يحتاجون فيه للصغار، فللكبار همومهم كذلك
إن تراجع قوّة الإستمراريّة وعزم القصور الذاتي الذي تمتّعت به الولايات المتحدة لفترة ربع قرن كامل توشك ان تنتهي وأن روسيا التي إنتفعت الآن من نفس القوة والقدرة للإستمراريّة السوفيتية السابقة يمكن أن تجعل بعض الأوساط الإقليمية والمحليّة في بحبوحة جديدة وفضاء أوسع من الضيق الذي مرّ خلال ربع القرن الماضي
الأمور تتغيّر بسرعة وعلى السياسيين المخلصين أن ينتفعوا بالأحداث أقصى إنتفاع ممكن
ولكن ليس بشكل إنتهازي بل بإعادة الحسابات واتخاذ ستراتيجيات تناسب المرحلة المقبلة وأولها ترصين الجبهة الداخليّة وتاكيد دور بلادنا في المحتوى الإقليمي ولجم عناصر التحدّي والتدخّل في إطار تطبيع العلاقات الإقليمية والدوليّة وأهمها تطبيع العلاقات الأخوية مع الجوار في حدود الإحترام المتبادل
إننا ولا شك مقبلون على مرحلة جديدة
ولكن الأهم أن لا نلقي بمشاكلنا إلى أيدي الكبار فإنهم لا يحلونها قدر النظر إلى مصالحهم من خلالها ومن خلالنا
ولكن على الصغار الذين يملؤون المنطقة أن يكفّوا عن دور العمل بالوكالة عن ( معازيبهم !) والذي بلغ التمادي فيه حدودا ضارّةً لا تُطاق ولكي نوضح الصورة والمقاصد بأقوالنا هذه نذكّر بقصة رواها الأستاذ كاظم الحجاج قديما وهي : يُحكى أن منطقة شعبيّة كان فيها بعض الشقاة الذين إحتفظوا لهم بكلب حراسة شرس يُجلس عند الباب في الزقاق الضيّق وعندما يمرّ احد المارّة فإن هذا الكلب يتولاه ويمزّق ثيابه ويعضّه بل يُدميه وعندما يسمع اصحاب الكلب بالنباح يخرجون للرجل المستطرق ويتولونه مرةً اخرى ويضربونه ايضا وهم يقولون : كلب مسكين جالس عن الباب ، لماذا تؤذونه ، حرام ، حيوان أليف !
وفي الختام أقول هل هناك من إعتبر من أضرار التدويل؟
وللحديث صلة والسلام عليكم.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشراقات ..( 1)
- الحدود البحريّة العراقيّة ..!
- تأملات في الوضع السياسي الإقليمي والدولي..!
- في فن التذوّق الموسيقي.
- ذهول..!
- منهج ام منهجان دايلكتيكيان..؟
- جُمبُدةٌ حمراء
- أفكار أطفال..!
- في ضوء مداخلة الشيوعي العراقي في لقاء اليسار العربي الرابع.
- هجير..!
- طيفُ حب..!
- هوامش في الماركسية والدولة والثورة ..! ج2
- هوامش في الماركسيّة والدولة والثورة ..!ج1
- هموم..!
- أفكاروآفاق ممكنة في تحليل وتصميم هياكل المباني الشاهقة
- فلاسفة ام مدرّسوا فلسفة..؟
- الحوار الوطني ردٌّ سريع على الفرقةِ والمحاصصة..!
- الإبحار بالأشرعة فقط..!
- ذات مساء..!
- هل للأغلبية مصلحة في الشراكة..؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - أضرار التدويل..!