أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نور الدين بدران - سمير قصير.......سمير قصير!!!!!














المزيد.....

سمير قصير.......سمير قصير!!!!!


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 11:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


يوم الخميس 3حزيران 2005م ومنذ ساعات الصباح الأولى وعلى مدى ساعات النهار وحتى المساء، لم أفتح كتاباً ولا مذياعاً ولم أتصفح جريدة، فقد كانت غيمة سوداء تحيط بقلبي كالشغاف،ولم أكن أعلم السبب، فكل أموري على ما يرام،لكني استسلمت لعزلتي وكآبتي وقهوتي وسجائري وسخطي وتنبلتي، ولم يعمل فكري إلا في سؤال وحيد: لماذا هذه السوداوية المباغتة؟ ولم أحظ بجواب شاف، فهربت من سؤالي الوحيد واستكنت في قوقعة كآبتي كسلحفاة من أقدم العصور.
مساء جاء بعض الضيوف والزوار، وقال أحدهم : أبو يزن سمعت الأخبار ؟ قلت لا والله هذا اليوم لم أسمع شيئاً؟ فقال : أتعرف سمير قصير؟ قلت له: طبعاً وهل هناك أحد لا يعرف هذه الشمعة التي لم تنطفئ حتى في أشد العواصف، وتركني الرجل أسترسل في حديثي عن سمير، وكنت أتوقع من محدثي أن يقول لي أن سميراً قال كذا في مقابلة أو كتب كذا في صحيفة،لكنه تركني أتكلم واستسلم بدوره لحالة صمت ظهرت عليها غصة واضحة ثم قال : إذن تعرفه جيداً فقلت: سمير رجل ممن يقال عنه :إن الكرام قليل، مثقف رفيع المعرفة، عالي بل شامخ الموقف، واسترسلت من جديد، ولم أتوقف حتى رأيت ارتباك الرجل الذي فاجأني كدم يندفع من طعنة بلا إنذار: قتلوه ..قتلوه ..اليوم.
غبت عن ضيوفي وعن العالم وعن نفسي ، وأخذتني موجة عملاقة في بحر كآبتي الغامضة الراكد، لقد اضطرمت وهاجت أمواجه، ولم تصل دموعي إلى عيني، بقيت في القلب غيوماً سوداً كماضي وحاضر ومستقبل أمة تقتل أنبياءها حديثاً وقديماً، بقدر ما تؤله جلاديها وحثالاتها.
إذا أردت أن تعطي صورة مشرقة لفلسطين والقضية الفلسطينية وتكسب تعاطفاً حضارياً لهما ، فقل سمير قصير فلسطيني، هكذا عاش وهكذا استشهد ولهذا قتلوه أعداء فلسطين الحرة والمشرقة.
إذا شئت أن تتحدث عن لبنان حر وديمقراطي ومعاصر، عن لبنان أسمى من طوائفه وأحزابه وحكوماته ورؤسائه وانتداباته واحتلالاته بلا استثناء، عن لبنان مبدع ومنارة، عن لبنان الإنسان، عن لبنان كوني، فقل سمير لبناني، هكذا عاش ولهذا قتله أعداء لبنان المبدع ، أنصار لبنان الجاهل الجلاد والمجلود.
إذا أردت أن تتكلم عن سوريا حديثة، حرة، شامخة، فقل سمير سوري، وسيلتف حولك كل الأحرار والمبدعين لنصرة هذه السوريا التي بها تصف سمير، وتصف سمير بها، هكذا عاش سمير كلمة وموقفاً ولهذا قتله أعداء تلك السوريا العظيمة، أنصار سوريةٍ تافهة مرذولة.
إذا أردت الحديث عن فرانكفونية إنسانية ومبدعة، فاضرب مثلاً مفحماً وقل: سمير مثقف وإنسان فرانكفوني.
لكل قضية عظيمة، رجال عظام،وسمير رجل عظيم لكل القضايا العظيمة، التي لخصها بكلمة واحدة :الحرية البصيرة المسؤولة المتحضرة: لفلسطين ولبنان وسوريا، للكلمة المبدعة، للإنسانية جمعاء.

الدموع تكسر الكلمات والحروف، والقلب يتلعثم ويتعثر في هذا الطريق المفخخ بالجهل والعقائد البائدة والقتلة.
لم يكن سمير قصير غافلاً عن القتلة، ولكنه لم يخف من أي منهم على اختلاف ألوانهم وسعار كلابهم،، بل ملأ أجوافهم النتنة كالجيف، بالهلع والرعب، هكذا تخلصوا من أحد أجمل أحلامنا، ومن أكثر كوابيسهم حضوراً وشجاعة.
من قتل سميراً؟ كلهم أعداء فلسطين وسوريا ولبنان والإنسانية والحرية والكلمة النور.
من قتل سميراً؟ لا أحد لأن سميراً حي في ضمير أحباء فلسطين وسوريا ولبنان والعالم والحرية والإنسانية المتطلعة إلى النور.
لماذا يا سمير؟ أفي كل حزيران لنا نكسة أو نكبة أو هزيمة؟ ألم يمتلئ قاموس لعناتنا هذا؟
كل يوم يا سمير يفاجئني القتلة من عرب ومستعربين، ولأني ضعيف كفراشة، لا يخطر لي مهما بلغت بشاعة القتلة أن تمتد أيديهم المفخخة إلى أمثالك، وكل مرة ومن جحر غفلتي تلدغني عقاربهم السامة.
نعم ما كان لحشرة تافهة كالعقرب أي شأن أو ذكر في التاريخ الإنساني لو لم تلدغ عقب الجبار هرقل.
سمير جرفتني دموعي، تغلبت عليّ، لست قوياً مثلك، أعذرني هاهو كفن الصمت يلفني، لأصغي إلى أغنيتك آتية من بيارات فلسطين وأرز لبنان، وصهيل سوريا بحناجر الحرية.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة
- المقارنة المهينة للحضارة والكرامة والأنوثة
- حصار التفاهة
- عذر أقبح من ذنب!!!
- أعداء الفجر غير مرحب بكم
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن
- أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
- سيدتي الأنيقة
- الحب
- أفنان بهجتي
- قوة سوريا بحرية أبنائها
- حرباء الروح
- المعارضة السورية واللا شائعات
- شرف التقليد وعار الإبداع /تحية إلى الكاتب إحسان طالب
- الدولة الدينية والدولة الحديثة
- الإصلاح في المملكة العربية السعودية
- أصغوا إلى الأغنية البحرينية
- نبيل فياض يهجر


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نور الدين بدران - سمير قصير.......سمير قصير!!!!!