الحركة الخامسة من السمفونيّة السادسة لتشايكوفسكي

سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 06:28
المحور: الادب والفن
    

الحركة الخامسة من السمفونيّة السادسة لتشايكوفسكي

في ساعة متأخّرة من الليل
سكون
وهدوء
وليس في ذلك الشارع الطويل جدا سوى بضعة كلاب سائبة تعوي بين الحين والآخر
وانا
توقّفت شاحنة طويلة جدا وهي عبارة عن شاحنة من الأنواع التي كانوا ينقلون فيها اللحوم والدجاج أي ثلاّجة
ونزل رجلان يرتديان ملابس عسكريّة بشكل غير نظامي أي قيافتهما متبعثرة
فتحا ابواب الشاحنة الخلفيّة
وبدا واضحا ان هناك رجال كثيرون نائمين
نائمين بداخلها
نائمين وهم بملابسهم الخضراء
هادئين كانوا
وبصمت حديدي اخذ الرجلان يخلعان أحذية الرجال النائمين السوداء ويُلقيانها خارج الشاحنة
ثم بدءا بحمل أولئك الرجال النائمين واحدا واحدا إلى داخل ذلك المبنى المتواضع
كانوا كثيرين
كانوا جميعا نائمين
ثم إلتحق بهم رجال آخرون
ليُعينوهم على حمل النائمين

بعد ان فرغوا
بدأوا بحمل الأحذية السوداء المتكدّسةعلى الأرض وكانت كثيرة جدا
واغلقوا أبواب الشاحنة الخلفيّة
واتجهوا إلى قمرة قيادة الشاحنة وركبوا وأغلقوا الأبواب
وانطلقت الشاحنة بهدوء وصمت لا يمزّقه سوى هدير محركات الشاحنة الذي تلاشى شيئا فشيئا
شئ ومنظر لا تنفع الدموع معه ابدا
ولا النحيب
ولا الصراخ
ولا تمزيق الثياب
ولا قضاء العمر في حزن شديد
بعض اولئك النائمين كنت أراهم في المنام واراهم في الأسواق وبعضهم كنت أراهم كما كانوا يضحكون ويبتسمون ملء شدقيهم
فيما مضى كان بعضهم اشدّ اناقة من ممثلي السينما
لم استطع ان أذرف ولا دمعة واحدة من شدّة الغيظ والغضب
وإلى هذا اليوم لم استطع ان أذرف ولا دمعة واحدة من شدّة الغضب والغيظ

#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل