أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - أعداء الفجر غير مرحب بكم














المزيد.....

أعداء الفجر غير مرحب بكم


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كانت جريدة تشرين كعادتها سباقة إلى فهم الرسالة التي تطوف في سوريا ، على المعارضة و البعثيين معاً، فقد أعلنت الجريدة المذكورة إيقاف الصفحة التي كانت خصصتها للحوار واستقبال الآراء والاقتراحات التي يمكن أن تغني أعمال ومقررات مؤتمر الحزب العتيد.
وشيئاً فشيئاً يتضح أن أصحاب القرار الفعليين في النظام السوري ، عازمون على سياسة تتريك تامة ، بالقوة الانكشارية التي يملكونها، ويصمون آذانهم عن أصوات العالم في الخارج ، بقدر ما يكمّون أفواه الناس في الداخل، وكأنهم بدفنهم رؤوسهم في رمل أوهامهم، يجدون ملاذاً نفسياً وأماناً ذاتياً.
سياسة التتريك هذه المعروفة بقمع الحريات ومنع التعبير بالقوة والإرهاب، أخفقت بالأمس مع أصحابها الأصليين، وقدم هذا الشعب السوري خيرة أبنائه ، شهداء وسجناء ومنفيين، في مواجهتها، فغصت السجون و نصبت أعواد المشانق ، وأفلتت الكلاب في الشوارع ، ولكن في النهاية ، ارتدت ذراع المستبد إلى نحره، وأصبح الرجل المريض الذي مات ولم يأسف عليه أحد، بل حتى أبناء جلدته ، قاموا بحرق ما تبقى من تراث دولته البالية وتخلصوا منه ، معلنين دولة علمانية حديثة ، وشرعوا ببناء مجتمع جديد ، بثقافة جديدة ، ولغة جديدة ، متخلصين من طلاسم القديم ، شكلاً ومحتوى ، حرفاً ومعنى ، وما زالوا يحاولون الانتماء إلى العالم الحديث ، بتكتلاته الاقتصادية والسياسية والثقافية، الكبيرة والفاعلة ، لكن معيقاتهم تكمن فيما تبقى من مخلفات أو روائح الرجل المريض بل النافق، ولاسيما فيما يخص الديمقراطية والحريات عموماً، وحقوق الإنسان.
سياسة التتريك التي تدأب على تنفيذها الدولة المخابراتية في سوريا، أخفقت في لبنان وفشلت فشلاً ذريعاً ، فكل الكراكوزات اللبنانية التي تعبت سنوات طويلة على صناعتهم و نصبتهم نواباً ومدراء أجهزة ووزراء ورؤساء، مع أول هبة نسيم داخلية وتلويحة ناعمة من الخارج ، تهاوت الدولة الكرتونية ، وأصبح لحود وكرامي وفرنجية وعضوم وسواهم تماثيل شمع تذوب في شمس الإهمال والنسيان.
كانت هذه الضربة المتوقعة منذ سنوات ، للدولة الأمنية في سوريا ، يمكن توفيرها ، لو أن القيمين على حكمها أرادوا ذلك ، لو أن العقلاء (هل لهم وجود؟) بينهم ، أصغوا إلى صوت العقل وإيقاع العصر ولغة العالم ، ناهيك بصوت اللبنانيين كشعب ، والسوريين أيضاً كشعب، لكن الدولة الأمنية تصم آذانها تماماً عمن تسد أفواههم ، ولا تصغي إلا للمافيات هنا وهناك ، وهكذا لم يكن ممكناً غير الذي كان.
وأيضاً كانت التجربة في لبنان كافية ، ولكن للعقلاء، بأن يصغوا بوعي وصحو للداخل والخارج، فيما يتعلق بالوضع الداخلي والخارجي وهو في النهاية واحد، ولكن الأجهزة التي أصبحت بشراً أحادية البعد، انقضت على الوضع الداخلي أو تحاول الآن ذلك ، وكأنها تخبط خبط عشواء،أو تنفذ عملاً مطلوباً منها ، عليها إنجازه مقابل مكافأة هي البقاء في مناصبها تلك الدجاجات التي تبيض أحجاراً كريمة، ولو كان في ذلك خراب البلد ومهانة أهله، وإذلال مثقفيه ومبدعيه، وهذا هو ما يحصل الآن، بكل أسف.
يتحدثون عن خطوط حمراء، ويسمحون لرعاعهم وعسسهم تجاوز الخط الأحمر الأهم والأخطر ، وهو حرية الرأي والتعبير، وهو الخط الأخير الذي تنفضح عنده كل الأكاذيب.
عند هذا الخط كما يبدو ستكون المعركة الفاصلة بين أحرار سوريا وسلالة سياسة التتريك الاستبدادية الآيلة للزوال بكل تأكيد، كان من كان وراءها.
زوار الفجر (تسمية خطأ/الصح أعداء الفجر) غير مرحب بكم.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن
- أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
- سيدتي الأنيقة
- الحب
- أفنان بهجتي
- قوة سوريا بحرية أبنائها
- حرباء الروح
- المعارضة السورية واللا شائعات
- شرف التقليد وعار الإبداع /تحية إلى الكاتب إحسان طالب
- الدولة الدينية والدولة الحديثة
- الإصلاح في المملكة العربية السعودية
- أصغوا إلى الأغنية البحرينية
- نبيل فياض يهجر
- قاصمة الظهر
- شادي سلامتك ... ويا سيادة الرئيس
- كون آخر
- العلاقة بالآخر مرآة الذات
- النهر الهادر أصم


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - أعداء الفجر غير مرحب بكم