أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - الحسين الطاهر - اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج2















المزيد.....

اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج2


الحسين الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 16:24
المحور: الطب , والعلوم
    


اعادة كتابة التاريخ، و ما قبل التاريخ

يسعى كراهام هانكوك Graham Hancock مؤلف الكتاب الشهير: "بصمات الالهة" المنشور عام 1995 ، الى اعادة تاريخ بناء اهرام الجيزة و تمثال ابي الهول الى العصر الجليدي، مدعيا ان اثار الحت على ابي الهول سببتها المياه لا الرياح و الرمال. يقول هانكوك ان المصريين انشأوا ابا الهول حوالي 12000 ق.م. و قد ورثوا حضارتهم عن حضارة قديمة مفقودة قامت ابان العصر الجليدي الاخير. و قد ربط هانكوك في نظريته بين هذه الحضارة المفقودة و رواد الفضاء القدامى، حيث انه يؤمن ايضا ان الشكل الذي يشبه الوجه على المريخ (و قد اعتُقِد سابقا بان الاهرام تحيط به) قد انشأه المريخيون.

هانكوك ليس المنظّر الهاوي الوحيد الذي يسعى الى ارجاع اصول الحضارة الى العصر الجليدي، فهناك كِتاب تشارلز هابكود Charles Hapgood المنشور عام 1966 : خرائط ملوك البحر القدماء، الذي يعتبره منظرو العصر الجديد اشبه بالكتاب المقدس، فتراهم يشيرون الى نصوصه و يرجعون اليه كل حين. و يتخذ هذا الكتاب ادلّة له، خرائط تركية و عربية قديمة، و بالاخص خريطة بيري- ريس، حتى يصل المؤلف الى استنتاج مدهش يقول: " ان الدليل الذي تقدمه الخرائط القديمة يقترح وجود حضارة حقيقية في عهد سحيق، سبقت كل الثقافات المعروفة، و كانت هذه الحضارة متقدمة نسبيا و لها تجارة تصل لكل انحاء العالم، او كانت هي بالفعل ثقافة تشمل كل العالم".

بل و يؤكد هابكود ان هذه الحضارة القديمة ازدهرت خلال العصر الجليدي الاخير قبل 35 الف عام تقريبا. و قد دُرِستْ اثارُها المادية الا ان دليلا على انتشارها العالمي يوجد في الخرائط التي سبقت عهد كولومبوس (القرن 15 ميلادي) و التي تظهر لنا الساحل الشرقي لامريكا الجنوبية اضافة الى القارة القطبية الجنوبية. و كل هذه الخرائط كانت عربية او تركية. و يعلل هابكود ذلك بان الحضارة العربية الاسلامية احتفظت بنسخ من خرائط بطلمية (هلنستية) ضاعت اصولها عند تدمير مكتبة الاسكندرية، و ان خرائط العرب و الاتراك التي تظهر سواحل امريكا الجنوبية و القارة القطبية الجنوبية كانت ايضا نسخا من الخرائط العتيقة. و بما ان لا شيء يشير الى وصول البطالمة او معاصريهم الى نصف الكرة الارضية الغربي، ناهيك عن فكرة وصولهم الى القطب الجنوبي، فقد خمّن هابكود ان حضارة سبقت البطالمة و الفينقيين هي التي قامت بوضع اصول هذه الخرائط.

تظهر خريطة بيري- ريس التي تعود الى حوالي 1513 م، ساحل امريكا الجنوبية ممتدا حتى يلمس ساحل القارة القطبية الجنوبية، لكن خرائط اورونتيوس فينايوس التي تعود الى حوالي 1532 م، تظهر القارة القطبية الجنوبية منفصلة عن امريكا الجنوبية، كما هو الحال في الواقع. و اذا اخذنا بالاعتبار وفاة ماجلان اثناء محاولته الملاحة و الدوران حول العالم عام 1521 م، مما يعني ان خريطة بيري-ريس تعود الى ما قبل اكتشاف مضائق ماجلان، فان خطأ تمثيل هذه الخريطة للواقع يصبح مفهوما. و بالمثل، فان خرائط اورونتيوس فينايوس التي رسمت بعد رحلة ماجلان بسنين اظهرت القارة القطبية الجنوبية منفصلة. مع ذلك، كان العثمانيون المسلمون اعداء للبرتغاليين المسيحيين، فليس مرجحا ان يكون البرتغاليون او الاسبان قد شاركوا اكتشافات كولومبوس و ماجلان مع الامبراطورية العثمانية. كيف اذن عرف بيري –ريس و وضع (و ان كانت تعوزه الدقة) في خريطته سواحل امريكا الجنوبية و القارة القطبية؟ ان وراثة خريطة تعود الى العصر الجليدي تظهر القارتين متصلتين بالجليد هو جواب ممكن، كما يجزم هابكود.

يبدو ان هابكود لم يأخذ بنظر الاعتبار احتمالية وصول البحارة العرب الى الامريكيتين قبل الاسبان و البرتغاليين. و هناك دليلان يسندان هذه الاحتمالية. اولهما مجموعة من العملات المعدنية وجدت في فنزويلا معظمها روماني يعود الى ما بين عهد اغسطس و القرن الرابع الميلادي، لكن قورش-سايروس كوردن Cyrus Gordon اشار الى وجود قطعتين معدنيتين عربيتين تعودان الى القرن التاسع الميلادي، كما ان كوردن اشار الى استمرار استعمال النقود الرومانية لقرون طويلة تبعت سقوط الامبراطورية الرومانية، و هو يعتقد ان هذه النقود قد وصلت عن طريق السفن البربرية المراكشية او السفن العربية حوالي 850 م.

قال كوردن بان العملات في حوزة المؤسسة السمثسونية Smithsonian Institution لكن شيئا لم ينشر بشأنها لاحقا، مع الاسف. و ربما كان مصدر العملات المجهول يقلل من قيمتها كدليل على حطام سفن بربرية وصلت الى امريكا الجنوبية. على كل حال، ان افكار كوردن الغريبة عن اتصال سبق كولومبوس بين العالمين القديم و الجديد، تستحق الاهتمام. فهناك دليل ثانٍ اقوى على رحلات عربية وصلت الامريكيتين قبل كولومبوس قدّمه الدكتور جفريز M. D. W. Jeffries من قسم الانثربولوجي، جامعة وتواترسراند، في جنوب افريقيا، حيث استنتج في مقال له بعنوان: ذرة ما قبل كولومبوس في اسيا: “Pre-Columbian Maize in Asia" ما يلي: "ادلة كافية قد قدّمت على وجود الذُرة في اسيا في العهود السابقة لرحلات كولومبوس، مما يدعونا الى اعادة دراسة الاتصالات بين العالمين القديم و الجديد. ان الحقيقة القائلة بان الذرة دخلت الصين عن طريق الغرب تقترح وجود اتصالات مبكرة عبر المحيط الهادي تسبق الاتصالات عبر المحيط الاطلسي".

يشير جفريز كذلك الى ان الذرة نشأت في نصف الكرة الغربي، و انها دخلت اوربا عن طريق اسيا الصغرى حوالي 1320م، على عكس ما يقال عن مسؤولية الاسبان و البرتغاليين في ادخالها من الغرب خلال القرن السادس عشر الميلادي. و قد عرفت اولا في معظم اقطار القارة الاوربية باسم: الحنطة العربية Saracen corn، او الحنطة التركية. و برأي جفريز، ان العرب الذين كانوا مسؤولين عن معظم التجارة البرية و البحرية خلال القرن 14م هم الذين قدّموا الذرة لاوربا و اسيا معا. ان فشل العرب في استعمار الامريكيتين قدّم الاخيرتين لقمة سائغة للاستعمار الاسباني و الاستعمار البرتغالي، كما انه ادى الى اهمال ذكر الرحلات الاسلامية في كتب التاريخ. و هكذا نجد ان خريطة بيري- ريس ليست تلك المعضلة العظيمة كما يدعي منظّرو العصر الجديد.

ملاحظة اولى للمترجم: يرى المؤرخون العالميون المعتبرون – مثل توينبي و ديورانت و كريمر و غيرهم – ان الحضارة السومرية؛ اول حضارة في تاريخ العالم، قد وضعت بذورها المباشرة خلال الالف الرابع قبل الميلاد، و اينعت حضارة متكاملة ابان الالف الثالث ق.م. و يسند رأيهم هذا الاف الشواهد الاثارية و البقايا المادية لهذه الحضارة من مدن و معابد و قصور و تركات ادبية كقوائم الملوك و الاساطير و الملاحم... و هذا رأي مختلف جدا عما يقترحه هانكوك و من معه استنادا على خيالات لا تسندها حقائق موضوعية عن "حضارات جليدية".

ملاحظة ثانية للمترجم: اذا كانت هناك خرائط ورثتها الحضارات المتلاحقة عن حضارة عالمية قديمة، فلم لم تظهر فيها استراليا؟ او تحدد فيها سواحل الامريكيتين الغربية (المحاذية للمحيط الهادي)؟ و لم لم يعيّن البابليون (اصحاب اول خريطة للعالم) حدود الامريكيتين و استراليا و القارة القطبية؟ و كيف لم يذكر الصينيون على امتداد حضارتهم شيئا عن هذا الموضوع؟ لكن هناك احتمالات (نظريات) كثيرة -الى جانب نظرية مؤلف المقال المنطقية- قد تفسّر حقيقة تعيين سواحل امريكا الجنوبية و القارة القطبية بطريقة اقرب الى الصحة من نظرية حضارة بائدة لم تترك لنا شيئا غير خريطة غير دقيقة عن حدود قارات العالم، فربما تسربت هذه المعلومات الى المسلمين -رغم العداء- عن طريق تجار او بحارة تلاقوا في موانيء مشتركة، بل و يقترح البعض مشاركة المسلمين اصلا في رحلات استكشاف الامريكيتين، كما ان هناك نظرية تقترح وصول الفينقيين الى امريكا الجنوبية و تقول بانهم تركوا اثارهم هناك. و اذا كنت انا رافضا لبعض او معظم هذه النظريات فانها –مع ذلك- تبقى اقرب الى المنطق التاريخي من نظرية الحضارة الجليدية.

الهة بيضاء من الشرق

طُرحت نظرية اخرى؛ استقبلها منظرو العصر الجديد بحماس، كبديل عن الرؤية التاريخية التقليدية. و قد ظهرت من بين فساد اساطير الابطال مع مركّب هدّام من ايدولوجيات انتشار ثقافي متطرفة، و فهم مضلل لعلم الاثار، و تعالٍ حضاري، و عنصرية بغيضة. انها النظرية التي تعزو الى المستعمرين القوقازيين (البيض) – عِبر المحيط الاطلسي- فضلَ بذرِ بذور حضارات الامريكيتين المحلية.
ابطال الثقافة المحلية في الاساطير هم الهة او انصاف الهة، قدموا لشعوبهم الكثير، من فن اشعال النار الى باقي فنون الحضارة. و اذا كان هؤلاء بيض قدموا من الشرق كما تشير الاساطير، فان ذلك يدل على حقيقة وقعت قديما و حفظتها لنا ذاكرة الاجيال على هيئة اسطورة: قدم اوربيون او شعوب متوسطية (من البحر المتوسط) الى شعوب امريكا الاصلية الجاهلة حاملين معهم شعلة الحضارة، او بالتحديد: لقد علم البيضُ قبائل الانديز و امريكا الوسطى، الكتابة و بناء الاهرامات و باقي عناصر التحضر... و بالتاكيد فان هؤلاء القادمين من الشرق الادنى او مصر لم يكونوا ليختلفوا كثيرا في اللون عن شعوب امريكا الاصيلة ! مما يوهن من تاثير هذه النظرية. كما ان هذه النظرية تتجاهل ايضا الحقيقة القائلة بان شعوب الانديز تختلف في واقعها عن شعوب امريكا الوسطى اذ ان الاولى لم تعرف الكتابة !

و قد خطر لي ان السبب الذي يجعل ابطال الثقافات الامريكية الاصيلة -في الاساطير- يأتون من الشرق عادة هو انهم يمثلون الفجر، فقد اتوا من الشرق مثلما تأتي الشمس من الشرق. و بالطبع فانهم رجعوا الى الشرق –كما قدموا منه- بعد ان اتموا مهمتهم، و سيعودون ثانية –من الشرق ايضا- يوما ما. كما خطر لي ايضا ان وصف هؤلاء الابطال بالبياض لا يعني انهم قوقازيون بالضرورة، بل ان الكلمة التي ترجمت الى "ابيض" قد تعني ايضا بسهولة: نقي، مشرق، او حتى اشارة اخرى الى الفجر ! و بالتاكيد فانا لم اكن اول من رأى "القادمين من الشرق" بهذه الطريقة، فقد كتب دانيال برنتون Brinton عام 1858 عن فيراكوشا Viracocha البطل الاندي (من الانديز):

" ارتبطت كل هذه المشاعر بالفجر، و اللغة نفسها دليل على ذلك، فكثير من كلمات الكونكن (طائفة من الشعوب الامريكية الهندية) التي تعني الفجر، الصباح، اليوم، النور، كما رأينا سابقا، مشتقة من جذر يعبر عن البياض. كما نستطيع ان نبحث في لغة غير مرتبطة بتاتا بهذه اللغات، كلغة: الكويتش Quiche (لغة الانكا و باقي الانديز)، عن معاني كلمات: الشرق، الفجر، الصباح، النور، الاشراق، العظمة، السعادة، النبالة او الشرف، و سنجدها كلها مشتقة من كلمة "زاك" و تعني اللون الابيض. نحن نقرا في ملاحمهم ان الرجال الاوائل كانوا "اطفالا بيض"، "ابناء بيض"، "يقودون حياة بيضاء وراء الفجر"، و ان الخليقة تُعزى الى الفجر، الواحد الابيض، المضحي الابيض بالدم".

يشير روبرت و جنيفر ماركس في كتابهما: في البحث عن الالهة البيضاء العظيمة (نشر عام 1992)، الى بطل اسطوري من المايا، ذُكر في بوبول فه popol vuh .
كُتب هذا العمل بلغة الكويتش – و ان بخصائص اوربية- في القرن 17 الميلادي بواسطة المايا الذين تحولوا الى المسيحية في كواتيمالا. و الكويتش هم فئة من المايا و الذين يشابه اسمهم –مصادفة- لغة الانديز. و مع ان البوبول فه كتبه متحول الى المسيحية الا انه يرتبط كثيرا بميثولوجيا (اساطير) المايا. و قد كتب ر. ماركس و ج. ماركس عن محتواه ما يلي:

" كثير من المايا الاخرين اشتركوا في هذا الكتاب ايضا، راوين ما رواه لهم اسلافهم عن اصولهم القديمة. و كل القصص متشابهة، فالناس بدأوا في الشرق فعبروا المحيط و قدموا الى الامريكيتين. اما مملكتهم فاوجدها حاكم شرقي عظيم يدعى فوتان Votan، الذي كان – و باقي الملاحين في اسطوله- ابيضا طويلا اشقر الشعر ازرق العينين، و حمل هو و طاقم اسطوله؛ في سفنهم الشبيهة بالثعابين ذوات المقدمة التي تماثل التنين، شعب المايا –عبر البحر - الى ارضهم الجديدة".

تبدو هذه المعلومات مذهلة، و ان صحت، فانها تنزع شرعية ربط برنتون الالهة البيض بالفجر تماما ! و بالتاكيد، فان فوتان هو ملك الهة التيتونيين (شعب شمال اوربي) و الذي يكتب اسمه على هيئة ووتان Wotan و الذي يعرفه الانكلو-ساكسون باسم ودِن Woden و يعرفه النورسيون (الفايكنغ) باسم اودين Oden . لكن هناك مشكلة كبيرة في ما يبدو على انه اشارة من ماركس الى اصل فايكنغي لحضارة المايا: لقد بحث في البوبول فه عن اي اسم يقترب و لو قليلا من اللفظ: فوتان، و كان بحثي عقيما ! و اكثر من ذلك، وصل كويتزالكواتل Quetzalcoatl و غادر راكبا على افاعٍ متلوية، و هذا اقرب شيء الى "السفن التي على هيئة الثعابين" التي نسبها ماركس للالهة البيض. و كان كوكولكان عند المايا هو المقابل لكويتزالكواتل، و قد ظهرت عبادته متأخرة في حضارة المايا، و ربما كانت منقولة الى المايا عن طريق التولتك المرتزقة العاملين في دويلات مدن المايا.

في الواقع، ان الاسم فولتان هو قراءة خاطئة قام بها الراهب الاسباني المتعصب "دييغو دي لاندا" لنقوش المايا. فبعد احراقه لكتب عديدة لا تقدر بثمن تعود الى المايا، ضاعف لاندا اعتداءه على المايا باهتمامه بنظام كتابتهم، اذ قام بترجمة حرفية لنقوش المايا، التي يعبر كل نقش منها عن كلمة، على انها حروف تقابل الالفبائية الرومانية، ثم ترجم النصوص التي لم يقم باحراقها منتجا لا شيء غير الهراء ! ان كتب المايا التي نجت من حرائق لاندا اعتبرت غير قابلة للفهم.
لكن خرافة الالهة البيض العظام لا تموت بسهولة. ففي مقال بعنوان " الحضارة الهندو-اوربية في الامريكيتين قبل كولومبوس" نُشر في مجلة "الامريكي العتيق" Ancient American و التي تساند فكرة وصول الحضارة الى الامريكيتين عن طريق مستوطنين عبر المحيط، يشير الكاتب توم فن Tom Finn الى موقع دفن لثلاثة من نبلاء الموتش Moche (في بيرو) كان طولهم يفوق متوسط الطول الموتشي بكثير؛ و الذي يتراوح بين 147 سنتمتر و 168 سنتمتر:

" ان قامتهم الاستثنائية التي تتراوح بين 175 سنتمتر و 183 سنتمتر مثّلت مشكلة كبيرة لعلماء الاثار التقليديين، و الذين اعلن احدهم "ربما تعرض هؤلاء الرجال الى مرض في حياتهم يشابه متلازمة مارفان، و هي اضطراب جيني يسبب عظاما نحيفة و طويلة". لكن شعر المومياءات الاحمر قد تم تجاهله !"

في الواقع، كان السبب الذي جعل الاثارية "الانا كوردي-كولنز" تقترح احتمالية معاناة النبلاء الذين وجدوا في القبر لمتلازمة مارفان، هو ان بقايا هياكلهم العظمية تشير الى وفاتهم –ثلاثتهم- في اعمار صغيرة نسبيا (مقارنة حتى باعمار شعوب العصور القديمة)، فقد كانت اعمارهم حين وفاتهم تتراوح بين 18 و 22 سنة و يبدو انهم ماتوا يفصلهم شهر عن بعضهم البعض. هاتان الحقيقتان بالاضافة الى حقيقة دفنهم في قبر واحد تشير كلها الى قرابة تجمعهم. ان اكتشافا منعزلا لقلة من طوال القامة ماتوا في سن مبكرة تقترح خللا جينيا لا بقايا لممثلي الالهة البيض العظام.

اما بالنسبة للشعر الاحمر، فيبدو انه سوء فهم (او كذب؟) من جانب توم فِن. فحين كتبت للدكتورة كوردي-كولنز اسألها عن معلومات تخص عمالقة الموتشي اجابت بان البقايا لم تكن مومياءات بل كانت هياكل عظمية، و ان النسيج الوحيد الباقي –اضافة الى العظام- كان قليلا من الجلد الجاف و مادة من الدماغ، و بعض خصل الشعر الاسود. و بما ان الشعر كان اسودا فان دليلا من اهم ادلة توم فِن على هندو-اوربية هؤلاء النبلاء تبخر وفق تحقيق بسيط ! و كل ما يتبقى عندنا الان هو ثلاثة ذكور طوال القامة. و يبدو كافيا القولُ ان ذكورا تجمعهم القرابة و لهم سمة جينية غير معتادة لا يعدون دليلا قويا على الالهة البيضاء العظيمة.



#الحسين_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج1
- اصلي باسمكِ
- مسائل اثارتها ابنة القس
- الناسخ و المنسوخ طريق بلا نهاية
- عن وجود نظرية -كل شيء-
- عن التخاطر
- استحالة حدوث الطوفان العالمي-بالارقام
- من وحي الانتخابات
- ذكرتك حين طاب النسيم
- انا الاول
- مناجاة غريب
- يقولون جننتُ
- نار الشعب
- دعونا نضحك
- لوح من الايزاكيلا ج2
- لوح من الايزاكيلا ج1
- الخروف الحر
- بغداد حلم داعب الزمن
- عثمان شهيد العراق
- من صحائف الاقدمين ج3


المزيد.....




- حملها وسلي وقتك.. طريقة تحميل GTA: Vice City للأندرويد إصدار ...
- الصحة العالمية تعتمد لقاحا جديدا عن طريق الفم ضد الكوليرا
- ماذا يحدث لجسمك عند تناول الكركم مع الزنجبيل.. وهل هو آمن؟
- -مصدر قلق كبير-.. الصحة العالمية تحذر من خطر تفشي إنفلونزا ا ...
- ثعبان على متن قطار سريع يتسبب في تأخير نادر باليابان
- استمرت 613 يوما .. أطول عدوى بـ-كوفيد-19- تثير المخاوف من مت ...
- “شوف الطبيعة وانت في بيتك”.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك ال ...
- بسبب احتجاجهم على عقد مع إسرائيل.. غوغل تفصل 28 موظفا
- عايز تخس 3 كيلو في 7 أيام.. افطر كويس وتناول -سناكس- صحى
- 5 أطعمة لوجبة الفطور تُخلّصك من انتفاخ البطن المزعج


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - الحسين الطاهر - اساطير حديثة- موضوع مترجم- ج2