أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة














المزيد.....

الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 11:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من النادر أن تقع العين على مقال لافت وعميق، ولحسن الحظ أن هذا النادر موجود، بل متوفر، لكنه فعلاً للأسف نادر.
من هذا النادر مقال السيد خالد حاج بكري،على مرآة سوريا، وهو رد على الأخوان المسلمين، لكنه في قراءتي له ألفيته أرقى من النظر إلى حالة العصاب تلك.
إنه بقراءتي، قراءة عميقة نظرية وسياسية وتشخيصية لبؤس تلك "الحالة" (الأخوان)، وكذلك وهو بالأهمية نفسها إن لم يكن أهم هو قراءة غير مباشرة لبؤس الثقافة والسياسة لدى القوى الأخرى الضالعة في الأزمة العامة المتجلية في انحطاط الثقافة والسياسة وحصرهما في دكاكين وشلل وما شابه، وذلك على ضفتي أزمة المجتمع السوري، أي السلطة والمعارضة ، أو الجسم الهيولي لمعظم قوى المعارضة.
السلطة من ناحيتها تقوم بتضخيم الحالة الأخوانية وتتفيهها في الوقت عينه، لاعتبارات براغماتية ومن مواقعها الاستبدادية العامة، وبنشرها أو تبنيها وعياً زائفاً لتلك الحالة تنشد مصالح مفهومة للقاصي والداني، لكن القوى المسماة معارضة وأعني حصراً القوى التي قرأت حالة الأخوان قراءة زائفة (كل التنظيمات والأفراد الذين أتحفونا بأن الأخوان تغيروا،على منوال السيد أكرم البني مثلاً لا حصراً) وتبني أو بنت على هذا التغير المزعوم أو الموهوم، ما هو أسوأ منه، أي المطالبة بتغيير مواقفنا من هذه الحالة التي يوماً بعد يوم ، تؤكد أنها تدور في دورة إعادة إنتاج عامة للمجتمع ككل وللذات، وهي الدورة عينها التي تدور فيها السلطة والمعارضة، إنها دورة إعادة إنتاج الانحطاط والتخلف في شروط القمع والاستبداد.
مجمل البنية السورية بكل عناصرها، سلطة ومعارضة ، تخضع لتحولات جزئية وطفيفة،كمية وليست نوعية، ومن ضمنها حالة الأخوان، والدراسة الميدانية التحليلية لكل عنصرأي لكل حزب أو تنظيم(للأفراد منطق تحول مختلف، حتى لو كانوا أعضاء في تلك التنظيمات، هذا المنطق المختلف هو ما يمنحنا النادر الذي بدأت عنه مقالتي) يؤكد ذلك، ويعطينا هامشاً أو سع لرؤية أكثر وضوحاً للأزمة العامة التي تعيشها البلاد وتتخبط فيها.
إذا كانت حالتا السلطة والأخوان هما الحالتين الأكثر مسؤولية وعنفاً في صناعة الأزمة، التي توجتها الحرب الأهلية في سوريا، التي فجرها الطرفان، فهذا من الطبيعي أن تظهر(والظاهرة غير الجوهر) كل منهما أنها تخضع لتغيرات دراماتيكية أكثر من غيرها من القوى الأخرى، ولأنهما في تلك الحساسية من توترات التاريخ السوري الحديث، فلا بد للاوعي الجمعي وأيضاً للوعي الجمعي أن ينجذبا نظراً وذاكرة إليهما أكثر من غيرهما من القوى.
أتفق مع السيد خالد على أن فجر الحرية يزحف نحو سوريا، وأن ربيع دمشق المغدور، كان بداية ولكنها مجهضة، وأنها ستعود، ولا أعرف إذا كنا نختلف بأن ذلك الفجر لن تكون حزمه الضوئية من هؤلاء ولا من أولئك، وأعني من عناصر البنية القديمة والمجتمع القديم سلطة ومعارضة.
إن جميع هذه الأطراف أشجار يابسة تهتز مع العاصفة الراهنة، وتسقط ثمارها الجافة والسامة وأوراقها الصفراء، ولكن بالتأكيد ليس جميع الأشجار من نوع واحد.
إن الأجيال الطالعة، هي التي ستكون خيوط الضوء المسترسل كضفائر والغزيرة كشلال على أكتاف الصبية سوريا.
أظن هذا يحتاج وقتاً أكثر مما نتصور، فالحريق الراهن الممتد منذ عقود لن يسفر قريباً عن صعود طائر الفينيق العظيم من رماده، وبكل أسف لا أرى في المدى المنظور إلا اللوثايان يتجول في أفق سوريا العجوز الشمطاء المنكوبة بالاستبداد والإرهاب والسلفية اليسارية واليمينية والشوفينية والوطنجية وأنصار العولمة ومناهضيها (شخصياً أحب الببغاء كطائر)، وكلها تنعق في خربة واحدة.
أرجو أن أكون مخطئاً ومتشائماً.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقارنة المهينة للحضارة والكرامة والأنوثة
- حصار التفاهة
- عذر أقبح من ذنب!!!
- أعداء الفجر غير مرحب بكم
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن
- أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
- سيدتي الأنيقة
- الحب
- أفنان بهجتي
- قوة سوريا بحرية أبنائها
- حرباء الروح
- المعارضة السورية واللا شائعات
- شرف التقليد وعار الإبداع /تحية إلى الكاتب إحسان طالب
- الدولة الدينية والدولة الحديثة
- الإصلاح في المملكة العربية السعودية
- أصغوا إلى الأغنية البحرينية
- نبيل فياض يهجر
- قاصمة الظهر


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة