أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - المستقلون بين الإحتواء والتسقيط..!














المزيد.....

المستقلون بين الإحتواء والتسقيط..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المستقلون بين الإحتواء والتسقيط..!

تواجه كثير من الشخصيات المستقلّة محناً متعدّدة ما دامت المكونات السياسيّة على اختلافها ترغب في طيّ الأرض من تحت أقدام كل الواقفين على خشبة المسرح السياسي والثقافي وخصوصا اولئك الذين يمكن أن يلعبوا أيّ دور في المرحلة الحاليّة شديدة الصعوبة من تاريخ بلادنا الغالية
فمفهوم الإنتماء قد جعله كثيرون ضيّقا إلى حد بعيد وذلك بسبب كثير من الممارسات التي حصلت في البلاد في تاريخها السياسي المعاصر .
إن أي مواطن معني بالحياة السياسيّة وهذا لا يشترط الإنخراط في المكونات القائمة او أيّ منها لكي يستطيع أن يلعب دورا وطنيّا ، فالكل يريد من خلال خطابه السياسي أن يخترق التمحور الطائفي والتحليق في الفضاء الوطني ولكننا في الواقع نعيش حالة بعيدة جدا عن هذا التوجّه الوطني فنجد ان أي مكون عندما يجد ان احدا يحاول إختراق حالة التمترس الطائفي أو الحزبي يتعرّض إلى التسقيط مالم يكون ممكنا إحتواءه من قبل إحدى الأطراف أو المكونات.
إن البلاد تعيش الحالة المشار إليها منذ عام 2003 والزعماء السياسيون يصمون آذانهم عن الحوار الحقيقي ويرغب كل طرف الوصول إلى نتائج حاسمة عن طريق الأعمال المسلّحة وانقضت كل تلك السنوات والجميع مشغول بالحلول المسلّحة دون جدوى ، مع تفاقم الأزمة الخدميّة وتفشي الفساد وارتباك الأوضاع في اكثر من جانب
ما العمل؟
لا شك إن إختراق هذه الحالة من الأهميّة بمكان ، ولكن التعرّض لها لم يجرِ بثبات وجديّة تناسب الأوضاع ونقطة البدء ولا شك هي تفعيل دور العناصر المستقلّة المقبولة من أطراف مختلفة لكي تلعب دورا مفقودا على خشبة المسرح السياسي وتشجيعها على القيام بمثل هذا الإختراق في بناء علاقات شخصيّة مع كوادر مختلف المكونات والحوار غير المشروط معها بهدف بناء الثقة بين الجميع ونقل وجهات النظر وتبادل الآراء وتقريب اللقاءات غير المتشنّجة رغم صعوبة الأوضاع بسبب الكثير من الممارسات السلبيّة السابقة والتي قامت على إكراه المواطنين بالإنتماء والإصطفاف خلاف إرادتهم وبطرق تخرج عن السياق السياسي والأخلاقي .
ولكن المكونات والأطراف السياسيّة ولا سيما المسلّحة منها لا تفتأ توصم كل من يُحاول السعي لإنجاح هذا الإختراق بالخيانة والعمالة والعمل لصالح هذا الطرف أو ذاك وبالتالي إمّا التسقيط عن طريق هذه الأساليب المكشوفة أو السعي لاحتواء الأطراف المستقلّة التي تحاول هذا المسعى بهدف إدامة الأحوال القلقة والمتردية لا سيما في الجانبين الأمني والسياسي .
إن البلاد هذه الأيام تقبل على موسم الأنتخابات البرلمانيّة وتشتدّ المنافسة وتزداد حمّى الكراسي وكسب الأصوات ، ولهذا فإننا نرى أن العناصر المستقلّة تكتسب أهميّة كبرى في خفض درجة حرارة هذه الحمّى
ولا يجب ان تكون عقول أبناء شعبنا الذي جرّب أساليب مختلفة للنضال قاصرة عن إدراك مهمة مثل هؤلاء الغيارى والوطنيين الذين يمكن لهم أن يخترقوا التخندق الطائفي والحزبي المتنوع عن طريق إقامة علاقات شخصيّة مع مختلف الشخصيات ومن كل الإتجاهات ، فهذه أمور معروفة ونزيهة ولا تنطوي على أية نوايا سيئة تخرج عن السياق الوطني ، كما أن الأحوال الأمنيّة تعيش تصلبا من جميع الأطراف المسلحة مع الحكومة ومعلوم أن إستبدال لغة السلاح بلغة الحوار يصب في صالح شعبنا بالتأكيد ويُجنّب قواتنا المسلّحة كثيرا من التضحيات والخسائر كما يُجنّب أبناء شعبنا كثيرا من التضحيات والخسائر في الأرواح البريئة والأموال ، إنني أعتقد أنه آن الأوان أن ننتقل من حوار المتقاتلين إلى حوار السياسيين والدبلوماسيين وان نبحث عن حلول للصراعات القائمة بلا سلاح ، وهذا لا شك يتطلب عملا كبيرا وبدلا من البحث عن وسطاء من خارج البلاد فإن العناصر المستقلّة يمكن لها أن تلعب دورا متعاظما وكبيرا ولكنه يتطلب أيضا تفهما من كل الأطراف في الكف عن محاولات تنظيف الساحة السياسية منهم بالإحتواء او التسقيط ، وفسح المجال لهم بالعمل وإقامة علاقات طبيعيّة مع العناصر والكوادر المختلفة والكف عن إعتبار من ليس معهم أعداء.
إن البلاد تجتاز مرحلة حرجة وخطيرة ولكل مكون وحزب وكتلة سياسية مطالب ولكنهم لم يستطيعوا أن ينخرطوا في حوار مناسب طيلة السنوات العشر الماضية رغم كل الجهود التي تم بذلها من قبل أطراف مختلفة ولهذا فإن فسح المجال للعناصر المستقلّة في لعب الدور المؤهلة له يُعدّ مطلبا وطنيا .
وعلى كل عنصر مستقلّ ممن يمتلك صلات وعلاقات طيبة مع كوادر أو عناصر أي مكون سياسي أو حزب ان يُفعّل صلاته وعلاقاته بهدف إقامة حوار مناسب بين مختلف المكونات السياسية وابتغاء بناء الثقة وتبادل وجهات النظر .
لقد كنت اشرت في مقال سابق إلى أهمية قيام جهة حتّى ولو كانت خارجيّة لقيادة حوار حقيقي بين جميع الأطراف ولكننا بعد أن شاهدنا كيف أن القوى الكبرى والعالميّة تنتهز فرص قيام نزاعات مختلفة لتقوم بحل مشاكلها مع بعضها البعض ولا تسهم في حل الأزمات القائمة ولا تكترث لها بل ربما تعمّقها وتعطيها بُعدا دوليّا وهذا ما أشرنا إليه في مقالنا السابق الآخر حول أضرار التدويل .
ولهذا فإن الخيار المطروح الأمثل اليوم هو فسح المجال للعناصر المستقلّة وطنيا للقيام بالدور المطلوب في إحياء وتأسيس حوار حقيقي بين مختلف الأطراف والمكونات .
إن الحفاظ على إستقلاليّة بعض العناصر الوطنيّة يتطلّب شجاعة ووعيا عاليا أعمق بكثير من الإنتماء لأي طرف سياسي أو مكون حزبي ولا ياتي من الفراغ بل من خلال ثقافة وموقف راسخ فضلا عن نضال مستمر وعقائدي فلا يظنّن أحدٌ منّا أن هؤلاء المستقلّين يمكن تهميشهم بسهولة وان السخرية من قدراتهم سذاجة بعيدة ولذلك فإنه من المهم جدا ان يُفسح المجال واسعا لهم في القيام بالدور المطروح في مقالنا هذا وهذا أيضا من شانه أن يُلطّف الجو السياسي الغارق بالإستقطاب الطائفي والإحتراب الأهلي .
المستقلون الوطنيون هم البداية
هم نقطة الإنطلاق
هم الوسطاء المقبولون
هم المحكّمون المحتملون في الأزمة المزمنة في البلاد.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء على خدمة العلماء والأساتذة الكبار..!
- الحركة الخامسة من السمفونيّة السادسة لتشايكوفسكي
- ثلاثة مقاطع شعرية..!
- قطّتي ، مغمضةُ العينين..!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ ؟ أم هو خليج البصرة!
- شكاوى المواطنين وتصريف مياه الفضلات ..!
- يعقوب أبراهامي ، نقدٌ وتعقيب..!
- هذا الحب ( للشاعر الفرنسي جاك بريفيير )
- سيدة الحب لبول إيلوار..!
- أضرار التدويل..!
- إشراقات ..( 1)
- الحدود البحريّة العراقيّة ..!
- تأملات في الوضع السياسي الإقليمي والدولي..!
- في فن التذوّق الموسيقي.
- ذهول..!
- منهج ام منهجان دايلكتيكيان..؟
- جُمبُدةٌ حمراء
- أفكار أطفال..!
- في ضوء مداخلة الشيوعي العراقي في لقاء اليسار العربي الرابع.
- هجير..!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - المستقلون بين الإحتواء والتسقيط..!