أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - أفارسيٌّ أم عربيٌّ ؟ أم هو خليج البصرة!















المزيد.....

أفارسيٌّ أم عربيٌّ ؟ أم هو خليج البصرة!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( بمناسبة ورود أنباء عن ان إحدى التشكيلات الأمميّة
تعتمد تسمية الخليج بالفارسي)


نأسف أن لا نجد اليوم بين الناس قارئين حقيقيين للتاريخ متيقّضين وواعين لظواهره ومعانيه وعبره إذ نجد بعض المثقفين يستعرضون الظواهر التاريخيّة بالمرور عليها مرّ الكرام كما يُقال ولا يتبصّرون في ما وراء الأحداث والعبارات والمصطلحات وما سأستعرضه هنا ليس كلّه من بنات أفكاري أنا العبد الفقير لله كما نقول أيضا ، بل الكثير منه مقتبس من كلام مفصّل للعلاّمة الشهير الدكتور مصطفى جواد وهو في المكانة التي لا أحد يظنّ أنه يمكن أن يفرّط بها لأي غرض من أغراض الدنيا ولا يُدانيه أحد من الباحثين في عمق أبحاثه وجدّيتها فضلا عن أنه عراقي لم يتعاطى التعامل بالنعرات الطائفيّة رغم أنه من الطائفة الشيعيّة وكما هو معروف ،هذا إذا كان للموضوع بُعدٌ من هذا القبيل بين العراق وإيران .
فقد حاول كثير من الكتاب أن يشهدوا أن العديد من المؤرخين القدماء كانوا يُسمّون الخليج بالخليج الفارسي وجاؤوا بعدد من الشواهد وانتهى الأمر ! ولم يتمعّنوا بشواهدهم بل اكتفوا بذكرها واعتبروها قرائن دامغة ، والحقيقة على الرغم من رغبتنا العميقة في أن لا يختلف المسلمون في أمور من الممكن أن نجد لها تفسيرا وحلاّ بعيدا عن التعصّب وبروح الإسلام المتسامحة وبما لا يثير عوطف أيٍّ من القوميتين لاالعربيّة ولا الفارسيّة لما أضافتها الأمّة الفارسيّة طيلة قرون من عمق بما حملت من رايات الحضارة لحقب كثيرة ولكن أن نتعرّف إلى أن بعض المؤرخين ممن حدث لهم وأن ذكروه بتسمية الفارسي لا يقطع بالوضوع لما سنوضحه كما أن تسمية الخليج كثيرا ما كانت بإسم خليج البصرة كما جاء في عموم الخرائط العثمانيّة وورد بغير تسميته بالفارسي كثيرا أيضا ولا يهم إن كان الغربيون كثيرا ما يعتمدون التسمية الفارسيّة فأسباب خلق الفرقة وإحكام الصراعات والعداوات موجودة عندهم للأسف.
يقول العلاّمة مصطفى جواد في مقابلة له استمعت لها قديما شخصيّا أن الخليج هو خليج البصرة وقد دعاه بعض المؤرخين الغربيين بالفارسي لأن أكثر أولئك المؤرخين والرحالة الغربيين كانوا يهدفون إلى عبوره من الجانب العربي إلى الفارسي وليس العكس والهدف هو الذي يفرض التسمية فعندما تكون في بغداد مثلا وتريد الطريق الذي يؤدّي إلى البصرة فإنك تقول أو تسمّيه طريق البصرة أمّا إذا كنت في البصرة وتريد الطريق المؤدّي إلى بغداد فإنك تسمّيه طريق بغداد وهكذا كان الأمر بالنسبة للخليج عندما كان الهدف منه و العبور فيه هو الوصول إلى البصرة فتكون التسمية خليج البصرة وهي نهاية الخليج العليا أمّا من يسلكه من الجانب الفارسي ويريد الجانب العربي فهو خليج البصرة وخصوصا لعموم سكّان فارس والهند ومناطق باكستان الحاليّة واسم البصرة كان من أشهر الأسماء في تلك المناطق الواسعة فأهل بومبي ما زالوا يرددون الكثير من الأغاني* عن المحبوب الذي غيّبته السفن عندما رحل إلى البصرة وهكذا وورد الكثير من ذكر البصرة وخليجها وأكثر ما يُروى عن المنطقة هو ما يُروى عن صيد اللؤلؤ وصناعة السفن والأساطيل التي تمخر الخليج قديما وحديثا إلى الهند والصين وأندونيسيا والفلبين وجزر سليمان وجلب الأخشاب من جاوة وغير ذلك كثيرومازال كثير من سكان الهند والباكستان يحتفظون ببعض الصلات والأنساب التي تربط بعضهم باهالي الخليج والمنطقةوالبصرة بالذات بل أنني علمت أن إحدى ممثلات السينما الهنديّة ترجع إلى أصل بصري ايضا ولا نسمع ان لأحد منهم صلات نسب مع اي من الإيرانيين بشكل ظاهرة كما هو حاصل مع أهل الخليج والهند وأندونيسيا التي اوصل المسلمون إليها الإسلام بواسطة تجار وبحارة عرب ما زالت قبورهم قائمة إلى يومنا هذا ولا نجد في اندونيسيا قبورا لتجار او رجال دين او بحارة من الفرس
هذا هو فحوى قول العلاّمة مصطفى جواد رحمه الله عن أصل التسمية فضلا عن توضيحاتنا عليها وأماعن أن العرب كان وما زال لهم باع واسع في استخدام البحار حيث كانوا أسيادا طيلة قرون طويلة ومنهم علماء البحر إبن ماجد وإبن فضل النجدي فضلا عن قصص السندباد البحري وهو من البصرة وقد بلغني أن أحد المؤرخين قد توصّل إلى الأستدلال على دار السندباد وهو شخصيّة حقيقيّة وليست من الخيال المحض في البصرة وفي منطقة العشّارو كما يقول عند مدخل شارع الكويت الحالي ولكننا لم نسمع عن علماء ورجال بحر ولا أساطيل بحريّة فارسيّة جابت بحار العالم في الأيام الخوالي ولم يبلغنا سيرة أحد كسيرة السندباد لأنهم سكان جبال ولا يرغبون بركوب البحر كما يفعل العرب .
لعلّي أوردت ما ينفع في الإستدلال على تسمية الخليج بخليج البصرة ولم يعرف سكان المنطقة له إسما غير ذلك (حيث لم يكن يُسمّى بالخليج العربي بل بخليج البصرة وهكذا عرفه الهنود والباكستانيون والفرس وأطلق عليه هذه الأسماء رواة الحكايات الشعبيّة والأدب الشرقي منذ القدم )أمّا ان يذكره مؤرخون غربيون فهذا كان للسبب الذي ذكره الدكتور مصطفى جواد ليس إلاّ.
ومن جانب آخر فإن البصرة في المراحل ما قبل قناة السويس كانت ميناءً نشيطا جدا حيث كانت التجارة بين الشرق والغرب لا يمكن أن تجد لها مسارا أفضل من المرور بالبصرة فكانت البضائع وكان الركاب والمسافرون ترسو بهم السفن القادمة من الشرق والشرق الأقصى والصين وسنغافورة واندونسيا في البصرة ثم يجري تفريغ البضائع وتحميلها على الجمال في قوافل تسير إلى حلب عبر الصحراء أي من البصرة إلى حلب عن طريق البوادي ثم بالقرب من سواحل البحر الأبيض المتوسّط فالموانئ الغربيّة في البندقيّة وغيرها من الموانئ الشهيرة ولهذا كان إسم البصرة ذائعا ومعروفا جدا وحاول كثير من اهالي المناطق المجاورة إقتباس شئ من شهرتها ومكانتها بإنشاء موانئ بديلة وقريبة منها ولكن ذلك لم ينجح لأنه لم تكن هناك بدائل للبوادي التي توصل إلى المتوسط وكما أن طريق الحرير يمرّ بمناطق وعرة وجبليّة وهذا سرّ بقاء بل قل خلود عمران وتسمية البصرة وما زالت إلى أن يشاء الله
ومع ذلك فإننا سوف نكون سعداء لو تمت تسميته بخليج الزهراء ( ع) مثلا أو خليج الحسين ( ع)أو خليج عليّ بن أبي طالب ( ع)على سبيل المثال ليس تنازلا ولكن تيمّنا بهذه الأسماء الطاهرة والجليلة والعزيزة على قلب كل مسلم عربيّا كان أم فارسيا وليس هناك أمرٌ يريد العرب أن يسرقوه من الفرس كما يقول أحدهم للأسف الشديد.
امّا إقتراحي بهذا الخصوص فهو أن يُصار إلى تسميته بخليج الإمام السجّاد( ع) وهو الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد ( ع) وجميعنا نحن والأخوة في إيران يعلمون أن هذا الإمام هو الرجل الوحيد الذي نجا بعد واقعة كربلاء من القتل وتنحصر ذريّة الحسين ( ع) فيه وهو سلام الله عليه لأبٍ هو كما قلنا الإمام الحسين ( ع) ولا أرفع في الأمة من هذا الإسم ولا أشرف وهو أي السجاد ( ع) لأم هي بنت عظيم الفرس كسرى أنوشروان فنحن في الإنتساب إليه لا نغيظ العرب ولا نغيظ الفرس وهو عليه السلام جدّ العرب والعجم جميعا ويمكننا أن نغلق بهذه التسمية الشريفة بابا للفرقة يُريد الأعداء أن يُضعفونا من خلاله
اللهم اجمع أمّة محمد على كلمة سواء ولا تفرّقهم فيشمت بهم الأعداء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من تلك الاغاني :
كر وطنا ول بهيرا
او بصري جاني واليا
مين نام جيان تعبان تيرا
او بصري جاني واليا
وترجمتها: عد من البصرة يا من ....ترك الأهل طويلا
أسأل الله من البصرة.......تاتينا على عجل
واغان أخرى ترجمتها:
هذه البصرة ما أجمل نساءها
كقطع من السكر والملح
فيهنّ شفاء لكل داء
وأخرى :
هذه البصرة ما أجمل رجالها
كالطبول التي كنت لها حبالا
( هوامش على كتاب النصرة في أخبار البصرة للقاضي الأنصاري من تحقيق الدكتور يوسف عز الدين والأغاني ذكرها باللغة الهندية الصحفي الهندي ديوان بريندرانات للمحقق)



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكاوى المواطنين وتصريف مياه الفضلات ..!
- يعقوب أبراهامي ، نقدٌ وتعقيب..!
- هذا الحب ( للشاعر الفرنسي جاك بريفيير )
- سيدة الحب لبول إيلوار..!
- أضرار التدويل..!
- إشراقات ..( 1)
- الحدود البحريّة العراقيّة ..!
- تأملات في الوضع السياسي الإقليمي والدولي..!
- في فن التذوّق الموسيقي.
- ذهول..!
- منهج ام منهجان دايلكتيكيان..؟
- جُمبُدةٌ حمراء
- أفكار أطفال..!
- في ضوء مداخلة الشيوعي العراقي في لقاء اليسار العربي الرابع.
- هجير..!
- طيفُ حب..!
- هوامش في الماركسية والدولة والثورة ..! ج2
- هوامش في الماركسيّة والدولة والثورة ..!ج1
- هموم..!
- أفكاروآفاق ممكنة في تحليل وتصميم هياكل المباني الشاهقة


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - أفارسيٌّ أم عربيٌّ ؟ أم هو خليج البصرة!