أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - علم مقابل وطن














المزيد.....

علم مقابل وطن


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أكبر الفكرة..ما أصغر الدولة..
صحيح ما قاله شاعر ثورتنا الفلسطينية الراحل محمود درويش و ما كان يقصد و حسب, حدود وطنه المحتل و المحمل بخطايا قياداته السياسية و العسكرية امام تماسك و قوة الدولة الصهيونية (الديمقراطية) التي لا تكل يوماً على استرجاع رفات قتلاها فكيف بالأحياء منهم.
ثقافة الاستشهاد التي ورثناها من تراثنا و انظمتنا الاستبدادية العفنة لا تمنح شعوبها سوى مرتبة شهيد لا تغني و لا تذر, لا تطعم فماً جائعاً و لا تدفئ جسداً يرتجف من البرد, فليست سوى قلادات معدنية تزين الصدور المنفوخة بالهواء.
من السهل تحويل مصطلحات جوفاء إلى نقائضها بالمعنى عندما لا تتقاطع مع مصالح الأنظمة العائلية المافوية و الأجهزة القمعية فيتحول الشهيد إلى إرهابي أو فطيسة أو كلب خائن.. و يصبح الوطن إلى عرين أسد و يضحى العلم الوطني أثمن من الوطن نفسه و من الشعب كله.
اليوم, يقايض النظام المجرم أهل معضمية الشام الأبطال بين رفع علمه على قمة خزان ماء خاوي مقابل حليب أطفالهم و خبز شيوخهم و نسائهم و رجالهم بعد أن عجزت آلته الهمجية من قطعان الحرس الجمهوري و الفرقة الرابعة من الدخول و العبث بأهلنا الصامدين هناك تحت حصار مستوطنات موالي النظام المشبعين بالحقد و الكره و الطائفية و التي أقيمت على أراضي يملكها أهل معضمية الشام.
في الثورات عبر التاريخ, مد و جذر و إن كنا اليوم في حالة جذر فلنتذكر أننا في مثل هذا اليوم من العام الماضي كنا في حالة مد و كانت المؤشرات تتوقع سقوط النظام بعد شهر على أبعد تقدير فلماذا تغيرت الموازيين و انقلبت التوازنات؟
منذ اليوم الأول للثورة السورية ثورة الحرية و الكرامة, كان قيام قيادة وطنية واعية و قادرة من أكثر الأمور إلحاحاً و لكن الظهور الإعلامي للمستحاثات المعارضة و للديناصورات القادمة عبر البحار لتنصب نفسها قيادة مشوهة و غريبة عن الشعب السوري الثائر مترافق مع استراتيجية أمنية دموية لآجهزة أمن النظام و أجهزة استخبارات إقليمية و دولية طالت جيلين من الكوادر التي انتجها رحم الثورة و الضخ الدولي الخبيث للمال السياسي و للمقاتليين المتطرفين مع كل الاحترام لمن قصد سورية مقاتلاً انتصاراً لانسانيته و دينه و ليس انتصاراً لأجندة لن يقبلها السوريون و لو بعد حين, كل ذلك ساهم بقلب الحقائق و تحويل الصراع من شعب طيب يقاوم للتحرر من نظام استبدادي قادم من الهمجية الأولى.
لا يمكن تجاهل الكم و النوع من الأسلحة التي يقدمها زعماء المافية الروسية و حكام الملالي و زعماء الطوائف عرباً و عجماً و بتواطئ مريب دولي و ممن يدعون صداقتهم للشعب السوري زوراً.
اليوم, العدو من أمامنا و من خلفنا و فينا و لن نغير الموازين و نعيد التوازنات و نستعيد زخم الثورة و أهدافها إلا بقيام الشرط الأول الذي يمثل سورية و ثورتها دون تشوهات و أجندات و تسول, قوة سياسية وطنية صاعدة حقيقية و من رحم ثورتها تعمل على الأرض و بتكتيك يتناسب و تعفن الواقع و فساده و اختراقات النظام لجسد الثورة المثقل بالدم و الجوع و لكنه باق على عهد الشهداء و عذابات المعتقلين و المهجرين و روح الثورة التي لا تستكين.
سورية الولادة لن تعجز و ستثبت للعالم الحتمية التاريخية في قيامتها من جديد و استرجاعها لروح المبادرة و الخلق و نفض غبار عفن زرعه نظام الاحتلال الأسدي الذي اعطاها اسباب استمرار ثورتها و توقد جمراتها من تحت رماد خيانة دواعشها و أمراء الحرب و المجرمين الذين أطلقهم سجانهم بداية الثورة من سجون عدرا و حلب المركزي و حمص و حتى من تدمر و صيدنايا و أبو غريب و الرمادي ...
نعم, يمكن لنا أن نقبل اليوم بارتفاع علم على خزان لا لزوم له اليوم, مقابل كسرة خبز و حليب لأطفالنا و ليس في قلوبنا و عقولنا شك بأننا نحافظ ببقائهم أحياء, بقاء للثورة و لبذرة الحرية التي تجذرت في اجسادهم الصغيرة التي تجاوزت طفولتهم ببراميل حقد النظام الذي يستبيح الوطن مقابل خرقة ملونة بدماء شعب صامد.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
- الجيش الحر و انتقام النظام
- استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
- حصاد الرؤوس الكبيرة
- هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
- سوريون..و لا نخجل
- التصويتات على تأديب الأسد
- الضربة التأديبية, فأين المفر؟
- الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
- في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
- التاج يسقط في الشام
- حصار الشعب الذي يريد
- من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
- تقاطعات بين استراتيجيتين على حساب ثورة السوريين
- عيد ميلاد كندا و الولادة العسيرة لسورية الجميلة
- الرحمة للمناضل و الإمام المغيب الشهيد موسى الصدر.
- القصير.. الثورة لا تسقط
- إعادة هيكلة و ليس مهزلة
- شعار الثورة (الموت و لا المذلة) كهدف استراتيجي
- كلاب مسعورة في ريف بانياس


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - علم مقابل وطن