أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - عند عبد الحليم الخبر اليقين














المزيد.....

عند عبد الحليم الخبر اليقين


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك الكثير من العبارات والمواقف، تحمل جوازاً الشيء ونقيضه، أو المعنى وعكسه، كأن يبقى المعنى في قلب الشاعر، ومن طرائف الأدب، أن خياطاً أعور (بعين صحيحة واحدة) اسمه زيد، خاط لأحد الشعراء رداءً، فقال الشاعر في ذلك: خاط لي زيد قبا ليت عينيه سوا
ولم يعرف أحد أمنية الشاعر للخياط : العمى الكامل أم البصر التام.
خطرت لذاكرتي هذه القصة، بعد قراءتي أكثر من مرة لكلمة السيد الرئيس بشار الأسد في افتتاح أعمال المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم، والحقيقة أني وجدت معظم العبارات تحمل جوازاً التغيير باتجاه الانفتاح، كما تحمل جوازاً التغيير باتجاه التشدد أكثر، لكن كلمة التغيير وعبارة الدعوة للتغيير هي القاسم المشترك في مابين سطور ذلك الخطاب الغامض، والذي هو أقرب إلى عبارات عامة يمكن أن تحمل من التفسيرات ما يرضي الجميع، ويغضب الجميع في الوقت عينه، لهذا لا أدعي أني فهمت شيئاً محدداً وملموساً، إنما أستطيع القول أن هناك دعوة للتغيير، أما بأي اتجاه ولصالح من؟وما هو انعكاسها على الحزب نفسه أو الدولة أو المعارضة،أو المجتمع،فأظن أن الجزم في أية موضوعة،بناء على الخطاب عالي الإنشائية، فهو ضرب من التكهن والتهور أو المغامرة، في اكتناه المعنى القابع في قلب القائل.
إن تصفيق الحضور جميعاً لا يعني شيئاً فيما يخص الفهم ،إنه نوع من الفولكلور الذي بات أمراً عادياً كوجود إبريق ماء على المنبر، أو هو تعبير عن الاحترام للزعيم، ولكن أي احترام لا يقترن بالفهم والمعرفة، هو عادة وروتين مألوفان، وكان السيد الرئيس في خطاب القسم،أعلن موقفاً حضارياً من التصفيق،وأظنه مازال يتبناه، ربما لهذا لم تبدُ اليوم عليه ملامح الارتياح،بعد إنهائه الكلمة وعبوره عاصفة التصفيق المدوية، وكأني به يتساءل ماذا فهم أصحاب الأكف الملتهبة؟ هل فهموا حقاً ما أريد؟ ربما يكون أثلج صدره بطمأنة نفسه وتمنى ذلك.
كنتُ ومازلت مقتنعاً أن الرئيس بشار الأسد يريد الإصلاح والتغيير، ولكنه اصطدم بموروث مذهل وبمن يضعون العصي في عجلة الإصلاح، وهؤلاء هنا أمامه، وهم الآن يصفقون،كالهر الذي يصغي لكلماتك وأنت تطرده عن طبق اللحم خاصتك، حسب المثل الروسي :" الهر فاسكا يصغي لكنه يأكل" ولهذا كما أظن كان الرئيس في مفارقة بين هؤلاء المصفقين(طبعاً هناك استثناءات) وبين ما يقوله أو يرومه، وربما هذا ما جعل كلامه يراوح في أروقة العمومية واللاتعيين.
حين قدم السيد عبد الحليم خدام استقالته أو طلب من المؤتمرين إعفاءه من جميع المناصب السياسية والحزبية، أيضاً لم أفهم المغزى من ذلك؟ لكني تذكرت عبارة لرجل راحل وكان من الجيل الأول من مناضلي حزب البعث، ففي إحدى جلسات ذكرياته قال لي: عبد الحليم خدام يزن الأمور بدقة كالصايغ، وروى لي الحادثة الآتية:
أيام النضال السلبي شاركنا في مظاهرة طلابية متنوعة، وكنت أنا وحافظ الأسد ومجموعة كبيرة من رفاقنا، ولكن عبد الحليم خدام رفض المشاركة، وحين سألته لماذا؟ قال لي: انتظر شوي لنشوف وين بدها توصل ولصالح مين.
أصيب يومئذ حافظ الأسد بجرح طفيف في جبينه،أما أنا فكان دمي طولي، وتم تفريق المظاهرة بالقوة، وفي طريق عودتي رأيت عبد الحليم وفهمت أنه كان يتابع الموقف من بعيد، وقال لي: كيف الشباب؟ ما قلت لك تأنى يا.....ومن ذلك اليوم فهمت أن هذا الرفيق مانو سهل، وقد أكد الزمن ذلك.
هذا الصباح فتحت موقع جريدة الشرق الأوسط، كان على الصفحة الأولى بالمانشيت العريض:
مصادر في واشنطن: نصيحة للنظام السوري : تقاعدوا.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخان أسود
- حسين مروة- مهدي عامل – مصطفى جحا- سمير قصير- تكسرت النصال عل ...
- سمير قصير.......سمير قصير!!!!!
- الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة
- المقارنة المهينة للحضارة والكرامة والأنوثة
- حصار التفاهة
- عذر أقبح من ذنب!!!
- أعداء الفجر غير مرحب بكم
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن
- أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
- سيدتي الأنيقة
- الحب
- أفنان بهجتي
- قوة سوريا بحرية أبنائها
- حرباء الروح
- المعارضة السورية واللا شائعات
- شرف التقليد وعار الإبداع /تحية إلى الكاتب إحسان طالب
- الدولة الدينية والدولة الحديثة


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - عند عبد الحليم الخبر اليقين