أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - حزب البعث والدولة السورية














المزيد.....

حزب البعث والدولة السورية


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1228 - 2005 / 6 / 14 - 10:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في خطابه في مجلس الشعب، الذي أعلن فيه السيد رئيس الجمهورية انسحاب الجيش السوري من لبنان،أعلن ما هو أهم من ذلك، وهو أن الاستحقاقات الداخلية لسوريا سيناقشها المؤتمر القطري العاشر للحزب الحاكم، وقال بما معناه أن المؤتمر سيكون قفزة نوعية، واشتعلت المخيلة الشعبية السورية بالأحلام المدفوعة بالاحتياجات والرغبات، وما أكثرها بدءاً من الخبز مروراً بالكرامة وليس انتهاء بالتقدم الاجتماعي والحرية.
ولكن الأيام الفاصلة بين خطاب الرئيس وانعقاد المؤتمر المقصود، كانت عصيبة وغريبة، حتى أنها شكلت حقبة بحد ذاتها، حتى لأولئك الواثقين من تشاؤمهم، وأغرب ما في تلك الحقبة أن مسؤولين عاديين أدلوا بما يناقض كلام الرئيس، ودعوا الناس إلى عدم انتظار الكثير من المؤتمر، وكانت هذه مفارقة تحمل وجهين متناقضين، جعلت المواطن السوري، سكراناً بلا شراب.
لا شك أن المؤتمر كان أمام عملية جراحية بالغة الخطورة، إنها فصل التوأمين الملتصقين: حزب البعث والدولة السورية،وهي من أخطر وأغرب العمليات،خاصة أن الحزب هو الذي سيقوم بهذه المعجزة، وهو الطرف الأضعف بل في نظر كثيرين أنه مشلول منذ عقود وحتى ميت، وإذا كان به شيء من حياة، فإنما يعود إلى ما يمتصه من الدولة التي لولا امتيازاتها، ما كان ذو المليونين عضو يتجاوز العشرات.
اختتم المؤتمر أعماله، ولم يتمخض عن قفزة نوعية، وبدا السيد الرئيس مثله مثل أي مواطن حالماً أكثر مما يحتمل الواقع، وليس متوقعاً أكثر من ذلك، لأن العملية الجراحية الصعبة، ليست أصولاً من مهام الحزب ولا من مهام الدولة الراهنة، لأنهما كلاهما موضوع العملية، ودورهما هو القبول بها، واستدعاء أفضل الجراحين لإجرائها، ولا حاجة لجراحين أجانب، ففي سوريا خبراء ومستعدون بل سيتفانون في مهمتهم، لأن القضية تخص حاضرهم ومستقبل أولادهم، وهكذا كانت البداية خاطئة, أي أن التشخيص وهو نصف العلاج، لم يكن صحيحاً.
للحزب مؤتمراته ومشكلاته، وهو يحلها بطريقته ،وللمواطن مشكلاته وهذه مهمة الدولة، وما لم نصل إلى فهم هذه المقدمة الأولى أي فصل الحزب عن الدولة عضوياً فصلاً تاماً فلن يحدث أي تقدم لا على صعيد الدولة ولا على صعيد المجتمع والمواطن.
إن قراءة البيان الختامي لأعمال المؤتمر، تقول أن العملية لم تتم أو لم تنجح على الأقل، ومع أن ثمة إشارات واهنة وخجولة، وفي أحسن حالاتها جزئية ومبتسرة، إلى التشخيص السليم، غير أن المشكلة المركزية لم يقترب أحد منها، وهكذا وضعت الحقبة الماضية كلها بآمالها ووعودها في ثلاجة باتت ممتلئة بالحطام، ومازال التوأمان ملتصقين، وظلت جميع القضايا المعلقة معلقة.
لم تثبت دولة عقائدية حتى اليوم (مهما كانت عقيدتها دينية أو قومية أو شيوعية) أنها قادرة على الارتقاء إلى تكوين الدولة العصرية والحديثة، أي الدولة العلمانية الديمقراطية، التي هي دولة الفرد والمجتمع، مهما كان هذا الفرد وذاك المجتمع متقدمين، وكان آخر امتحان لهذه المقولة سقوط الاتحاد السوفييتي ومعسكره، ولا يبدو أن التجربة الصينية، ستتمكن من اجتياز الامتحان بنجاح، رغم النمو الاقتصادي المذهل والتطور التقني والعلمي الخارق، والجميع يعرف معاناة الصينيين من دولتهم العقائدية الشمولية، ولا حاجة للحديث على ما تتعرض له حقوق الإنسان وسائر الحريات هناك.
إن الدول العقائدية هي بالضرورة دول بوليسية قمعية، محافظة وتنتفي معها الحرية.
بوجود دولة حديثة ومستقلة عن أجهزتها الأمنية والقضائية وعن أية عقيدة، تأخذ تلك الأجهزة مواقعها الصحيحة، وتمارس كل منها وظائفها، وتتم محاسبتها على هذا الأساس، كما تكون الدولة نفسها، في حالة توازن وتطور، ويكون القانون والدستور ناظمين للدولة نفسها وللمجتمع وللفرد.
هذا كله لن يكون إلا بتعاون جميع القوى السياسية وقوى المجتمع المدني، ومبادرات الخبراء الحقوقيين والمفكرين الوطنيين، على أرضية المصالحة الوطنية، وفي أفق التطور السلمي والديمقراطي، المتنافي مع قيادة أحادية، لأن لا حزب واحداً ولا قائد واحداً، يمكنه أن يقود البلاد، وما نحن فيه خير دليل وبرهان.
نحن بحاجة إلى قانون واحد ودستور واحد وعلم واحد، وفي كل واحد من هؤلاء يكون التعدد السوري حاضراً بروحه الحضارية الحديثة والغنية.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق توت من نوع خاص
- كيف تكون محترماً ومحبوباً في مقالة؟
- عاد الجنرال الهرم ورحل المثقف الشاب
- عند عبد الحليم الخبر اليقين
- دخان أسود
- حسين مروة- مهدي عامل – مصطفى جحا- سمير قصير- تكسرت النصال عل ...
- سمير قصير.......سمير قصير!!!!!
- الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة
- المقارنة المهينة للحضارة والكرامة والأنوثة
- حصار التفاهة
- عذر أقبح من ذنب!!!
- أعداء الفجر غير مرحب بكم
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن
- أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
- سيدتي الأنيقة
- الحب
- أفنان بهجتي
- قوة سوريا بحرية أبنائها


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - حزب البعث والدولة السورية