رعد اطياف
الحوار المتمدن-العدد: 4308 - 2013 / 12 / 17 - 15:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كثيرة هي الأشياء المدفونة في أعماق وعينا، لأسباب عدة أهمها هيمنة أنساق معينة على عقل الإنسان ، وتحويل حياته إلى لعبة افتراضية مشروطة بمعطيات سلطة النسق الحاكم . وكثيرا ما نتوهم امتلاكنا للعقل وحرية الإرادة ، والقدرة على اتخاذات القرار ، إلا أنها - في الحقيقة _ تتحرك وفق معطى مقرر سلفاً ضمن دائرة استلاب خفي لا يدركه إلى من تحرروا من تلك الأحكام الخفية. أشيائنا المستلبة كثيرة ، والكلام عنها يخرجنا من هذه العجالة ، لكن اهم مايمكن تسليط الضوء عليه ، هو انعدام روح السلام والحب عند هذا الكائن البشري المسمى " إنسان" ، وحتى لا نتهم بالمثالية المفرطة ، علينا ان نعترف ان هذه المفاهيم أصبحت حلم بعيد المنال عند من يعجبهم هذا الواقع ، وهم على حق . إذ لمجرد النظر الى هذا الجحيم ، سنبرر خجلنا حول عدم التكلم بلغة الحب والسلام . لكن هل يكفي هذا التبرير كي لا نتحلى بروح الحب والسلام ؟. بالتأكيد لا نقبل هذا التبرير لأيماننا بالطاقة الهائلة التي يتمتع بها هذا الكائن .. هذا الكائن الذي اجتاز معاناة مهولة على طول التاريخ ،واستطاع البقاء بجدارة ليصنع حضارات متنوعة ، فالأولى به تحويل (بعض قدراته التدميرية) الى سلام ومحبة ، بعد أن جرب كل صنوف المعانات. ربما الشعوب الاخرى (المتطورة) متجهة إلى هذا الطريق ، بقي علينا نحن الشعوب -الناطقة بالعربية- ان نؤمن بهذا البديل بعد أن استنزفتنا البدائل الأخرى . بلا أدنى شك ستكون المهمة عسيرة جدا فيما لو اخذناها على صعيد المجتمعات ، فالكلام يبقى ضمن نطاق القدرة الفردية ، وبدلاً من الخوض في قضايا الاستهلاك اليومي يمكننا أن نجرب لحظات السلام عبر التأمل المتأني ، ونحاكم أنفسنا (محاكمة خفيفة) ، ثم نصل - ولو بعد حين - الى اكتشاف حضارة منسية تعتمد على ركيزة مهمة مفادها: إن السلام والحب ، أقوى من العنف.
#رعد_اطياف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟